الرئيسية » الهدهد » وصفت الحركة بـ” طائفة الكفر في غزة”.. “داعش” بسيناء يذبح أحد أفراد “حماس”

وصفت الحركة بـ” طائفة الكفر في غزة”.. “داعش” بسيناء يذبح أحد أفراد “حماس”

نشرت جماعة «ولاية سيناء» التابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي أمس، الأربعاء، فيديو هاجم خلاله منتمون للتنظيم حركة المقاومة الفلسطينية «حماس»، التي وصفوها بـ «طائفة الكفر في غزة»، مستنكرين تعاونها مع أجهزة الأمن المصرية، وتصالحها مع السلطة الفلسطينية، فضلًا عن تعاملها مع الدولة الإيرانية، فيما تضمن الفيديو مشاهد عملية قتل أحد أعضاء «ولاية سيناء»؛ لاتهامه بتهرّيب السلاح إلى حركة «حماس».

 

الفيديو، الذي حمل عنوان «مِلّة إبراهيم»، والذي قال التنظيم إنه بمناسبة إعلان الرئيس الأمريكي نيته نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس، تمَ نشره على قنوات تابعة للتنظيم على تطبيق «تليجرام»، فضلًا عن عدد من المواقع الإلكترونية التي تنشر إصدارات التنظيم، كما اعتبر أن الإخوان جماعة مرتدة.

 

المتحدث الرئيسي في الفيديو تمّ تعريفه بـ «أبي كاظم المقدسي»، والذي تلا، خلال الدقائق الأخيرة من المقطع، قرارًا لما أسماه بـ «المحكمة الشرعية» لتنظيم «ولاية سيناء» الإرهابي، يقضي بقتل شخص اسمه موسى أبو زماط، وذلك لتهريبه الأسلحة إلى كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس)، قبل عرض مشاهد لقتل أحد الأشخاص بالرصاص بواسطة مسلح غير ملثم وصفه «المقدسي» بأنه سبق له التعاون مع حماس قبل أن «يتوب».

 

في السياق نفسه، نشرت قناة «منبر سيناء» على تطبيق «تليجرام»، تفاصيلًا من الفيديو قبل نشره، زاعمة أن المتحدث الرئيسي فيه، والذي كنته القناة بـ «كاظم الغزاوي»، هو «القاضي الشرعي لمنطقة قطاع العريش» في «ولاية سيناء» الإرهابي.

 

وأضافت القناة، المحسوبة على تنظيم «جند الإسلام»، التابع لتنظيم «القاعدة»، أن الغزاوي/ المقدسي، هو أحد الضالعين في تنفيذ «مذبحة قرية الروضة»، في نوفمبر الماضي، والتي أسفرت عن مقتل 305 من سُكّان القرية التابعة لمدينة بئر العبد في شمال سيناء، فضلًا عن أربعة آخرين أعلنت القناة أسمائهم.

 

في حين لم يعلن تنظيم «ولاية سيناء» الإرهابي، عن تبنيه للمذبحة، بينما استنكر «جند الأسلام» المذبحة، ووصفها بـ «جريمة مجزرة صلاة الجمعة في شمال سيناء»، بحسب بيان منسوب للتنظيم التابع للقاعدة.

 

وزعمت القناة كذلك أن الغزاوي أخبر جنوده أن موسى أبو زماط مرتد لأنه يهرب سلاح إلى حركة حماس، التي تضع في سجونها عددًا «من أتباع وأنصار (قائد تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر) البغدادي»، مضيفة أن القائم على تنفيذ عملية قتل أبو زماط يدعى أبو عائشة، وهو «ابن أحد قيادات حماس»، معتبرة أن رسالة هذه العملية هي «استقطاب مزيد من شباب حماس».

