الرئيسية » تقارير » وللسعـودية ضاحي خلفانها

وللسعـودية ضاحي خلفانها

بقلم مهند بتار- (ولا تُطِعْ كُلَّ حلَّافٍ مَهينٍ*همَّازٍ مَشَّاءٍ بنميمٍ *مَنَّاع للخيرِ مُعتـدٍ أَثيمٍ *عُتُلٍّ بَعد ذلك زنيم)   صدق الله العظيم . كنا في واحد وصرنا في إثنين ، وكأنه لا تكفينا مهازل عُـتُـلّ الإمارات ضاحي خلفان حتى يأتي همّاز السعودية سعود القحطاني ويدلق لسانه الطويل علينا ، وهذه المرة بخطاب سُـوقيّ دونيّ عديم الضمير والأخلاق يُـقسّـم الخلق إلى (قوائم سوداء وبيضاء) تبعاً للمواقف من الأزمة الخليجية الراهنة .

 

القحطاني هذا لو لم يكن يشغل منصباً عالياً برتبة مستشار في الديوان الملكي السعودي لما أثارت فعلته الشنعاء (بقائمته السوداء) إنتباه وغثيان وسخط الناس ، إذ أنه من موقعه القيادي لا شك يمثل وجهة نظر رسمية سعودية ، سيّما وهو المقرّب من ولي العهد محمد بن سلمان ، ما يعني أنه لا ينطق عن الهوى بل يتحدث بلسان ولي أمره ، وهنا مكمن الخطورة فيما يعدّها من (قائمة) الوعيد والتهديد بحق كل من لا يشاطره الرأي أو الموقف من قطر على قاعدة : من ليس معنا فهو مطلوب للعدالة ، وأي عدالةٍ تلك عند نظام لا يرحم حتى أقرب الأقربين من مثل أمراءٍ سعوديين معروفين اختفت آثارهم لمجرد مجاهرتهم بآراءٍ لم ترق لولي الأمر ؟! .

 

هكذا تحول الديوان الملكي السعودي إلى كُشكٍ لمفرزة أمنية تغربل آراء الناس وتدقق في كلماتهم وصار مستشاروه عسساً ووشاة ومخبرين يرابطون على الأفواه وعلى مداخل منصات التواصل الإجتماعي لرصد الخارجين على قانون الهمّاز الأثيم سعود القحطاني الذي وصل به الخبل حد الإجتراء على القرآن الكريم حين يسقط بكل الخبث كلماته على مخالفي فرماناته السياسية الهوجاء مستشهداً بالاية الكريمة (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة…) ، ثم ليضيف بقصدٍ واضح وضوح الشمس: وبفتح مكة أمر الرسول في نفر بقتلهم وإن وجِدوا تحت أستار الكعبة .

 

أي نعم ، في مهبط الوحي ومن على منبر الديوان الملكي السعودي يقف القحطاني كبير ثقات ولي العهد محمد بن سلمان ومفتي الخليج الجديد ليشطر الناس في مواقفهم إلى فريقين بفسطاطين ، فمن دخل فسطاطه وحضّ على تقطيع أوصال قطر فهو آمن في الدنيا والآخرة ومن دخل فسطاط الرأي الآخر أو حتى آثر الحياد فهو ملعون حق عليه الذبح في الدنيا (حتى لو تعلق بأستار الكعبة) واستحق العذاب في الآخرة ! .

 

هذا هو النسخة السعودية من ضاحي خلفان الأمارات ، إنهما متماثلان في الإستعراضات البهلوانية والمساخر وخفة العقل وضحالة الوعي وجنون العظمة ، ولعل الإختلاف الوحيد بين عُتلّ الأمارات وغمّاز السعودية هي في العنوان الوظيفي ، فبينما يجلس الفريق التوتيري المتقاعد ضاحي خلفان عطالا بطالا بدوام كامل وإضافي على دكة (تويتر) يزاول سعود القحطاني وظيفته من موقعه الإستشاري في الديوان الملكي السعودي هابطاً به إلى درك سفلي معيب لا يتمناه له حتى أعداءه .

 

مهند بتار

قد يعجبك أيضاً

3 رأي حول “وللسعـودية ضاحي خلفانها”

  1. مقالة واضحة بمعنى الكلمة…واضح بأن حاكمي السعودية والامارات يتجهون ببلديهم للانضمام بقوة الى الدول المارقة ودول الشر.. في نشره لتغريدة القائمة السوداء قال سعود القحطاني بأنه لم يتجرأ بهذه التغريدة من رأسه وانه موظف مطيع لسيده..ومثل ماقال الفنان محمد صبحي في مسرحيته تخاريف..يا انا يالشعب في البلد ديية.. وجب ابلاغ جهات حقوقية واممية وجهاز تويتر عن هذا التوجه الخطير لتكميم الافواه.

    رد
  2. كيف ينتصر من مستشاره القحطاني المأفون المأبون ومستشار أبيه البغل الخصي سلمان نمر ودحلان المتاجر بزوجته؟ قصيدة شوقي عن الأسد ووزيره الحمار تلخص الوضع:

    الليث ملك القفار******وما تضم الصحاري
    سعت إليه الرعايا******* يوماً بكل انكسار
    قالت: تعيش وتبقى ******يا دامي الأظفار
    مات الوزير فمن ذا** يسوس أمر الضواري؟
    قال: الحمار وزيري*** “ماذا رأى في الحمار؟”
    وخلفته، وطارت****** بمضحك الأخبار
    حتى إذا الشهر ولى****** كليلة أو نهار
    لم يشعر الليث إلا ******وملكه في دمار
    القرد عند اليمين ******والكلب عند اليسار
    والقط بين يديه ****** يلهو بعظمة فار!
    فقال: من في جدودي** مثلي عديم الوقار؟!
    أين اقتداري وبطشي***وهيبتي واعتباري؟!
    فجاءه القرد سراً****** وقال بعد اعتذار:
    يا عالي الجاه فينا****** كن عالي الأنظار
    رأي الرعية فيكم***** من رأيكم في الحمار!

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.