الرئيسية » الهدهد » هافينغتون بوست: بعد الثامن من نوفمبر .. مصر ستكون على المحك

هافينغتون بوست: بعد الثامن من نوفمبر .. مصر ستكون على المحك

السياسة الخارجية عادة ليست قضية محورية في مصلحة كتلة الناخبين الأمريكيين، وهذه الحملة ليست استثناء، مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي تعتبر معرفته بالشؤون الخارجية بما في ذلك الشرق الأوسط دون الصفر، أو المرشح الديمقراطي وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون التي لها العديد من الأفكار حول الشرق الأوسط،.

 

كما أن المناظرات بين المرشحين تشير إلى انفصال عميق من الحقائق.. ولذا في ظل هذه الحالة المؤسفة، هناك العديد من القضايا الإقليمية تتراكم في المكتب البيضاوي، تنتظر أن يتم فتحها رسميا في 20 يناير عام 2017، وبشكل بارز للغاية سيكون بينها الشرق الأوسط مع عدد لا يحصى من الصراعات، وعند التعامل مع منطقة الشرق الأوسط خلال المناظرات بين كلينتون وترامب لم يكن هناك ذكر لمصر، وكان هذا الإغفال صارخا بالنظر لمركزية مصر في سياسات الشرق الأوسط”.

 

وأضافت صحيفة هافينغتون بوست في تقرير ترجمته وطن أن مصر بلد حجم السكان فيها نحو 90 مليون شخص، كما أن دور مصر في السياسة العربية الحديثة، بما في ذلك كونها مهد لجماعة الإخوان المسلمين مهم للغاية، كما هي رائدة كل الحركات الجهادية الحالية وكان لها دور بارز في صعود القومية العربية وبروز نجم الاتحاد السوفياتي في عام 1950، وأخيرا فإن معاهدة السلام والعلاقات مع إسرائيل مستمرة.

 

فمصر هي الدولة العربية الأكثر أهمية في الشرق الأوسط، وبالتالي فإن تراجع جماعة الإخوان المسلمين في عام 2013، قد يكون أهم تطور وأكبر تحول في بلاد الربيع العربي. حيث شهدت فترة ما بعد الثورات ولادة فجرا جديدا للديمقراطية في الشرق الأوسط، ولكن مصر أخمدت شعلة التجربة من خلال انقلاب عسكري بقيادة الجيش المصري والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، ويمكن لأي شخص يعتقد أننا نشهد الآن ذروة الفوضى في الشرق الأوسط، أن يفكر مرة أخرى، وحينها سيجد الصورة أسوأ من ذلك بكثير، حتى لو كانت مصر في وضع اقتصادي سيئ، وعلى وشك الانهيار، لكن هذا الوضع يعرض الرئيس السيسي لتهديد قاتل. ونظامه يمكن أن يكون ضحية السخط الشعبي، واذا حدث ذلك، سيكون الشرق الأوسط في ورطة كبيرة.

 

واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن الرئيس السيسي الذي كان البعض يعتبره المصلح المصري العظيم في تشبيه بالقادة المصريين مثل محمد علي، وجمال عبد الناصر وأنور السادات، ولكن هذه التشبيهات لم تستند على أرض صلبة. حيث تجرأ السيسي ليتكلم علنا عن الجهادية في الإسلام بطريقة لم يُسمع به من قبل، وعمل على تحسن العلاقات مع إسرائيل، وقال إنه يحتاج إلى تحرير الاقتصاد، وبدا تماما أنه يركز على حل القضايا الداخلية التي قد تشعل الاحتجاج الشعبي ضده، ولكن الاقتصاد يتدهور بسرعة، مع انخفاض قيمة العملة المصرية، ونقص المواد الغذائية وانخفاض كبير في السياحة، نتيجة لحملة العنف المستمرة في شبه جزيرة سيناء، وإسقاط الطائرة الروسية وتعتبر أزمة الاقتصاد مشكلو مُلحة والسيسي غير قادر على حلها.

 

واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن هذا الوضع الراهن في مصر واحد من التحديات التي تنتظر الرئيس القادم في البيت الأبيض، لذا يجب أن تكون مصر على رأس قائمة الأولويات.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.