الرئيسية » الهدهد » “واشنطن بوست”: انتخابات فرنسا أظهرت أمرا كارثيا للغرب

“واشنطن بوست”: انتخابات فرنسا أظهرت أمرا كارثيا للغرب

قالت صحيفةواشنطن بوست” الأمريكية, إن تقدم مرشح تيار الوسط إيمانويل ماكرون في الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة الفرنسية أمام المرشحين السبعة الآخرين، يرجح كفته للفوز برئاسة البلاد في الجولة الثانية في 7 مايو المقبل.

 

وأضافت الصحيفة في تعليق لها على انتخابات فرنسا, أن ماكرون ينادي بإصلاحات معقولة للاقتصاد الراكد في فرنسا، ويتحدث بلهجة متفائلة ومعتدلة, على عكس المنافسين الآخرين من اليسار واليمين.

 

وتابعت ” في حال فوز ماكرون في 7 مايو, فإن قادة الاتحاد الأوروبي وقادة حلف الناتو وقادة الأسواق المالية, سيتنفسون الصعداء”, واستطردت ” ولكن لا يمكن لنا أن نستبعد البدائل الكارثية، وسط الأزمات التي يعانيها الغرب بشكل عام”, وذلك في إشارة إلى احتمال حدوث مفاجأة من جانب زعيمة الجبهة الوطنية مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان.

 

واستطردت الصحيفة ” انتخابات فرنسا عكست الأزمات الحادة التي يعيشها الغرب عموما, والتي أدت إلى صعود اليمين المتطرف بشكل مخيف, ودفعت بالبريطانيين إلى التصويت لصالح خروج بلادهم من عضوية الاتحاد الأوروبي، كما دفعت الأمريكيين إلى انتخاب دونالد ترمب”.

 

وأضافت أن السخط الشعبي المتنامي في الغرب إزاء أداء السياسيين وتفاقم الأزمات الاقتصادية هو البيئة الخصبة التي ساعدت لوبان على التأهل للجولة الثانية لانتخابات الرئاسة الفرنسية.

 

وتابعت “مارين لوبان ومرشح اليسار المتطرف جان لوك ميلينشون، يمثلان تطرفا سياسيا ويرفضان كل ما ناضلت فرنسا من أجله منذ تأسيس الجمهورية الخامسة في 1958 , ولذا فإن تأهل لوبان للدور الثاني من الانتخابات الفرنسية، يثير مخاوف الكثيرين داخل فرنسا وخارجها, الذين يخشون على نجاة القيم الغربية الليبرالية أمام السخط الشعبي المتنامي في فرنسا وأوروبا والولايات المتحدة”.

 

وكانت نتائج رسمية جزئية أظهرت فوز مرشح تيار الوسط إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية التي أجريت في 23 إبريل ، وقد دعا مرشحا اليمين واليسار التقليديان الخاسران إلى التصويت لماكرون في الجولة الثانية المقررة في 7 مايو المقبل.

 

وحسب “الجزيرة”, أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أنه بعد فرز عشرين مليون (أي أكثر من نصف الناخبين المشاركين) تتصدر لوبان بنسبة 24.35%، يليها ماكرون 22.19%، ثم فيون 19.63%، وملانشون 18.09%. لكن الوزارة أوضحت أن العشرين مليون صوت لا تشمل أصوات المدن الكبرى.

 

وفي انتظار استكمال الفرز وإعلان النتائج الرسمية الأولية, أظهرت عمليات سبر لآراء الناخبين لدى خروجهم من مكاتب التصويت, تصدر ماكرون -مرشح حركة إلى الأمام وزير الاقتصاد الاشتراكي السابق- بأكثر من 23% بالأصوات وبفارق نقطتين تقريبا على لوبان التي نالت أكثر من 21%، في حين قدمت مؤسسة كانتار سوفريه تقديرا مخالفا إذ أظهرت نتائجها تساوي ماكرون ولوبان بواقع 23%.

 

ووفق عمليات سبر الآراء التي قامت بها مؤسسات متخصصة -بينها “إبسوس” وإيفوب” ومحطات تليفزيونية فرنسية- نال مرشح حزب الجمهوريين فرانسوا فيون (يمين الوسط)، ومرشح حركة فرنسا الأبية جان لوك ميلانشون (أقصى اليسار) أكثر بقليل من 20%، في حين حصل مرشح الحزب الاشتراكي بونوا آمون على 6%.

 

وبشكل عام، فإن المؤشرات الأولية المعلنة لا تختلف كثيرا عما توقعته استطلاعات الرأي في الأسابيع الماضية. وجاء صدور المؤشرات بينما تتواصل عمليات فرز الأصوات بعد إغلاق آخر مكاتب الاقتراع في الثامنة بتوقيت فرنسا,   وقد تجاوزت نسبة المشاركة 77%، وهي أقل من النسبة المسجلة في انتخابات 2012.

 

وتعتبر هذه الانتخابات فريدة من نوعها، حيث لم يتأهل فيها مرشحا التيارين التقليديين، اليمين واليسار، للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، وتنافس 11 مرشحا حصل ثلاثة منهم على أقل من 1%.

 

ودعي لهذه الجولة 47 مليون ناخب فرنسي، وأجري الاقتراع في ظل انتشار نحو ستين ألفا من قوات الأمن والجيش تحسبا لأي طارئ بعد ثلاثة ايام من الهجوم الذي أسفر عن مقتل شرطي وتبناه تنظيم الدولة .

 

ومباشرة بعد ظهور المؤشرات على تصدره الجولة الأولى قال ماكرون لوكالة الصحافة الفرنسية إن ما حدث يطوي بوضوح صفحة من الحياة السياسية الفرنسية. وأضاف أن الفرنسيين عبروا عن رغبتهم في التجديد.

 

ومن جهتها، قالت لوبان في كلمة أمام أنصارها إنها ستدفع من أجل التغيير. ودعت الفرنسيين إلى الوحدة. أما ميلانشون فقال إن النتائج مبنية على استطلاعات ولم تظهر بعد نتائج المدن الكبرى.

 

وقال مرشح اليمين فرانسوا فيون في كلمة له إنه لا خيار سوى التصويت لماكرون في الجولة الثانية. واعتبر أن فوز مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبان سيؤدي لانهيار البلاد، متهما إياها بالتطرف وعدم التسامح.

 

كما قال فيون إنه المسؤول الوحيد عن الهزيمة. ودعا أنصاره إلى الاستعداد للانتخابات التشريعية في يونيو القادم.

 

كما دعا المرشح الاشتراكي بونوا آمون إلى التصويت لصالح ماكرون. ووصف في الأثناء هزيمته بأنها عقاب للحزب الاشتراكي.

 

وفي السياق ذاته، دعا رئيس الوزراء برنار كازنوف ووزير الخارجية جان مارك آيرولت إلى التصويت لماكرون في الجولة الثانية. وقالت الرئاسة الفرنسية مساء اليوم إن الرئيس فرانسوا هولاند هنأ مرشح حركة إلى الأمام بفوزه في الدور الأول.

 

وفي سياق ردود الفعل، قال دافيد راشلين مدير الحملة الانتخابية لمارين لوبان إن تأهلها يحول الجولة الثانية إلى ما وصفه باستفتاء على العولمة. أما النائب في الحزب مارشال لوبان فقال إن تأهل عمته انتصار للوطنيين، حسب تعبيره.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.