الرئيسية » الهدهد » تخلياً عن ثوابته .. معاداة الاختلاط تذوب شيئاً فشيئاً بداعي “التمدن” في جامعة الأزهر!

تخلياً عن ثوابته .. معاداة الاختلاط تذوب شيئاً فشيئاً بداعي “التمدن” في جامعة الأزهر!

قال موقعالمونيتورالأمريكي، إن نائب رئيس جامعة الأزهر الشريف فرع أسيوط الدكتور أسامة عبد الرؤوف أعلن في الـ27 من مارس الماضي فتح فصول خاصة للطالبات بكليتي الصيدلة والطب للبنين بأسيوط في بداية العام المقبل، وذلك تيسيرا على الطالبات ومنعهن من السفر لفترات زمنية طويلة إلى فروع جامعة الأزهر الأخرى.

 

وأضاف الموقع في تقرير ترجمته وطن أن القرار أثار فور صدوره موجة من الجدل بين معارض رأى أنه يمثل تخليا عن ثوابت الأزهر المستمدة من الشريعة الإسلامية، التي تحرم الاختلاط بين الجنسين، ومؤيد رأى أنه انتصار للتمدن ونافذة لتنمية ثقافية ومجتمعية في الصعيد وتغيير لنظرة المجتمع الصعيدي للمرأة.

 

وعن هذا الشأن، أشار أسامة عبد الرؤوف إلى أن جامعة الأزهر تيسيرا على طالبات الصعيد، قامت بفتح أقسام لكلية طب وصيدلة فرع أسيوط تابعة إداريا فقط لكليات البنين، وقال: “الطالبات سيدرسن في مبنى يفصله سور يبعد 3 أمتار عن مبنى البنين، وتم تطوير مبنى يسمى مبنى العلوم الطبية خلف هذا السور لإنشاء فصول للطالبات تكون نواة لإنشاء كليات مستقلة في المستقبل للطب والصيدلة للطالبات. ولأن تجهيز المشرحة الخاصة بكلية الطب يحتاج إلى إمكانيات كبيرة، لم نستطع توفير مشرحة للطالبات، فقررنا أن تكون الدراسة في مشرحة طب مشتركة 3 أيام للبنين و3 أيام للبنات”.

 

وأوضح عبد الرؤوف أن جامعة الأزهر نشأت في عام 970 كجامعة إسلامية لدراسة العلوم الشرعية مثل الحديث والفقه، واستحدثت فيها العلوم الدنيوية خلال عام 1961 مثل الهندسة والطب بجانب العلوم الشرعية، لذا ولأن العلوم الشرعية فيها مسائل عدة قد تسبب الحرج للطالبات مثل الجماع والحيض، لطالما تم الفصل بين البنين والبنات، مع توفير الإمكانات المادية والتعليمية نفسها التي يتمتع بها الطلاب للطالبات وأنه تم في عام 1961 قبول النساء للدراسة في الجامعة للمرة الأولى.

 

وأكد عبد الرؤوف أن الإسلام يكفل كل الحقوق للمرأة، ومنها التعليم، لكنه يمنع الاختلاط. كما أن وجود كليات خاصة بالفتيات يسمح لهن بطرح الأسئلة من دون الشعور بالحرج، بسبب وجود شباب. كما أن وجود الشباب مع البنات يمثل ضغطا نفسيا على الجنسين، إذ يكون كل منهما مشغولا بأمور لا تخص التعليم مثل الأمور العاطفية والجنسية، الأمر الذي يقلل من القدرة على التعلم.

 

وتسائل: ما الذي يضر المرأة إذا وجدت جامعة خاصة تتوافر فيها كل الإمكانات المادية اللازمة للتعليم؟، لافتا إلى أن ثقافة المرأة تستمدها من تعليمها وتربيتها وتنشئتها السليمة، وليس اختلاطها بالرجل، هو ما يجعل من شخصيتها قويمة.

