الرئيسية » الهدهد » “قادمون يا رقة”.. واشنطن بوست: هذه المعركة ستكون التحدي الأكثر إلحاحاً أمام إدارة ترامب ولكن

“قادمون يا رقة”.. واشنطن بوست: هذه المعركة ستكون التحدي الأكثر إلحاحاً أمام إدارة ترامب ولكن

اعتبرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، معركة الرقة في سوريا واستعادتها من قبضة تنظيم “الدولة” التحدي الأكثر إلحاحاً أمام إدارة دونالد ترامب، الجديدة التي ستباشر مهامها الشهر المقبل، مشيرة في تقرير لمراسلها من مشارف المدينة، إلى أن واشنطن كانت تأمل أن تتم استعادة الرقة قبيل مغادرة الرئيس الحالي باراك أوباما.

 

“قادمون يا رقة”، عبارة نُقشت باللغة الكردية على مدخل إحدى المدن الواقعة على بعد 17 ميلاً من الرقة، وهي مدينة فارغة من أي وجود سكاني ما عدا القوات الكردية التي ترابط هناك.

 

ولا يبدو أن الهجوم على الرقة سيكون قريباً رغم إعلانات واشنطن والتحالف الدولي، فالهجوم قد يبدأ بعد شهر أو أشهر، فضلاً عن أنه لا توجد فعلياً أي خطة لاستعادة الرقة، ومن ثم فإن واحداً من أكثر الملفات إلحاحاً أمام إدارة ترامب الجديدة، هو استعادة الرقة ووضع الخطة المناسبة لها.

 

عملية عزل الرقة كانت قد بدأت قبل أشهر من خلال عملية تمهيدية لعزلها ومحاصرتها، فقد استولت قوات سوريا الديمقراطية على نحو 140 قرية محيطة بالرقة، وهي في الغالب لا تضم مقاتلين كثراً من التنظيم، كما أنها لم تشهد معارك.

 

وضعت واشنطن ثقلها خلف القوات التي تقاتل تنظيم “الدولة” في الرقة تحديداً، فدعمت بكثافة القوات الكردية، كما يوجد نحو 600 جندي أمريكي يقدمون الدعم لتلك القوات، وهو رقم يبدو أنه سيكبر مع قرب انطلاق معركة الرقة.

 

واشنطن كانت قد فقدت أحد جنودها في سوريا ضمن التشكيلات العاملة مع قوات سوريا الديمقراطية؛ وهو ما عكس اهتماماً استثنائياً كبيراً بتلك المعركة. حسب ترجمة الخليج اونلاين

 

العقبات أمام معركة الرقة كثيرة، ولكن تبدو العقبات الجيوسياسية هي الأكثر تعقيداً وصعوبة من أي جهد دفاعي يمكن أن يقوم به تنظيم “الدولة”، ولعل واحداً من تلك التعقيدات الجيوسياسية، هو إرسال واشنطن أسلحة ومعدات ثقيلة لمنطقة يسيطر عليها ما يعرف بوحدات حماية الشعب الكردية (YPG).

 

فقد أثبتت الوحدات الكردية أنها الحليف الأكثر فاعلية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، ونجحت تلك الوحدات في استعادة مساحات واسعة من الأراضي، كما أنها تقوم بتوسيع وجودها بالمناطق العربية في الوقت ذاته؛ وهو ما طرح تساؤلاً فيما إذا كان لدى تلك الوحدات الكردية القدرة على الاستدامة ومواصلة عملها بهذا الشكل.

 

التعاون الأمريكي مع هذه الوحدات أثار حفيظة أنقرة؛ بسبب علاقة “الوحدات” مع حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا وأمريكا على أنه منظمة “إرهابية”، الأمر الذي استدعى من تركيا التدخل ضد تنظيم “الدولة” في سوريا، مع تأكيد أن قواتها قد تتحول للقتال ضد القوات الكردية، في إطار جهود أنقرة لتأمين حدودها مع سوريا.

 

ورغم دعم واشنطن تشكيل قوات سوريا الديمقراطية، فإن النقاط القريبة من الرقة تؤكد أنه لا وجود سوى لمنظمة وحدات حماية الشعب الكردية، فأعلامها ترفرف في كل مكان ومقاتلوها منتشرون في العديد من الطرقات والقرى.

 

لا يمكن فصل قوات سوريا الديمقراطية عن وحدات حماية الشعب الكردية، فقد أضحت تلك المنظمة جزءاً مهماً من قوات سوريا الديمقراطية، إلا أن الملاحظ أنها باتت المسيطرة على هذه القوات التي شكلتها الولايات المتحدة لمقاتلة الجماعات المتشددة.

 

ويسعى مقاتلو (YPG) لترك انطباع جيد لدى سكان القرى العربية التي تمت استعادتها، فقد سمح الحزب للعوائل هناك بالعودة لمنازلها ومزاولة حياتها الطبيعية، وأغلب السكان في هذه المناطق لا يهمهم من يدير المنطقة بقدر أهمية تخلصهم من سلطة تنظيم “الدولة”.

 

قوات سوريا الديمقراطية تؤكد أن مشاركة وحدات حماية الشعب الكردية في معركة الرقة ستكون ضرورياً، كما أنه يجب أن يكون هناك تشكيلات من أهالي المنطقة للمشاركة في استعادة مدينتهم، بحسب الصحيفة.

 

وتنقل الصحيفة عن ناصر حاج منصور، وهو مقاتل كردي يعمل مستشاراً في قوات سوريا الديمقراطية حالياً، قوله إن تنظيم “الدولة” ما زال يملك الكثير من الخطوط الدفاعية في الرقة، متوقعاً ألا تبدأ المعركة قبل ستة أشهر من الآن.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.