الرئيسية » تحرر الكلام » قراءة في عودة أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير عمان عبد العزيز القاضي الى السلطنة .

قراءة في عودة أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير عمان عبد العزيز القاضي الى السلطنة .

لن نقف طويلا امام الاتفاق الذي ابرمة الأمين العام للجبهةالشعبية لتحرير عمان  ، الاستاذ عبد العزيز القاضي مع السلطات العمانية منذو حوالي عامين على ما اذكر والتى تكللت بعودته الى السلطنة ، فالتاريخ كفيل باماطة اللثام عن بنود ذلك الاتفاق ما ظهر منه وما بطن،

والحقيقية انني حينما علمت بعودة عبد العزيز القاضي الى السلطنة رغم ان الرجل كان وجودة على الساحة غائبا الى حد النسيان ، الا انني شعرت بالخزي والعار ان ينتهى المطاف بأمين عام  أطول ثورةً عرفها الوطن العربي بعودته الى احضان السلطة مستسلما وطالبا العفو والصفح والغفران وقد  بلغ من العمر ارذله

  

قارنت حينها بينه وبين الامام غالب الهنائي رحمه الله الذي ظل شامخا محافظا على  ثوابته حتى الرمق الأخير بل وتجاوز ذلك الى الوصية بان يدفن جثمانه الطاهر في السعودية حتى لا يعترف بالنظام حيّا وميتا، موقف لا يملك المرء الا ان يخلع  قبعته منحنيا امام ذلك الكبرياء الشامخ العظيم. بغض النظر عن  موافقته او الأختلاف  معه ، كم تمنيت  حينها لو كان موقف عبد العزيز القاضي كموقف الأمام غالب

كتبت حينها مقالا قصيرا لعبد العزيز القاضي  حذفته فيما  بعد ، قلت فيه ان مقبرة الزاوية  تنتظر رفاتك لتظمه الى رفات القبور المجهولة  ، كما قبرت  انت باستسلامك المخزي  أطول ثورة في التاريخ العربي المعاصر .

رغم ذلك دفعني الفضول لا أكثر لأرى الرجل الذي جاء مستسلما ومسلما نفسة  للسلطة التى حاربها في ذروة  المد العربي ضد الاستعمار والامبريالية ، وتلك الشعارات التى هتفت بها حناجر الأمة العربية من الشام لبغدان ،

وكانت الظروف مناسبة ان اذهب برفقة الصديق والأديب الكبير احمد الزبيدي لزيارة  القاضي في بيت أخيه بصلاله ، والحقيقة انني تفاجئت بروح الانتصار والشموخ التى كانت تشع من عينيه وتعطر من ثيابه ، وكأنه هو المنتصر والدولة العمانية هى التى أتته صاغرة لتنقله على بساط الريح  الى مسقط .

ذلك امر لم اجد له تفسيرا  منطقيا في حينه ، وحينما هممنا بالخروج دعنا الى حضور مناسبة غداء اقامها له رفاق النضال في ميدان الاحتفالات بصلاله  وفِي الْيَوْمَ التالي علمت ان الأجهزة الأمنية  منعته من الحضور  ،

كانت المناسبة الاحتفالية كبيرة وعظيمة بكل المقاييس من حيث عدد الحضور  الكم والكيف . واعلن خلالها  الرفاق ان الأجهزة الأمنية قد منعت القاضي من الحضور!!!  كان موقفا مخزيا في حق النظام وقد ظهر مهزوزا خائفا من اثار سلبية متوهمه قد يسببها حضور القاضي  وكأن الرجل سيقلب النظام رأسا على عقب من خلال حضور مناسبة رمزية

وكان موقف القاضي لا يقل خزيا حينما استجاب للمنع وخذل رفاق النضال للمرة الثانية ، ولعله لم يدرك ان قيمته المعنوية كأمين عام للثورة يترتب عليها تضحيات ومسؤوليات كان عليه ان يتحمل تبعاتها.

