الرئيسية » أرشيف - المجلة » الدكتور عبد المؤمن القشلق لـ”وطن” الأغذية الوظيفية هي الحلقة المفقودة في حياتنا اليوم !

الدكتور عبد المؤمن القشلق لـ”وطن” الأغذية الوظيفية هي الحلقة المفقودة في حياتنا اليوم !

” أنت ما تأكل”  مقولة قديمة تحمل الكثير من الدلالات على المستوى الفيزيولوجي والنفسي، فالوقود الذي يضعه الإنسان في جوفه هو الذي يسيطر على الكثير من أموره اليومية الحياتية وعلى رأسها الصحة والمرض وعلى طريقة تفكيره أيضاً.

 

ولذلك برز في السنوات الأخيرة مفهوم جديد في الطب الحديث يعتمد على تحديد الأغذية التي يُرى أنها مفيدة للإنسان ويبعد الأغذية التي يُرى أنها ضارة ويدعى هذا المفهوم  الماكروبيوتيك) وهي كلمة يونانية تعني الحياة المديدة ( ماكرو – كبير أو مديد وبيوتيك – حياة ) والماكروبيوتيك أيضاً فلسفة لنظام حياة متكاملة أكثر من أن يكون نظاماً غذائياً.

 

حول هذا المفهوم الغذائي وتطبيقاته في حياتنا اليومية ودوره في تصحيح بعض السلوكيات الخاطئة في الأغذية التي نتناولها يومياً كان لـ”وطن” لقاء مع الطبيب السوري عبد المؤمن القشلق أخصائي الأمراض الباطنية والقلبية –خبير الماكروبيوتيك والمعالجات الطبيعية الذي أصدر منذ سنوات كتاباً هاماً بعنوان   (الماكروبيوتيك والمعالجة بالأغذية الوظيفية – الطب البديل بين السحر والحقيقة)، تضمن تجربته في هذا النوع من العلاج الوقائي عن طريق الغذاء مع العلاجات المتداولة التي بدأها منذ سنوات إضافة إلى عدد من المحاضرات والندوات التي خصصها للحديث عن الأغذية الوظيفية والماكروبيوتيك الذي أصبح صيحة العصر اليوم.

 

وحول المقصود بالماكر وبيوتيك وكيف بدأ الاهتمام به على المستوى العالمي  أوضح القشلق أن “الماكروبيوتيك كلمة يونانية تعني الحياة الطويلة. وهي فلسفة علاجية تعود جذورها الأولى إلى الصينيين القدماء عندما لاحظوا أن الغذاء ليس الغرض منه أن يُبقي الإنسان على قيد الحياة وإنما ليقيه من الأمراض ويمده بالصحة والسعادة أيضاً فتوسعوا في دراسة وتصنيف الغذاء ومعرفة آثاره على الإنسان ودونوا ملاحظاتهم في كتبهم ومخطوطاتهم”، أما المؤسس الفعلي لهذا المفهوم في العصر الحديث-كما يشير محدثنا فهو الياباني الأستاذ جورج أوساوا  واسمه الحقيقي “يوكيكازو ساكورازاوي” الذي اتبع هذا النوع من العلاج بعد وفاة والدته وأخيه بالسل وإصابته هو أيضاً في سن مبكرة وبعد أن قطع الطب المتداول الأمل من شفائه فاتبع-كما يقول د. القشلق- طرق علاج الشرق الأقصى في العلاج بالأغذية الطبيعية فشُفي تماماً وأكبَّ طوال حياته على تطوير هذا العلم ونشره وأرسل تلاميذه إلى الغرب لينشروا علومه وأصبحوا من كبار الأساتذة المعالجين حالياً في الولايات المتحدة وأوروبا ولديهم هناك معاهد ضخمة وعلى يديهم تتلمذ العديدون ومنهم السيدة الأستاذة  المعروفة مريم نور من لبنان.

