الرئيسية » الهدهد » فيسك: المشاكل التي يواجهها المسيحيون أكبر من تهديد داعش فالخوف دفعهم للالتصاق بالسيسي

فيسك: المشاكل التي يواجهها المسيحيون أكبر من تهديد داعش فالخوف دفعهم للالتصاق بالسيسي

اعتبر الكاتب البريطاني روبرت فيسك، أن المشاكل التي يواجهها المسيحيون تمتد جذورها إلى أبعاد أكثر عمقًا من تهديد تنظيم داعش الإرهابي، مشيرًا إلى أن تهديد الأخير كان السبب وراء التصاق المسيحيين بالرئيس عبد الفتاح السيسي لحمايتهم، إلى أن أصبح المسيحيين مرتبطين بالنظام نفسه.

 

ووصف الكاتب في مقال له، مشهد استقبال بابا الفاتيكان، البابا فرانسيس، في استاد القاهرة، حيث حضر حوالي 25 ألف مسيحي، في الوقت الذي وصلت فيه 30 تلميذة مسلمة إلى المتحف القبطي في وسط القاهرة، ليأخذوا صورًا تذكارية لهم في المتحف، ليشير الكاتب أن الفكرة هنا لم تكن التقارب بين الأديان فقط وإنما الثقافات أيضًا.

 

وتابع “فيسك”: أن هذه كانت رسالة “فرانسيس” تحديدًا، وهو ما اتضح بلقائه لفضيلة الإمام شيخ الأزهر أحمد الطيب، مضيفًا أن رسالة السلام التي نشروها وصلت إلى العالم كله، كأنهم كانوا يتحدثون لغة واحدة، مشيرًا إلى أنه رغم الاتحاد الواضح بين القادة المسيحيين والمسلمين، وإدانتهم لهجمات داعش، إلا أن مشاكل المسيحيين في مصر أكبر من ذلك بكثير.

 

واستشهد الكاتب بأحد أصدقائه المصريين، يدعى أحمد، قوله: “كثير من أصدقائي المسيحيين، وهم من أقرب أصدقائي بل اعتبرهم أخوتي، لكن المشكلة أن كثيرًا من المسلمين يرون كم أن المسيحيين مقربون للغاية من الحكومة، وبالتالي يلومون المسيحيين على أي شيء سيء يحدث، فاليوم عندما يحدث أي خلاف بين المسلمين والمسيحيين، سواء على ملكية أو متجر، أو حتى شجار على الأسعار، أي خلاف يصبح خلافًا طائفيًا، طرفاه مسلم ومسيحي”.

 

واستعاد “فيسك” العلاقة بين الرؤساء المصريين السابقين، والمسيحيين، ففي الوقت الذي داوم فيه حسني مبارك على إظهار عاطفته للمسيحيين، كان أنور السادات على النقيض، بقراره حبس البابا، وخلافاته مع الكنيسة الأرثوذكسية، وهو بالطبع ما لم يرض المسيحيون، ليأتي بعدها “السيسي” مبديًا نوايا حسنة مع المسيحيين، بدايةً بظهور البابا تواضروس في أوائل الصور التي تم التقاطها لـ”السيسي” بعد انتخابه رئيسًا.

 

وأردف: أنه ليس من الصعب رؤية المشكلة المقصودة هنا، فبالنسبة للمسيحيين، كونهم أقلية لا يتجاوز تعدادهم 10% في مصر، يعنى أنهم بحاجة إلى الحماية، وبالتالي فإن خوفهم سواء من فشل الحكومة في تأمين الكنائس عمدًا، وهو ما اعتبره الكاتب غير حقيقي، أو من تكرار الهجوم عليهم من دعاة جهلاء غير مدربين، وهو ما اعتبره الكاتب حقيقًا، هو الدافع الأول وراء التصاقهم بـ”السيسي”، إلى أن أصبح يتم ربطهم بالنظام ذاته.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.