الرئيسية » تقارير » لهذا تواصَل “أقرع الإمارات” مع جنرالٍ إسرائيليّ بعد حرب غزة .. وسرّ عشاء 15 قائداً علمانياً بمنزله

لهذا تواصَل “أقرع الإمارات” مع جنرالٍ إسرائيليّ بعد حرب غزة .. وسرّ عشاء 15 قائداً علمانياً بمنزله

كشفت تسريبات جديدة عن مراسلات بين السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة والجنرال الإسرائيلي عوزي روبين وهوعميد سابق وقائد نظام القبة الحديدية الإسرائيلية خلال الحرب على غزة، مما يوضح متانة العلاقة بين الإمارات وإسرائيل.

 

فقد كشفت التسريبات عن مراسلات سابقة بين العتيبة وروبرت ساتلوف المدير التنفيذي لمعهد واشنطن المؤيد لإسرائيل، وفيها يقترح الأخير عقد لقاء بين العتيبة وعوزي روبين.

 

وتضمنت المراسلات تقييما لأضرار الحرب على غزة عام 2012. وقد جاءت الاتصالات بين الطرفين بعد شهر من الحرب.

 

وكان روبين قد زار واشنطن للمشاركة في أحد المنتديات، وأشاد بنجاح نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ، الذي استخدمته إسرائيل لاعتراض صواريخ المقاومة في غزة.

 

وكتب روبرت ساتلوف إلى العتيبة قائلا إن هناك عرضا مقنعا حول إمكانية تطبيق نظام صواريخ القبة الحديدية في دول الخليج لمواجهة الصواريخ الإيرانية. واقترح ساتلوف أن يَسمع العتيبة بنفسه من روبين.

 

ورد العتيبة بأنه لم يلتق روبين، لكنه مهتم بالاستماع بنفسه بشأن نظام القبة الحديدية وأدائها خلال الحرب على غزة.

 

وقد راسل العتيبة عوزي روبين بشكل مباشر قائلا “دعنا نلتقِ المرة القادمة في واشنطن”، فرد روبين “لقد عدتُ فعلا إلى إسرائيل.. ربما في المرة القادمة”.

 

وطلب ساتلوف من العتيبة في فبراير/شباط 2012، إقامة عشاء استثنائي، يمكنه أن يدفع ثمنه إن أراد، قائلاً: “هذا جريءٌ بعض الشيء، لكن هل لك أن تبحث استضافة أهم قادتنا العلمانيين -مجلس إدارتنا- على العشاء في منزلك؟ إنَّهم نحو 15 شخصاً تقريباً، وسيكونون في المدينة من أجل اجتماعٍ… مساء الثلاثاء 6 مارس/آذار”.

 

وبعد أن أدرك الفرصة، ردّ العتيبة: “إنَّها فكرةٌ عظيمة. سأكون سعيداً باستضافة مجموعةٍ نافذة كتلك بشأن موضوعٍ حسَّاس كهذا. طلبي الوحيد هو أن نُبقي الأمر سرياً ونتكتَّم عليه”.

 

ويضم مجلس إدارة معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى شخصياتٍ مثل بيتر لوي، المدير التنفيذي لمؤسسة ويستفيلد، نجل الملياردير الأسترالي والشخصية اليمينية الداعمة لإسرائيل فرانك لوي.

 

ويضم أيضاً المؤسِّسة باربي واينبرغ، النائبة السابقة لرئيس “أيباك”. وساعدت باربي، إلى جانب نائب مدير البحث في “أيباك” آنذاك مارتن إنديك، في تأسيس معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط في الثمانينات ككيانٍ منفصل؛ للابتعاد عن “أيباك” وطرح أفكار سياستهم الداعمة لإسرائيل، وهو ما يُمثِّل اعترافاً بـ”مشكلة الصورة” التي واجهتها عملية كتابة أفكار السياسة الأميركية على أوراق معنونة بشعار “أيباك”.

 

وبعد عشاء مارس/آذار 2012، كتب ساتلوف إلى العتيبة؛ كي يبلغه أنَّه “كسب العديد من الأصدقاء في منزله الليلة الماضية”، وكال المديح للسفير الإماراتي على “صدْقه اللافت” مع مجلس إدارة معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، و”فتحه أعينهم على القلق الحقيقي الذي تشعر به الإمارات فيما يتعلَّق بإيران”.

 

وصدَّق العتيبة على كلمات ساتلوف في رده عليه: “لقد استمتعتُ حقاً بالحديث. وكانت رسالتي الأساسية هي التوافق بين إسرائيل والعديد من الدول العربية حين يتعلَّق الأمر بإيران”.

 

ولم يكشف ساتلوف عمَّن حضر العشاء، لكنَّه أخبر موقع “ميدل إيست آي” بأنَّ فعالياتٍ كتلك بين “مجموعةٍ واسعة من المسؤولين الأميركيين والأجانب، تحدث بانتظام”، وأنَّ “التلميح أو افتراض غير ذلك يؤكِّد أنَّ مغزى طرح سؤالكم هو الاتهام بالتآمر وليس بدافع أهميته الخبرية”.

