الرئيسية » الهدهد » بوتين أنجز المهمة: لولا موسكو لغرقت إيران في سوريا ولما فكرت في التوسع

بوتين أنجز المهمة: لولا موسكو لغرقت إيران في سوريا ولما فكرت في التوسع

تساءل ياؤول غوزانسكي، باحث في معهد هوفير التابع لجامعة ستانفورد الأمريكية، وباحث في مركز فولبرايت، عن السبب الحقيقي لطموحات إيران في بناء قواعد بحرية في كل من سوريا واليمن، مشيراً إلى سعي طهران لاكتساب مكانة إقليمية رائدة.

 

ووفقا لتقديراته، فإن إيران تتطلع باهتمام بالغ للسيطرة على قاعدتين بحريتين في سوريا واليمن. فمن جهة تقع اليمن على ممر بحري إستراتيجي عند باب المندب، أحد أهم المعابر المائية بالنسبة لحركة السفن التجارية. ووجود قاعدة بحرية هناك، سيمكن طهران من الوصول إلى البحر الأحمر، وسيتيح لها القدرة على تهديد خصمها الإقليمي، المملكة العربية السعودية.

 

ويسهل وجود قاعدة بحرية في اليمن لإيران مهمة إيصال المساعدات والدعم للمتمردين الحوثيين الذين يحاربون عنها بالوكالة. ولكن الحصار السعودي لليمن، منع إيران من الوصول إلى الشواطئ اليمنية.

 

وإذا تحققت رغبة إيران في بناء قاعدة في سوريا، كما أورد الكاتب، فسوف تتمكن طهران من مد ذراعها البحري إلى المتوسط وتعزيز تواجدها العسكري بالقرب من شواطئ أوروبية. كما سيدعم ذلك حلفاء طهران في لبنان، وفلسطين وسوريا. وسوف يهيئ وجود قاعدة بحرية في سوريا، كل الفرص لتمكين إيران من نقل مؤن بانتظام، ومواصلة دعمها لحزب الله دون الحاجة لقوافل برية أو نقل جوي عبر العراق أو تركيا. كما ستجعل تلك القاعدة إيران أقل اعتماداً على السودان، والتي رغم أنها لعبت دوراً كميناء لعبور أسلحة إيرانية متجهة نحو المتوسط وأفريقيا، فإنها تخلت خلال السنوات الأخيرة عن طهران وتقربت من السعودية.

 

ورأىت الباحث أن القاعدتين ستخدمان خطة إيران الأكبر لتوسيع نطاق سيطرتها في المنطقة وما وراءها. فقد أعلن قائد البحرية الإيرانية، الأدميرال حبيب الله سياري، وفي مؤتمر صحفي عقد في طهران، في نوفمبر “أننا نقوم ببناء منطقتين بحريتين وثلاث قواعد بحرية أخرى عند سواحل ماكران. ويتسق هذا النشاط مع سياستنا في العودة إلى البحر”، مضيفا: “لا شك في أن أسطولنا البحري سيحيط، عما قريب، بإفريقيا وسيجوب الأطلسي”. حسب ما نشر موقع العصر.

 

ولكن، وفقا للباحث، ليس لدى إيران لا القدرات العسكرية ولا الموارد المالية التي تمكنها من تحقيق تلك الطموحات والتوسعات، فضلاً عن أن بحريتها ما زالت تستخدم أجهزة قديمة تعود لزمن الشاه، وهي خائفة من ترامب، الذي وصف الصفقة النووية بأنها “سيئة جدا”.

 

وروسيا بوتين هي من أمَنت مكاسب طهران في سوريا، وخلَصها من ورطة كبيرة هناك بالقصف الوحشي الهمجي. فهل كانت إيران ستفكر في التوسع وتضخيم المكاسب لو لم يُنقذ بوتين قائد عملياتها، الجنرال سليماني، من الغرق في سوريا؟

 

بوتين هذا الذي يتوقع منه البعض أن يطرد إيران هو الذي أنقذ سليماني في سوريا مع نظام الأسد بالقتل الجماعي والتدمير والحرق، إذ ليس هناك من خدم إيران في السنوات الأخيرة مثل بوتين.

 

روسيا أنجزت المهمة حتى الآن: تحطيم قوة الثوار والإبقاء على سيطرة النظام بقيادة الأسد في أجزاء من سوريا، ومن تحالف معها أعانها في مهمتها.

 

لقد أثبتت روسيا أنها تلتزم بأصدقائها وحلفائها، وأنها على استعداد لأن تمنحهم الدفاع والغطاء في المؤسسات الدولية وفي الميدان دون تردد أو حساب. وشرط من يتحالف معها أن يكون عدوا للثورة أو طرفا في تصفيتها.

 

وإذا رأت تركيا أن الأفضل لها السير مع بوتين وليس مع أوباما، وهذا شأن يعنيها، فما الذي سيجنيه الثوار من هذا التحول؟

 

البعض حتى يسوَق لما لا يسوق، ادعى أن روسيا ستطرد إيران من سوريا؟ وهل أنجز بوتين شيئا على الأرض السورية من غير الذراع الإيرانية؟

 

نعم هم مختلفون في بعض التفصيلات والتصورات والأهداف، لكن هل تجد موسكو حليفا بديلا عن طهران في ضبط الوضع على الأرض بالحشود والميلشيات؟

 

كيف لسياسي أن يفكر بأنه يمكن الاعتماد علىى روسيا في التخلص من إيران في سوريا؟ ومن أكثر شراسة ودموية وخسفا وقتلا للثورة: أليس هو بوتين؟

 

تركيا لم تدفع عن الثورة شرور بوتين، لأن هذا الأخير أنجز مهمته العسكرية اعتمادا على إيران ويستعجل قطف الثمار السياسية اعتمادا على تركيا.

 

بوتين أنجز المهمة ويستعجل الحسم السياسي دفعا لأي مزيد تورط لئلا يغرق، ولولا بوتين لما حققت إيران هذه المكاسب في سوريا. من أكبر خطايا السياسات التركية الأخيرة أنها تسوق لروسيا بوتين وتطوع لها الفصائل

 

تأثير إيران في سوريا عسكريا ضعيف لا يقوى على حصد الثمار، وروسيا هي التي ضاعفت مكاسبها.

 

والاتفاق الأخير بمضمونه الحالي انتصار لبوتين وتأمين لمكتسبات إيران.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.