 

من جهتها، أشارت العميدة السابقة لكلّة الدراسات الإسلامية والعربية في جامعة الأزهر فرع الإسكندرية وعضو مجلس النواب الحالي عن محافظة أسيوط الدكتورة آمنة نصير إلى أنها حاولت في عام 1997، أثناء عمادتها الكلية، إلحاق طالبات بكلية هندسة الأزهر بنين فرع القاهرة، وخاضت معركة كبرى مع مجلس الجامعة، وتغلبت على الأمر بإلحاقهن بمبنى مجاور أمام مبنى كلية الهندسة في السنة الإعدادية، ثم درس الطلاب مع بعضهم في السنوات الدراسية التالية، وكانت هذه المرة الأولى والأخيرة التي يحدث فيها اختلاط في جامعة الأزهر.

 

وأشارت إلى أنها تعهدت على نفسها أمام مجلس الجامعة بتحمل المسؤولية في حال وجود أي عوار، لافتة إلى أن الأمر الذي دفعها إلى كتابة التعهد أنها كأستاذة أزهرية أمضت 40 عاما من عمرها في خدمة الأزهر ترى أن فصل الطالبات عن الطلاب لا يوجد ما يبرره في الإسلام لأن في صدر الإسلام كان هناك اختلاط، فكانت هناك مقاتلات مسلمات مثل أم عمارة تقاتل بجانب الرجال، وطبيبات مثل رفيدة تعالج الرجال الجرحى في الحروب، والصحابية الجليلة أم هاني التي طرق بابها رجلان مشركان من مكة تعرفهما، وطلبا منها الإجارة فأجارتهما وأدخلتهما منزلها، وعلم النبي محمد فقال: قد أجرنا من أجرت يا أم هاني فأسلم الرجلان.

 

وقالت: إن النقد والصوت العالي من جانب المثقفين في مواجهة مؤسسة الأزهر يحركان المناخ الجامد وكذلك نظرة الرئيس عبد الفتاح السيسي المتفتحة والمتوازنة في التعامل مع المرأة المصرية سوف تنتقل إلي أماكن أخرى، ومنها الأزهر الذي في القريب العاجل سيعيد حساباته وسيكون هناك تعليم مختلط في كل كلياته.

 

وأضافت: وجود اختلاط في جامعات الصعيد سيسمح بتمدن وبتنمية ثقافية ومجتمعية وتغيير نظرة المجتمع الصعيدي للمرأة، ويشعر الرجال بأن المرأة التي كانت زميلته في الكلية وتتفوق عليه أحيانا جديرة بتولي المناصب القيادية.

 

أما عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية الشيخ شريف الهواري فأشار إلى أن الاختلاط تترتب عليه مفاسد عظيمة من إباحية وضياع معاني الأبوة والأمومة وتداخل الأنساب، وقال: إن الاختلاط في صدر الإسلام كان منضبطا له ضروراته، وإلى الآن الضرورات تبيح المحظورات، فإذا احتاجت امرأة مسلمة القيام بعملية جراحية عند طبيب مشرك فلا يمنع الإسلام ذلك، لكن الأصل في الإسلام هو منع الاختلاط، ولا يجوز أن نعمم الحالات الخاصة في صدر الإسلام على أنها عامة من دون ذكر الأسباب.

 

وأوضح شريف الهواري أنه كلما زاد الاختلاط زادت الفاحشة، وإنكار ذلك هو إنكار للواقع، وأوروبا وأمريكا معقل الليبرالية طالبت فيهما الكنائس منذ عقود بمنع الاختلاط، ولكن من دون جدوى، فقامت الكنائس بتأسيس مدارس غير مختلطة. وبعد انتشار الآثار السلبية للاختلاط، والتي جعلت من مجتمعاتهما على وشك انهيار شامل، استشعرا الخطر فقاما بسن قوانين لتأسيس مدارس غير مختلطة.

 

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.