 

كان أكتوبر الماضي قد شهد أول مواجهة ميدانية في سيناء ما بين تنظيمي «ولاية سيناء» و«جند الإسلام»، والتي أعلن عنها التنظيم الأخير بعد شهر من وقوعها، زاعمًا أن عناصره استهدفت عددًا من عناصر ولاية سيناء بهدف أسرهم، بعدما «ثبت بالدليل القاطع اعتداءات خوارج البغدادي المتكررة تجاه المسلمين في سيناء ومحاصرتهم غزة. وتم رصد تسلل مجموعة لمناطق رباط إخوانكم في جماعة جند الإسلام أكثر من المرة، ومعهم الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وذلك للغدر بهم. وبناءً على ذلك قرر الجهاز الأمني للجماعة القيام بعملية أمنية خاطفة لردع هؤلاء الخوارج».

 

هويات تنظيمية

رغم اختلاف كنية المتحدث الرئيسي في الفيديو من «أبي كاظم المقدسي»، بحسب «ولاية سيناء»، و«كاظم الغزاوي» بحسب القناة الإلكترونية المحسوبة على «القاعدة»، إلا أن الكنيتان تشيران إلى كون هذا الشخص أحد الفلسطينيين المنخرطين في صفوف «ولاية سيناء»، إذ يستخدم التنظيم كنية المقدسي أو الغزاوي عادة للإشارة للمقاتلين الفلسطينيين في صفوفه. وهو ما يتضح أكثر مع المعلومات التي حصل عليها موقع «مدى مصر» من مصادر في الإدارة العامة للأحوال المدنية في غزة، استنادًا إلى الاسم الرباعي الذي استخدمته قناة «منبر سيناء»، وهو حمزة عادل محمد الزاملي، والذي أكدت مصادر الأحوال المدنية في غزة أنه يحمل بطاقة هوية فلسطينية رقم 803563410، من مواليد 12 فبراير 1992 ومن سكان شارع الغربية في الشق الفلسطيني من مدينة رفح.

 

وبالعودة لأرشيف العمليات العسكرية في المنطقة، يظهر أن شقيقه محمد عادل الزاملي قُتل في أكتوبر 2016 أثناء قتاله إلى جانب «ولاية سرت» التابعة لتنظيم داعش في ليبيا، أثناء اشتباكات مع ميليشيات مسلحة مناوئة لنفوذ التنظيم.

 

في حين قالت «قناة القاعدة» إن اسم منفذ عملية القتل في الفيديو هو محمد راشد الدجني، وقال مقدم الفيديو عنه إنه كان عاملًا في كتائب القسام قبل «توبته»، يقود البحث في منشورات سابقة لـ «داعش» إلى وورد اسم «الدجني» في الكثير من الحالات. إذ سبق للتنظيم نشر أسماء عدد من المحققين في جهاز الأمن الداخلي التابع لحماس، والذي تولى ملاحقة العناصر الجهادية في القطاع. وبين هؤلاء المحققين ورد اسم «أبو راشد الدجني»، والذي وصفه التنظيم بأنه المسؤول عن الأمن والحماية في قطاع الأمن الداخلي.

 

كانت قناة «منبر سيناء» استخدمت الاسم نفسه باعتباره والد منفذ عملية القتل، ووصفته بأنه قيادي لامع في حركة حماس مسؤول عن ملف معالجة الجرحى في القطاع.

 

«الولاية» و«طائفة الكفر»

لم يقتصر فيديو «ولاية سيناء» الإرهابي على مشاهد تنفيذ إعدام المتهم بتهريب السلاح إلى حركة حماس، بل سبقها هجوم من «أبي كاظم المقدسي» على حركة «حماس»، التي استنكر تعاونها مع أجهزة الأمن المصرية، وتصالحها مع السلطة الفلسطينية، فضلًا عن تعاملها مع الدولة الإيرانية.

 

وفي حين وصف المقدسي الحركة الفلسطينية بـ «طائفة الكفر في غزة»، ووصف أعضائها بالمرتدين؛ لاعتمادهم على القوانين الأرضية والديمقراطية بدلًا من «قوانين الرب»، وحرَّض أهل غزة عليهم قائلًا: «انسفوا محاكمهم الوضعية ومقراتهم الأمنية.. قاتلوا أولياء الشيطان.. لا تبقوا في غزة رافضي لعين ولا نصراني كافر ولا ملحد جاحد أو إخواني مرتد».