 

وحول تفسيره للعودة إلى هذا النوع من العلاج اليوم وهل هي مجرد نزعة أو صيحة لا تلبث أن تزول أكد محدثنا أن العالم بعد قرون عديدة من البحث المضني عن الحلقة المفقودة إلى الأصل ، وقد لاحظ الناس بأنه مع ازدياد العقاقير والمستشفيات فإن الأمراض كذلك تزيد وطأةً وتنتشر بدلاً من أن تتناقص وتخف، فكانت الحلقة المفقودة لهذه المعادلة المعقدة تكمن في الغذاء فقذفوا ببعض عبوات الأدوية من النافذة ونقبوا عن الأغذية والوصفات الغذائية التي تعيد إلى الإنسان صحته بعد أن أفسدتها الكيماويات والعقاقير مطبقين مقولة تاريخية لأبو قراط رائد الطب في التاريخ ( سيكون غذاؤك دواؤك ودواؤك من غذائك ) إنها ثورة جديدة للتداوي بالأغذية لذا كان طبيعياً أن يظهر مصطلح علمي جديد لا يعرفه الكثيرون هو مصطلح( الأغذية الوظيفية ) الذي من المتوقع أن يحقق تطوراً وانتشاراً واسعين خلال السنوات القليلة المقبلة .

 

ويشرح محدثنا الأسس العلمية التي يعتمدها هذا النوع من العلاج بالأغذية ومنها –كما يقول- اعتماد هذا النظام على إتباع أنظمة غذائية صحية طبيعية تلائم الطبيعة البشرية وتحديد الأغذية المفيدة للإنسان وإبعاد الأغذية الضارة التي تسبب له الأمراض” مشيراً إلى أن “هذا النظام يستخدمه الأشخاص المرضى والأصحاء على السواء، فالمرضى يستخدمونه رغبة في الشفاء والأصحاء رغبة في حيوية ونشاط دائمين ووقاية من الأمراض وهو في الحقيقة ليس نظاماً غذائيأ فحسب ، وإنما هو نظام حياة وفلسفة متكاملة. وقد نجحت أنظمة الغذاء الخاصة في علاج الكثير من الأمراض المستعصية.

 

وحول تفسيره لأسباب الأمراض المنتشرة بكثرة اليوم فيما يخص الغذاء لفت د. القشلق  إلى أن من أولى هذه الاسباب طرق زراعة النباتات والخضار ( أو طرق تربية الحيوانات ) وخزن الغذاء وطبخه وكذلك طريقة أكله وكميته كلها عوامل مؤثرة في ذلك، وأردف محدثنا أن”جشع الإنسان وأنانيته وتخريبه المستمر لكل ما حوله هو من جلبَ المرضَ لنفسه ولمن حوله”. والأمر الثاني–كما يقول -هو التلوث الذي أصاب الطبيعة على يد الإنسان. فقد تلوثت الأرض بسبب استعمال السموم لإبادة الحشرات وأمراض المزروعات، وبسبب امتصاص التربة البطيء لسموم المعامل التي تُلقى في الأنّهار. وخرّب الإنسان التوازن الطبيعي بتدخلاته غير المسئولة وكان كل همه إشباع رغباته، فكان قصير النظر إذ أضر بمصلحته ومصلحة أبنائه وأحفاده على المدى البعيد لأجل ملذات ومصالح ومنافع مؤقتة.

 

وتتلخص التغذية الماكروبيوتيكية بحسب كتاب (الماكروبيوتيك والمعالجة بالأغذية الوظيفية – الطب البديل بين السحر والحقيقة) بمجموعة من الأغذية الطبيعية التي أساسها الحبوب(قمح, شعير شوفان ,دخن..) تليها الخضروات والبقوليات (عدس , فول الصويا,…) ,  وبعض اللحوم البيضاء (طيور وأسماك وثمار البحر )ومختلف الفواكه ,ويحرم الماكروبيوتيك تناول الأغذية التي يعتبرها سموماً قاتلة مثل الموبؤات البيض ( السكر الصناعي المكرر , الملح المكرر ,الدقيق الأبيض ,الحليب ,الأرز الأبيض ) والأغذية الحيوانية الدسمة ,وكذلك السمون من مختلف المصادر  (الحيوانية والنباتية) ويُحض على استبدالها بالزيوت الطبيعية (زيت زيتون ,زيت سمسم , زيت دوار الشمس ,زيت صويا.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.