الرئيسية » الهدهد » نيوزويك تكشف عن أسباب دعم روسيا لترامب في سباق الرئاسة الأمريكية

نيوزويك تكشف عن أسباب دعم روسيا لترامب في سباق الرئاسة الأمريكية

“في المكالمات الهاتفية والاجتماعات، عبر حلفاء أمريكا في أوروبا عن قلقهم حول التصريحات العلنية التي تصدر عن المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب ولا يتم إنكار دور موسكو في تنفيذ هجمات الكترونية تهدف إلى التدخل في الانتخابات الأمريكية، بهدف إضعاف التحالفات الغربية، وفقا للمخابرات وأجهزة إنفاذ القانون وغيرهم من المسؤولين الحكوميين في الولايات المتحدة وأوروبا”.

 

وأوضحت مجلة نيوز ويك في تقرير ترجمته “وطن” أن شركاء أمريكا الأوروبيون منزعجون أيضا من تصرفات عدة أشخاص مقربين من حملة ترامب، حيث تحيطه مجموعة من المستشارين والمقربين عبر الروابط الاقتصادية والعائلية إلى روسيا. كما أن حلفاء أمريكا أيضا لا يشعرون بعدم الارتياح إزاء الجنرال المتقاعد مايكل فلين، مستشار ترامب حيث في ديسمبر الماضي، حضر فلين حفل عشاء في فندق متروبول أقامته قناة روسيا اليوم الفضائية، وهي وكالة الأنباء الروسية التي تم تحديدها علنا من قبل المخابرات الأمريكية باعتبارها المنفذ الرئيسي لحملات التضليل التي تنفذها موسكو.

 

واستطردت المجلة الأمريكية أن بعض أجهزة الاستخبارات الغربية حصلت أيضا على تقارير تفيد بأن مساعد ترامب اجتمع مع عدة شخصيات مقربة وموالية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفضلا عن المقربين والمساعدين فإن ترامب نفسه عكف طوال حملته الانتخابية على التمجيد في بوتين، لذا يخشى بعض المسؤولين من أنه في ظل رئاسة ترامب، الولايات المتحدة لن تقف مع أوروبا الغربية وستنحاز إلى جانب موسكو.

 

ويشير مسؤولو الاستخبارات الأمريكية إلى أن روسيا استخدمت الهجمات الكترونية بغرض التضليل والتدخل في الانتخابات الأخيرة في أوروبا الغربية، بما في ذلك الانتخابات الألمانية التي جرت الشهر الماضي والتي أسفرت عن انتصارات لجناح اليمين، وكذلك التصويت في المملكة المتحدة في يونيو الماضي خلال الاستفتاء الذي دعا بريطانيا إلى مغادرة الاتحاد الأوروبي. ويعتبر الاختراق الروسي في الولايات المتحدة على نطاق أوسع مما كشف عنه في وقت سابق علنا، فعلى الرغم من أن معظم المؤسسات الأمريكية مستهدفة سواء في الدوائر الحكومية أو المنظمات غير حكومية خاصة المتصلة بالحزب الديمقراطي، نجح القراصنة الروس في اختراق البيت الأبيض، وهيئة الأركان المشتركة ووزارة الخارجية. وتم تنفيذ هجوم إلكتروني على وزارة الخارجية بدأ في عام 2014 واستمر أكثر من عام.

 

واعتبرت نيوز ويك أن اتساع نطاق الهجمات الكترونية الروسية ليشمل المنظمات غير الحكومية أمر يدعو إلى الدهشة، حيث حصل قراصنة روس على رسائل البريد الإلكتروني وغيرها من المعلومات الخاصة بحملة كلينتون واللجنة الوطنية الديمقراطية، واخترقت المنظمات التي لها علاقات اكثر مرونة مع الحزب الديمقراطي، بما في ذلك مؤسسات الفكر والرأي مثل معهد بروكينغز، حيث يعمل بعض الأصدقاء والزملاء لفترة طويلة من أجل دعم كلينتون. مضيفة أن الدافع وراء حملة الكرملين ليس دعم ترامب بقدر إيذاء المرشحة الديمقراطية، لا سيما وأنه خلال فترة تولي كلينتون وزارة الخارجية، اتهما بوتين علنا بالتدخل في الشؤون الروسية، كما أن كلينتون انتقدت بشكل صارخ الانتخابات البرلمانية الروسية التي جرت في ديسمبر 2011 وهو الأمر الذي أغضب بوتين كثيرا.

 

ولفتت المجلة الأمريكية إلى أن ديمتري ميدفيديف، رئيس الوزراء الروسي، هو أيضا يشعر بقلق بالغ إزاء الهجمات الإلكترونية وحملات التضليل وفقا للمعلومات التي تم الحصول عليها من مصدر في الاستخبارات الغربية. حيث أنه يريد الحفاظ على علاقة وثيقة مع الولايات المتحدة ونتيجة لذلك، قال إنه يرفض دعم الحملة الأخيرة التي نفذتها الأجهزة الأمنية الروسية، لكن على الرغم من هذه المواقف، ظل بوتين راضٍ عن الحملة، بغض النظر عن نتيجة الانتخابات الأمريكية، وفقا للمعلومات التي حصل عليها مصدر في الاستخبارات الغربية.

 

ويؤكد مسؤولون في غرب أوروبا أنهم يشعرون بالفزع ولكنهم الآن مضطرون لجمع معلومات عن الرجل الذي يمكن أن يكون الرئيس القادم للولايات المتحدة، وأنه ليس لديهم خيار آخر وينظرون إلى موسكو بأنه تمثل تهديدا مباشرا لمصالحهم على حد سواء في الجهود الطموحة لإعادة تشكيل التحالفات العالمية وأن موسكو ستبذل قصارى جهدها لتدمير أوروبا الغربية، التي تحصل على ما يقرب من 40 في المئة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي من روسيا. وربما حينها سيجب على الولايات المتحدة، القوة العظمى الأخيرة المتبقية، إمالة سياساتها بعيدا عن حلف شمال الأطلسي لصالح روسيا، والتحالف بين أمريكا وأوروبا الغربية يمكن أن يتحول بشكل لم يسبق له مثيل. وهكذا، ربما للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، دول أوروبا الغربية تخشى أن الانتخابات الأمريكية قد تنتهي بفوز شخص مثل ترامب الذي يمكن أن يرتكب أخطاءً تهدد أمن أمريكا القومي وتلحق ضررا لا يمكن إصلاحه بالتحالفات التي حافظت على القارة الأوروبية آمنة لعدة عقود.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.