الرئيسية » الهدهد » “وول ستريت جورنال”: ترمب يحاول فك التحالف بين روسيا وإيران.. فأي ثمن سيطلبه بوتين؟

“وول ستريت جورنال”: ترمب يحاول فك التحالف بين روسيا وإيران.. فأي ثمن سيطلبه بوتين؟

كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال”، نقلا عن مسؤولين أوروبيين وعرب شاركوا في المناقشات المتعلقة بالسياسة العامة، أن إدارة ترمب تحاول أن تستكشف طرقاً لكسر التحالف العسكري والدبلوماسي الروسي-الإيراني، في محاولة لإنهاء الصراع السوري وتعزيز الجهود لمكافحة داعش.

 

ويقول هؤلاء المسؤولون إن هذه الإستراتيجية الناشئة تسعى للتوفيق بين وعود الرئيس الأمريكي، ترمب، التي تبدو متناقضة بين تحسين العلاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتحدي النفوذ العسكري لإيران، أحد الحلفاء الأساسيين لموسكو في الشرق الأوسط.

 

ونقل تقرير الصحيفة عن مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية أن البيت الأبيض ليس متوهماً في شأن روسيا، ولا يرى بوتين “فتى في جوقة”، رغم التصريحات التصالحية الجديدة لترمب تجاه الرئيس الروسي في عطلة نهاية الأسبوع. ولكن المسؤول يقول إن الإدارة لا تعتبر روسيا تهديداً وجودياً كالذي شكله الاتحاد السوفياتي على أمريكا خلال الحرب الباردة، وإن ترمب ملتزم باحتواء إيران. وقال: “إذا كان هناك إسفين يمكن زرعه بين روسيا وإيران، نحن مستعدون لاستكشافه”.

 

غير أن كاتب التقرير يرى أن استراتيجية كهذه لا تفسر تماماً الإشارات المتفاوتة التي يرسلها ترمب والمقربون منه إلى موسكو، والتي أقلقت حلفاء واشنطن وفاجأت زعماء الكونغرس الجمهوريين.

 

فبعد أيام على تصريح السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة، نيكي هالي، بأن تصاعد العنف في شرق أوكرانيا يتطلب “تنديداً واضحاً وقوياً بتحركات روسيا”، اقترح نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس إمكان رفع العقوبات الأمريكية عن موسكو قريباً إذا تعاونت في مكافحة داعش. وتحدث ترمب نفسه عن إمكان إصلاح العلاقات مع بوتين في مقابلة بثت الأحد. وعندما قال له المضيف إن بوتين “قاتل” أجابه الرئيس: “هل تعتقد أن بلادنا بريئة جداً”.

 

ولكن المتورطين في أحدث مناقشات السياسة يقولون هناك تركيز خاص على محاولة الوقيعة بين روسيا وإيران.

 

ولكنَ المشاركين في مناقشة السياسة الأخيرة يجادلون بأن ثمة تركيزاً خاصا على محاولة الوقيعة بين روسيا وإيران. وقال مسؤول أوروبي رفيع المستوى التقى مسؤولي مجلس الأمن القومي لترمب في الأسابيع الأخيرة إن ثمة “متاعب بين روسيا وإيران بالتأكيد، ولكن ما ليس واضحاً هو ما سيطلبه بوتين مقابل إضعاف التحالف”.

 

ويرى الكاتب أن إقناع بوتين بقطع العلاقة مع طهران سيكون صعباً جداً، ويقول عدد من خبراء الشأن الروسي في واشنطن إن خطوة كهذه سيكون ثمنها باهظاً وسيؤثر في تحالفات أمريكا مع شركائها الغربيين.

 

وليس ترمب الرئيس الأمريكي الأول الذي يعتمد هذه الإستراتيجية، إذ أمضت إدارة أوباما سنوات تحاول إبعاد روسيا عن إيران، وخصوصاً في سوريا، قبل أن تعود وتكتشف أن البلدين يعززان تعاونهما العسكري لدعم نظام دمشق.

 

ويقول ديميتري سيمز، وهو خبير في الشأن الروسي ورئيس مركز ناشونال إنترست في واشنطن: “إذا خفض الكرملين شحنات الأسلحة لإيران، سيتوقع على الأرجح تقليصاً كبيراً للعقوبات، الروس لا يؤمنون بالوجبات المجانية”.

 

وكان الكرملين قد أعلن مراراً أنه يرمي إلى إصلاح علاقاته مع الولايات المتحدة بإدارة ترمب، إلا أنه أشار أخيراً أيضاً إلى أنه ينوي الاستمرار في البناء على تعاونه مع إيران. وشكلت طهران وموسكو تحالفاً عسكرياً وثيقاً في سوريا في السنوات الأخيرة. ويعتبر الكرملين مزوداً رئيسياً لأنظمة التسلح والتجهيزات النووية لإيران.

 

ولكن حذر تقرير صدر يوم الجمعة من معهد دراسات الحرب في واشنطن، وهو مؤسسة بحثية، من أنه “حتى لو تنأى موسكو بنفسها عن طهران، فإن هذا لا يؤثر كثيرا في نفوذ إيران على المؤسسات الاقتصادية والعسكرية والسياسية في سوريا”، ورأى أن “أي جهود للولايات المتحدة لتخريب التأثير الإيراني في سوريا عبر روسيا سينتهي بلا شك إلى فشل”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.