 

واصل ساتلوف السعي وراء مزيدٍ من التعامل مع صديقه الإماراتي. ومنذ عام 1996، استضاف معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى مجموعةً من المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين الإسرائيليين كزملاء زائرين في مكاتبه بواشنطن، جزئياً للتأثير على النقاش الجاري في واشنطن حول أمورٍ، من بينها فلسطين وإيران.

 

وطلب ساتلوف من العتيبة التفكير في السماح لمسؤولين إماراتيين بالعمل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى كزملاء زائرين، وهو مؤشر على مدى القرب الذي أصبحت عليه الدولة الخليجية في أعين المجتمع الداعم لإسرائيل بقوة في الولايات المتحدة.

 

وتعهَّد العتيبة لساتلوف في وقتٍ سابق بـ”النظر في هذا الأمر، ورؤية كيف سيستجيب مسؤولو جيشنا”.

 

وفي ردِّه على موقع “ميدل إيست آي”، قال ساتلوف إنَّه قام باتصالاتٍ مماثلة مع حكوماتٍ مختلفة، واستضاف مسؤولين إسرائيليين، وأردنيين، وأتراكاً، وأنَّ معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى قد استضاف دبلوماسياً من وزارة الخارجية الفرنسية، فضلاً عن دبلوماسيين أميركيين ومسؤوليين حكوميين آخرين. وأضاف: “للأسف، لم تتح لنا الفرصة لاستقبال مسؤولٍ إماراتي”.

 

واقترح العتيبة، في وقتٍ لاحق، مساعدة معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى على “إيجاد بعض المتحدِّثين الإماراتيين وربما غير الإماراتيين؛ للحديث عن جماعة الإخوان المسلمين والتطرُّف بالمنطقة”، وهي الجماعة التي فازت أفرعها بانتخاباتٍ شعبية في مصر، وتونس، وتركيا، والكويت، والتي تُشوِّه كلٌ من الإمارات وإسرائيل سمعتها باعتبارها تُمثِّل تهديداً لهما.

 

وكتب العتيبة إلى ساتلوف أيضاً؛ ليشيد بمقالٍ كتبه ديفيد بولوك، الذي كتب في يناير/كانون الثاني 2016 مقالاً “دفاعاً عن العلاقات الأميركية-السعودية”.

 

وكتب العتيبة: “أردتُك أن تعلم أنِّي أعتقد أنَّ مقال ديفيد بولوك حول السعودية قد يكون أفضل تحليلٍ قرأتُه حتى الآن.. حاول أن تجد طريقةً لنشره في وسيلةٍ إعلامية رئيسة؛ لأنَّ هذا المقال يحتاج لأن يُنشَر بأكبر قدرٍ ممكن”.

 

وبدوره، عبَّر ساتلوف عن أسفه لمحاولته مع “المنافذ الإعلامية الرئيسة المعتادة كافة، لكنَّها جميعاً رُفضت”، وهو ما رآه “إشارة مؤسِفة في هذا الزمن”.

 

ثُمَّ عرض العتيبة، الذي تتجاوز علاقاته في واشنطن على ما يبدو علاقات مراكز الأبحاث، التوسُّط للمساعدة، وهو ما رفضه ساتلوف، فقال العتيبة: “ولا حتى مجلة بوليتيكو؟ يمكنني أن أستخدم بعض علاقاتي هناك إن لزم الأمر”.

 

وفي ردِّه على موقع “ميدل إيست آي”، كتب ساتلوف: “عبر سياسته طويلة الأمد، لا يطلب معهد واشنطن أو يقبل التبرعات من أي مصدرٍ أجنبي، سواء كان فرداً، أو شركةً، أو حكومةً، أو مؤسسةً. إنَّنا نعتمد فقط على الدعم المالي من المصادر الأميركية. وعلى وجه التحديد، لم نطلب قط أو نقبل أي تبرعٍ من أي مصدرٍ إماراتي”.

 

المصدر: الجزيرة + هاف بوست عربي

 

 

قد يعجبك أيضاً

4 رأي حول “لهذا تواصَل “أقرع الإمارات” مع جنرالٍ إسرائيليّ بعد حرب غزة .. وسرّ عشاء 15 قائداً علمانياً بمنزله”

  1. قال تعالى : { ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون }

    رد
  2. قال تعالى : { ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون }

    رد
  3. موضوع التطبيع غير مقتصر على الإمارات،بل أن جميع دول(مجلس التآمر الخليجي) تقيم علاقات متفاوتة مع الكيان الصهيوني،ولا يُستثنى من هذه القاعدة دولة واحدة،لكن الأمور بين الكيان الصهيوني والإمارات تطورت بسرعة مذهلة ولا شك أن الجاسوس المدعو محمد دحلان لعب الدور الأكبر في تطوير هذه العلاقة وطبعاً لصالح الكيان الصهيوني
    لقد فقد (كل) حكام العرب رجولتهم وأراقوا ماء وجوههم تحت أقدام صهاينة اليهود

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.