 

وتخللت هذه المناشدات لقطات أرشيفية؛ بداية من لقاءات لقيادات حركة حماس الفلسطينية مع مدير المخابرات العامة المصرية خالد فوزي، ولقاء آخر بين خالد مشعل، الرئيس السابق للمكتب السياسي لـ «حماس»، وخلفه اسماعيل هنية، فضلًا عن لقاء لكل منهما مع المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي. وكذلك كلمة لمحمد أبو ضيف، المتحدث باسم «كتائب عز الدين القسّام»، الجناح العسكري لـ «حماس»، يوجه فيها  الشكر لطهران على مساعدتها للكتائب.

 

وعرض الفيديو كذلك جزءًا من كلمة لخالد مشعل يتحدث فيها عن الوثيقة السياسية الأخيرة التي تبنتها «حماس»، قبيل أن تجري انتخاباتها الداخلية، يؤكد فيها على اعتراف الحركة بآليات الديمقراطية والانتخابات الحرة، فضلًا عن كلمة للشيخ أحمد ياسين وأُخرى لمشعل، أكدا فيها، على أن عداء الحركة للإسرائيليين ليس مصدره العداء لليهود، وإنما للاحتلال.

 

كانت المصالحة الفلسطينية قد وصلت في أول أكتوبر الماضي، إلى مرحلة متقدمة مع وصول رئيس حكومة الوفاق الوطني رامي الحمد الله لتسلّم أعمال حكومته في غزة، وذلك وسط حضور لدبلوماسيين ومسؤولين من المخابرات العامة المصرية.

 

وشهد الملف الأمني بين حركة حماس والأجهزة الأمنية المصرية تقدمًا خلال الشهور القليلة الماضية. وكان تنظيم ولاية سيناء الإرهابي نشر في سبتمبر الماضي، بيانًا قال فيه: «…نؤكد على أن الاتفاقات الأخيرة بين المخابرات المصرية الكافرة والقيادة الحمساوية المرتدة والتي تهدف لحصار المجاهدين وتضييق الخناق على جنود الخلافة في أرض سيناء المباركة لن تجدي نفعًا، وأن القادم أعظم وأن ما كنتم تسمعونه منا بالأمس ترونه اليوم رأي العين، ونقول لعصابات حماس المرتدة أعوان الجيش المصري كفوا أيديكم عن المجاهدين وإلا فالقادم أدهى وأمر»، وهو البيان الذي تبنى فيه الهجوم على رتل أمني في بئر العبد، غربي العريش، أسفر عن استشهاد 18 ضابطًا وجنديًا مصريًا.

 

ووصلت حالة التعاون الرسمي المصري الفلسطيني إلى شكلها الأوضح، في يونيو من العام الماضي، حين شرعت الحركة الفلسطينية في إقامة منطقة عازلة بعمق 100 متر على طول الحدود مع مصر،  البالغة 12 كيلو مترًا، وكذلك نشر منظومة كاميرات مراقبة وتركيب شبكة إنارة كاملة، بهدف ضبط الحدود ومنع عمليات التسلل من وإلى القطاع.

 

وأتت الإجراءات من الجانب الفلسطيني استكمالًا لمثيلتها المصرية التي بدأت في أكتوبر 2014، حين شرعت الحكومة المصرية في تنفيذ ما أسمته بـ «المنطقة العازلة» على الحدود المصرية الفلسطينية، وذلك بعد أكثر من عملية استهدفت قوات الأمن، كان أبرزها هجوم أفراد من تنظيم «أنصار بيت المقدس» (تنظيم ولاية سيناء حاليًا) على كمين كرم القواديس في الشيخ زويد يوم 24 أكتوبر 2014.

 

فيما نقلت حسابات محلية في سيناء أن الجهات الرسمية بدأت مطلع الشهر الجاري في الاستعداد لتنفيذ المرحلة الخامسة من المنطقة العازلة، التي أوشكت مرحلتها الرابعة على الانتهاء، بعمق يزيد على 2 كيلو متر من الحدود المصرية الفلسطينية.

 

المصدر: مدى مصر

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.