الرئيسية » تقارير » إرتباك في سوق النفط .. أي قرار بزيادة الإنتاج يهوى بأسعاره!

إرتباك في سوق النفط .. أي قرار بزيادة الإنتاج يهوى بأسعاره!

ورطة اقتصادية جديدة تكشفها تقارير غربية في مواجهة الدول التي تعتمد بشكل أساسي على إنتاجها من النفط كمصدر وحيد للدخل.. فرغم خفض الإنتاج إلا أن نتائج هذه الخطوة لم تصعد بالنفط بعد حوالي 6 أشهر من تطبيق الاتفاق بين الدول المنتجة للبترول والذي جرى إبرامه في تشرين ثان/نوفمبر 2016.

خياران أحلاهما مر..

يؤكد خبراء البترول أن منتجي النفط بين خيارين أحلاهما مر قبل اجتماع “فيينا” المقرر له الخامس والعشرين من آيار/مايو 2017، فمن ناحية إذا ما قرروا خفض الإنتاج فإنها فرصة كبيرة لانتعاش النفط الصخري الأميركي، أما إذا تغاضوا عن اتفاقهم السابق وجازفوا برفع الإنتاج.. فإن سعر برميل النفط سيهوى إلى 40 دولار لكثرة المعروض !

منظمة “أوبك” يقع عليها الآن العبء الأكبر لإيجاد المخرج المناسب للدول المنتجة والمصدرة للنفط بأقل الخسائر الممكنة.

أميركا أكثر المستفيدين..

فبحسب تقرير لـ”غرانت سميث” بوكالة بلومبيرغ الاقتصادية نشره في الخامس من آيار/مايو 2017، فإن التمسك بالخيار الحالي واستمرار خفض الإنتاج ربما يكون الأفضل نسبياً لكنه سيعطي انطلاقة للنفط الأميركي لثلاثة أعوام على الأقل وأن الخاسر الأكبر ربما تكون السعودية وروسيا اللذان يصران على خفض الإنتاج، لأن البديل مجازفة ويكبد خسائر بالمليارات.

لن تجد مجموعة الدول المنتجة للنفط أي مساحة للمناورة، فقط عليها المثابرة، لأن البدائل تبدو أسوأ من ذلك.

شركة “يو. بي. اس. جيه. ايه. جي” المتخصصة في الاستثمارات المالية الضخمة، تؤكد على أنه حتى إذا ما استمرت “السعودية، الكويت، قطر، فنزويلا، الإمارات، روسيا والعراق” وغيره من الدول المنتجة للنفط في خفض الإنتاج، فإن الإمدادات الصخرية الأميركية ستقوم هي بسد فجوة الأسواق في أوروبا وإفريقيا وأميركا وربما آسيا، في حين ترى “سيتي جروب” الاقتصادية أن رفع الإنتاج لهذه الدول سيسبب لها خسائر و”آلاماً اقتصادية” تهوى بسعر البرميل إلى ما دون الـ 40 دولار.

إلى متى تصمد السعودية في خفض الإنتاج ؟

“جيوفاني ستونوفو”، المحلل في “يو. بي. اس” بزيورخ، يقول إن “خطر خفض الإنتاج هو انه سيؤدي إلى زيادة قوية في الاسعار، كما أنه سيدعم إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، في المقابل إذا ما تقرر رفع الإنتاج فإن السعودية ستخسر صورتها التي ظلت تؤكد على أنها قادرة على خوض التجربة وإجبار المنتجين على السير في الدرب نفسه، لأن الجميع سيتأكد وقتها أن الرياض استسلمت ولم تكن على قدر مسؤولية القرار.

إن القرارات النفطية المرتقبة أربكت سوق النفط لينخفض إلى أدنى مستوى له في خمسة أشهر ويقترب من 43.76 دولار للبرميل في نيويورك يوم الجمعة الخامس من آيار/مايو 2017 وتداول عند 45.46 في الساعة 6:34 صباحاً بالتوقيت المحلي في أميركا.

رغم التمديد المرتقب.. استمرار انخفاض أسعار النفط..

المفاجأة التي أربكت “سوق النفط” العالمي هي أنه رغم تصريح وزير الطاقة الروسي “الكسندر نوفاك” أن بلاده تميل إلى تمديد خفض الإنتاج إلى النصف الثاني من عام 2017، وكذلك أكد نظيره السعودي “خالد الفالح” في 26 نيسان/ابريل 2017 على أن هناك اتفاقاً مبدئياً على تمديد الاتفاق بدعم من دول آخرى في “الأوبك” مثل الكويت والعراق، انخفضت أسعار النفط بدلاً من ارتفاع متوقع.

تقول تقارير غربية إن “أوبك” تظهر بالفعل امتثالاً شبه تام فى تنفيذ تعهداتها بخفض إنتاجها بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً، ومن المتوقع جداً ان يتم تمديد الخفض، لكن في الوقت نفسه إلى متى يستمر المخزون الذي تعتمد عليه هذه الدول في معركتها لرفع الأسعار، بالتأكيد ستنفذ الذخيرة وفي النهاية ستضطر هذه الدول إلى زيادة الإنتاج !

اتفاق محكوم بالفشل منذ البداية..

رئيس قسم أبحاث السلع في شركة “كوميرزبانك أغ” في أميركا يوجين واينبرغ يقول إن اتفاق أوبك بخفض الإنتاج كان محكوماً بالفشل منذ البداية، لأنه تأثير قصير الأجل.. وستجد منظمة الدول المصدرة للنفط نفسها في الوضع نفسه مرة أخرى في غضون ستة اشهر، لكن الدول غير الأعضاء في “اوبك” ستحصل على حصة اكبر من السوق بحلول ذلك الوقت لأنها لم تخفض بشكل كامل.

وفي حين لا تزال الوكالة الدولية للطاقة تتوقع حدوث انخفاض سريع في وفرة المعروض في النصف الثاني من 2017 إذا ما حافظت منظمة أوبك على تخفيضاتها الإنتاجية من النفط، إلا أن البيانات المتاحة تظهر الآن علامات قليلة على النجاح في هذه الخطة.

قد تكون مخزونات الوقود العالمية زادت بالفعل خلال الربع الأول من 2017، وفقاً لتقديرات وكالة الطاقة الدولية، لكن في الوقت نفسه، ارتفع الإنتاج الأميركي مرة أخرى، حيث ارتفع بمقدار “523،000” برميل يومياً هذا العام إلى أعلى مستوى في عامين تقريباً كعوائد استثمارية، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة.

خطة ليست ذات جدوى..

تناقش “أمريتا سين”، المحلل النفطي الرئيسي في “جوانب الطاقة”، تراجع أسعار النفط بقولها إن هناك شعور “بالرفض” في السوق وأن التخفيضات لا تعمل ولم تأت بالنتيجة المرجوة، ولكن أوبك لا تزال قادرة على النجاح إذا بقيت على المسار !

“سين” وهي كبير المحللين في شركة النفط في لندن قالت في مقابلة تليفزيونية مع بلومبيرغ: إن الاعتقاد السائد هو أن سوق النفط لن يشهد توازناً بحلول نهاية 2017 طالما واصلت اوبك خفض انتاجها”، وفي النهاية هم لا يملكون خيارات كثيرة للمناورة

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.