الرئيسية » تحرر الكلام » تهيئة البيئة العالمية لتفعيل رؤية المملكة 2030م (8)

تهيئة البيئة العالمية لتفعيل رؤية المملكة 2030م (8)

حتى تتمكن المملكة من تفعيل رؤية 2030م بقي لها أن تهيئ البيئة العالمية ، وتحتاج عملية تهيئة البيئة العالمية إلى جهود جبارة تُلقى على عاتق الدبلوماسية السعودية ، وتكمن صعوبة عملية التهيئة إلى صعوبة الفواعل التي تتفاعل معها المملكة في هذه البيئة ، ومدى قدرتها على تحقيق اهدافها التي تتوقف على مدى سماح تلك الفواعل المشاركة للمملكة بتحقيق تلك الأهداف ؟!    

أولاً : معضل الودائع السعودية في أميركا وأوروبا وموقفهما من الرؤية :

هذا المعضل يحتوي على سؤالين حيويين : السؤال الأول : كيف يتثنى للمملكة أن تستعيد ودائعها لدى الولايات المتحدة وأوروبا لتوظيفها في الداخل لتفعيل الرؤية ؟! السؤال الثاني هل ستشارك الفعاليات الأميركية والأوروبية في تفعيل الرؤية ؟!

وإجابة السؤال الأول يقيني أنها جاهزة لدى الدبلوماسية السعودية ، وهي من ضمن المهام التي نوهت عنها أعلاه ، والتي ستجد تلك الدبلوماسية صعوبة في صياغة أدواتها ، وبصفة خاصة في أجواء الحذر والتوجس التي تسود بيئة العلاقات السعودية الأمريكية ـ الأوروبية .

وإجابة السؤال الثاني يعيها المخطط الاستراتيجي السعودي ، الذي لا بد من أن يكون قد اطلع على نظرة أميركا وأوروبا نظماً وشعوباً لرؤية المملكة ، وتوصل إلى أن نجاح الرؤية إذا لم يضر بالاقتصادات الأميركية والأوروبية فهو لن يفيدها ، ومن ثم فلماذا يتعاون الأميركان والأوربيون مع المملكة في تفعيل رؤيتها ؟! وهذا يفسر الحملة الشرسة التي تشنها وسائل الإعلام الأميركية والأوروبية على رؤية المملكة ، والتي تستهدف الإحباط والتثبيط والتشهير بالمملكة وباقتصادها ، والتي تشيع أنها على وشك الإفلاس والانهيار!!        

ثانياً : تنميط العلاقات السعودية الأميركية الأوروبية وإخراجها من دائرة الابتزاز والحرب القذرة :

يكمل هذا المعضل الأعمق والأكثر صراحة المعضل الذي سبقه ! وفحوى هذا المعضل هذا السؤال : ما هي طبيعة العلاقة بين السعودية وكل من الولايات المتحدة وأوروبا ؟! هي علاقة نفعية بشكل فج ، الطرفان المذكوران يريدان أن يأخذا من المملكة كل شيئ ، مقابل تسويق شعار أنهما يحميان المملكة ، فهل هذا صحيح ؟! وفي ذات الوقت يحتفظان بوسيلة ضغط وغالباً ما يلوحان بها طيلة الوقت خفية وجهاراً ، وهي تبني المملكة للإرهاب وإهدارها لحقوق الإنسان !!

هل يستشعر المخطط الاستراتيجي السعودي أن أميركا وأوروبا يتعاملان مع المملكة معاملة الأنداد ؟! ألا يستشعر أن هذين الطرفين يحاولان إسقاط نظام الحكم في المملكة عبر صياغة وتشكيل وتفعيل كيانات موازية فشلت في تركيا ، ويحاولان إنجاحها في المملكة ثم في سائر دول الخليج !!

على المملكة قبل أن تشرع في تفعيل رؤيتها أن تحسم معضل علاقتها مع أميركا وأوروبا ، وتعدّل وضعية هذه العلاقات إلى علاقات شراكة ومصالح متبادلة ، وليس علاقات قائمة على نهم الابتزاز والحرب الخفية القذرة !!   

ثالثاً : سد الذرائع أمام الدب الروسي المسعور :

ثم نختم بالمعضل الثالث وهو سلوكات الدب الروسي الذي فاق من سباته مسعوراً ، ولن يمل من مطاردة فرائسه في الخليج العربي والمنطقة العربية ، إن سلوكات روسيا في المنطقة العربية وتجاه المملكة مقلقة ولا تبشر بخير ، وبصفة خاصة عندما يكتمل التحالف والتوافق مع عباءات الحقد الأسود في إيران .

لقد أصبح يقيناً أن المملكة هي هدف التحالف الروسي الإيراني المشئوم ، وسوف لا يبرح هذا التحالف يحارب المملكة على كافة الجبهات الأمنية والعسكرية والاقتصادية والسياسية .

ومن ثم يتعين على المخطط الاستراتيجي السعودي أن يصيغ طريقة يستل بها الحقد الدفين الذي يكنه الدب الروسي المسعور بين أنيابه ومخالبه ، ويكسر بها سم تحالفه المشئوم مع عباءات الحقد الأسود في إيران !!    

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.