ورغم  موقفه المخزي بعدم الحضور وتفضيله الانحناء حتى تمر العاصفة  الا انني ادركت حينها سبب اعتزاز الرجل بنفسه وشعور الانتصار الذي يملئ نفسه

فقد سبقت تلك العزيمة الكبيرة التى أقامها  رفاق النضال  وفي ميدان الاحتفالات الرسمي للسلطة وحالت دون حضوره  المحاذير الأمنية ، كانت قد سبقتها احتفالات وعزائم أقامتها قبائل  ظفارية عدة لها وزنها الكبير في ظفار بمناسبة عودة عبد العزيز القاضي بصفته الرسمية والشخصية 

، كل ذلك كشف بوضوح ان روح الثورة لا تزال جذوتها تتوقد  في قلوب أبناء ظفار بل انها انتقلت الى الأبناء والأحفاد الذين لم يشهدوا ولادة الثورة ولم  يعاصروا ظروفها القاسية  في عام 1965 م  وأبانت  تلك الاحتفالات والاحتفاء الكبير بعودة الأمين العام للثورة عن امر  ربما لم يلاحظه البعض … وهو  ذلك الشعور المختزن في قلوب الشعب الظفاري تجاه الثورة ورموزها وقدرته. على الصفح  الجميل  والغفران  للثورة  وتجاوزاتها ، والأخطاء والكوارث  التى اكتنفتها في لحظات النشوة الثورية التى اجتاحت ابنا ءظفار وفي ذلك الظرف العصيب الذي اختلطت  فيه العاطفة الثورية  بالأيدلوجيات المستوردة  وطغت  لحظات التجلي  واللا وعي  فتغشت الانفس والأبصار  وكان الخلل الكارثي والانحراف الذي عصف بالثورة وأفقدها توازنها وحينما افاقت كان قد سبق السيف العذل.

فهل قرأ القاضي تلك التحولات  وأدرك ان الشعب الظفاري قد غفر للثورة  خطاياها  فكانت عودته عودة الروح الثوري الى أبناء ظفار  أم ان مسار الأحداث  قد صنع كل ذلك

ربما وربما القاضي نفسه لا يعرف الجواب ،. المهم ان رسالة الثورة وصلت والشعب الظفاري قد غفر وسامح ،  والأجيال الظفارية اثبتت ان شمعة الثورة لا تزال تحترق لتنير سبيل السالكين الى الحرية والعدالة والمساواة . وهي الرسالة التى ربما أراد القاضي إثباتها بعودته المفاجئة الى احضان السلطة . ربما وربما وربما

ويبقى الجواب عند القاضي.

قد يعجبك أيضاً

رأيان حول “قراءة في عودة أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير عمان عبد العزيز القاضي الى السلطنة .”

  1. المهم ان رسالة الثورة وصلت والشعب الظفاري قد غفر وسامح ،
    فعلا يا بن جداد ان رسالة الثوره وصلت وان اهل ظفار
    غفروا وسامحوا لانهم قاموا بثورتهم لاسباب وبقيادة قابوس زالت تلك الاسباب.
    لذلك اقيمت لعبدالعزيز القاضي الاحتفالات والعزائم من قبائل ظفار فرحة منهم لعودتة لوطنه.

    رد
  2. الخزي والعار الحققي هو المقارنة التي عقدتها بين الإمام الغالب غالب بن علي بن هلال الهنائي إمام المسلمين في سلطنة عمان والجزيرة العربية والخليج العربي الأبي والمدعو المذكور الإمام الغالب عالم دين وفكر وقائد سياسي وعسكري وزعيم قبلي لقبيلة وحلف من أكبر الأحلاف في الجزيرة العربية والخليج العربي وهو الحلف الهناوي وأعمامه شيوخ كبار في الدين والقبيلة وأصحاب مآثر عديدة في عمان وقبيلة بني هناه من نسل القائد العربي مالك بن فهم الأزدي قبيلة عربية عريقة والحديث عن الموقف الديني والسياسي للإمام الغالب لن يكفيه مجلدات ! أما المدعو المذكور فهو تكملة للانتفاعيين والمتسلقين والوصوليين في ثورة ظفار الحرة مثل : عبدالعزيز الرواس وسالم محمد شعبان ويوسف العلوي زعيم الوصوليين إذا اردت الحديث عن الرفاق الأبطال أصحاب الصولات والجولات فهم قرطوب وجاعدي وخنتور ومحمد الغساني هؤلاء الثوار في بطن الأرض وليسوا مستشارين ووزراء ووكلاء ولا يملكون منتجعات سياحية وأبنائهم رجال اعمال وليسوا مليونيرات وبالطبع ليسوا ذئاب وثعالب يمتهنون الدبلوماسية !

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.