الرئيسية » الهدهد » معهد واشنطن: الأميركيون لا زالوا يؤمنون بالزعامة العالمية لبلادهم رغم كل التحديات

معهد واشنطن: الأميركيون لا زالوا يؤمنون بالزعامة العالمية لبلادهم رغم كل التحديات

نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” مقالا للباحث “مايكل سينغ” الذي يشغل منصب المدير الإداري لمعهد واشنطن، نفى فيه تحول الولايات المتحدة إلى الاهتمام بالداخل، على عكس ما بدا خلال الحملة الانتخابية للرئاسة الامريكية.

 

وقال “سينغ” في مقاله الذي ترجمه “معهد واشنطن” إلى العربية وحمل عنوان “ماذا لو لا تأتي التحديات الكبيرة للقيادة العالمية للولايات المتحدة من الناخبين الأمريكيين؟”، إن نتائج مسح أجراها “مجلس شيكاغو للشؤون العالمية” عن الرأي العام الأمريكي، أثبتت أن غالبية كبيرة تعتقد أن الولايات المتحدة ما زالت أقوى دولة في العالم، وينبغي أن تمارس القيادة العالمية.

 

ولفت “سينغ” إلى استطلاع أجراه “مركز بيو للأبحاث” في نيسان/أبريل والذي عكس أصداء النتائج العامة لـ “مجلس شيكاغو” لكنه وجد أيضاً أن الأمريكيين يعتقدون أن الأهمية العالمية للولايات المتحدة آخذة في التناقص، موضحا أن عدد الجمهوريين والديمقراطيين والمستقلين الذين يشعرون بأن هيبة الولايات المتحدة آخذة في الإزدياد هو أقل مما كان عليه قبل سبع سنوات.

 

وأشار الباحث إلى أن الزعامة العالمية للولايات المتحدة أو ما يعرف بـ “التفوق الأمريكي” لا يعني الهيمنة، كما لا يعني ضمناً أن بإمكان الولايات المتحدة أن تفعل كل ما يحلو لها عالمياً، موضحا ان ذلك  ينبع من دور الولايات المتحدة في الشؤون العالمية كونها أكبر نوعياً من ذلك الذي تتمتع بها القوى العالمية الأخرى.

 

ووأوضح الباحث أن عوامل التفوق الأمريكي تتمثل في أربعة عوامل ذات صلة: قوة الولايات المتحدة، وقوة دول أخرى، والنظام الدولي الذي تتزعمه الولايات المتحدة، واستعداد الولايات المتحدة للقيادة. وفي أي من هذه التدابير، تأثر التفوق الأمريكي في السنوات الأخيرة.

 

واعتبر “سينغ” أن قوة الدول في العلاقات الدولية تعتمد بشكل كبير على حجم اقتصادها وقوة جيشها، موضحا أن هناك مجموعة من الأسباب تدعو الأمريكيين إلى القلق في كلتا الحالتين، لافتا إلى أن الاقتصاد الأمريكي تعافى ببطء من الركود الأخير، مع نمو “الناتج المحلي الإجمالي” بمعدل أدنى بكثير من المعايير السابقة، بالإضافة إلى أن الاستعداد العسكري للولايات المتحدة ما زال متخلفاً نتيجة ( تخفيض النفقات).

 

ومما يعزز المقولة السابقة، اعتبر الباحث أن قوة الدول الأخرى والتهديد الذي تشكله آخذة في الازدياد،  حيث أن اقتصاد الصين مثلا، ينافس  اقتصاد الولايات المتحدة، وكذلك تحديث الجيش الصيني يمكن مقارنته بالجيش الأمريكي.

 

بالإضافة إلى الصين، أوضح “سينغ” أن الاقتصاد الروسي لم يعد يتهاوى من العقوبات وانخفاض أسعار النفط؛  بالإضافة إلى تطوير موسكو لقواتها العسكرية، مؤكدا أنه على الرغم من أن القوة الأمريكية غير آخذة في الإنخفاض، إلا أن الميزة النسبية للولايات المتحدة على الآخرين آخذة في التقلص.

 

وبالعودة إلى تقرير “مجلس شيكاغو”، رأى الباحث أن العامل الرابع – أي استعداد الولايات المتحدة للقيادة – لا يزال سليماً، مؤكدا أن  حوالي 64٪ من المشاركين في الاستطلاع رأوا أن الولايات المتحدة يجب أن تقوم بدور نشط في الشؤون العالمية.

 

واختتم “سينغ” مقاله قائلا: “يشير ذلك إلى أن السؤال الصحيح هو ليس ما إذا زال الأمريكيون يؤمنون بالقيادة العالمية للولايات المتحدة بل ما إذا كان صناع السياسة يؤمنون بذلك، نظراً لردودهم الصامتة إزاء التحديات التي تواجه التفوق الأمريكي – وإذا كان الأمر كذلك، فكيف يخططون لاستعادتها”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.