الرئيسية » تقارير » زمان ضاحي خلفان.. المنفلت من عقاله

زمان ضاحي خلفان.. المنفلت من عقاله

بقلم: مهند بتار –  هو لا يشبه أيّ زمانٍ آخر ، عقاربه غبراء ، لا بيضاء ولا سوداء ، إذا لم تجد من تلدغه فتلدغ نفسها .

 

ملامح زمان ضاحي خلفان تتطابق ووجه ضاحي خلفان : سحنة إبليسية عكرة تعكس منتهى الكراهية وخالص الحقد الأعمى على الآخر ، أي آخر لا يروق له .

 

عامودياً ، يصعد زمان ضاحي خلفان متطاولا على السماء بفولاذ وإسمنت الحداثوية العمرانية السوليفانية المستوردة من صانعيه ومحتقريه في الغرب ، أمّا أفقياً ، فهو ما برح يقف جامداً هامداً خامداً ، هناك ، عند مفترق الجاهلية الأولى .

 

من مساخر القدر وفي هذه اللحظة العربية الباعثة على العار والشنار فإن أمّـة الضاد التي تعيش الآن أسوأ وأحط أيامها على مر العصور وجدتْ نفسها العليلة وقد صار زمان ضاحي خلفان يمثلها بين أزمنة الأمم الحديثة ، ولهذا فلا عجب أن يصبح الزمان العربي الراهن بواجهته الخلفانية الغرائبية مسخرة الكوكب ، تهزأ به شعوب الأرض قاطبة من فرط خلفانيته المتخلفة الضاجة بكل اسباب القهقهة ، فهو عييّ إذا تحدث ، أثول إذا سكت ، حين يهذر بالكلام بمناسبة (وغالباً بلا مناسبة) تحسَبه ضفدعاً ينقّ وفي أحسن الأحوال بعيراً يرغو ، وحين يصمت فترتسم على محياه علامات البلاهة والعُـته ، أما المصيبة العظمى فتتمثل بخزعبلاته الصبيانية البهلوانية الخرقاء على مواقع التواصل الإجتماعي ، فهو يخالها جدران مراحيض عامّة لا صفحات تفاعل إنساني جماعي فيروح يغمس أصابعه بفضلاته ويشخبط على الحائط بما يتفتق عن مؤخرته من هراء .

 

لا حسيب ولا رقيب على زمان ضاحي خلفان ، إنه منفلت من عقاله ، يصول ويجول في العالمين الواقعي والإفتراضي كيفما يقوده عقله الضامر المخبول ، وبأموال السحت الأسود الحرام يشتري العبيد من سوق النخاسة السياسية ، فإذا بنا نرى أكبر دولة عربية وقد استحال رجالات نظامها إلى غلمان وخدم في قصوره ، وإذا بثورات المسحوقين العرب تنتهي بقوة بترودولاره الغاشمة إلى كوارث شمولية ، وإذا بالعدو الصهيوني الإرهابي يتحول إلى حليف ستراتيجي لعرب النكوص والردّة من أجل محاربة ( الإرهاب الفلسطيني !) ، وإذا بالحلم العربي بالحرية والكرامة يتحول إلى كابوس مهول ، وتالياً إذا بولدٍ عـيّل من عيال زمان ضاحي خلفان يقف مزهواً على تل الخراب العميم سيد على أسياده وملك على ملوكه ، يسطـّـر على جلد التاريخ العربي بأحرف من قطران تلك الصفحات الأكثر سواداً على مرّ الأزمنة ، لكأن الأرض العربية قد خلت من الرجال ، ولكأنها تصرخ على قدر ألمها :

 

بغدادُ …. لا أحدْ

دمشقُ … لا أحدْ

قاهرةُ المُعــزّ … لا أحدْ

في الشرقِ … لا أحدْ

في الغربِ … لا أحدْ

عَـزّ الرجالُ … ويلها من أمةٍ منكوبةٍ يقودها ولـدْ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مهند بتار

قد يعجبك أيضاً

رأيان حول “زمان ضاحي خلفان.. المنفلت من عقاله”

  1. وهل لهذا الحقود الممتلئ غلا كبرميل البارود من حسنات فخلفإن له من اسمه النصيب اﻷكبر وورعك في الدفاع عنه باهت أبهت من ورع حزب النور وعلماء آل سلول
    أما كاتب المقال لا فوض فوك فوالله مأخرجت عن الحق فيه قيد أنمله وزده فقد ذم الله أمثاله في القرآن بأقبح الاوصاف

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.