الرئيسية » الهدهد » صحيفة موالية لنظام الأسد: “مصر تتموضع من جديد بعد زيارة علي مملوك”

صحيفة موالية لنظام الأسد: “مصر تتموضع من جديد بعد زيارة علي مملوك”

اهتمت صحيفةالوطنالسورية الموالية لنظام الأسد بالزيارة التي قام بها رئيس مكتب الأمن الوطني السوري، علي مملوك مؤخرا إلى القاهرة، والتي أثارت حالة من الجدل، مؤكدة أن مصر بدأت “بالتموضع والاستقلالية” من جديد في سياستها المتعلقة بالأزمات الخاصة بالوطن العربي، على حد قول الصحيفة.

 

وكشفت الصحيفة نقلا عن مصادر ديبلوماسية متابعة أن هذه الزيارة الأمنية-السياسية لم تكن الأولى لكنها الوحيدة التي أعلن عنها بتوافق الطرفين المصري والسوري، وإن أهميتها تكمن في حصولها بالتوازي مع جملة تحولات سياسية في الموقف المصري تؤسس للتموضع المذكور، أبرزها: العلاقات السياسية المتأرجحة سلباً بين مصر واميركا، معتبرة أن إدارة أوباما لم تتوقف عن لوم القيادة المصرية الحالية بسبب رعايتها لـ “30يونيو” وما تلاها من انقلا 3 يوليو 2013 الذي أطاح بحكم جماعة “الإخوان المسلمين”، باللإضافة إلى الأحكام القضائية التي طالت وتطول قيادة هذه الجماعة وفي مقدمهم الرئيس المخلوع محمد مرسي، بحسب زعمها.

 

الأمر الثاني الذي أسس لهذا التموضع وفقا للصحيفة، هو ما اعتبرته “الافتراق المُضمَر مع النظام السعودي الذي يتم تظهيره الآن حول المقاربات المتباعدة لكلٍ من الجانبين السعودي والمصري تجاه قضيتين مركزيتين: الأزمة في سوريا وما يسمى “تنظيم الإخوان المسلمين” والاستثمار التركي فيه وعليه، مشيرة إلى أنه فيما يتعلق بسوريا فإن ما القيادة السياسية المصرية الآتية من الجيش والتي تحمل عقيدته القتالية ترتكز في تعاطيها مع هذه الأزمة إلى تلك العقيدة القائمة على اعتبار سوريا جزءاً إستراتيجياً من الأمن القومي المصري، مؤكدة أن الجيش المصري مقتطع أصلاً من “جيش الوحدة”.

 

وأضافت الصحيفة أن، مصر الآن معنية بنتائج أي معركة يخوضها الجيش السوري والقيادة السياسية السورية التي باتت رأس حربة المواجهة مع الإرهاب “الإسلاموي” الذي مازال الجيش المصري عالقاً في كمائنه بمنطقة سيناء.

 

وفيما يتعلق بجماعة “الإخوان المسلمين”، أشارت الصحيفة إلى أن الرعاية الثلاثية القطرية-التركية-السعودية المشتركة لهذا التنظيم أوجدت حذراً شديداً لدى القيادة المصرية وخصوصاً أن نظام الرياض يراوغ في تحديد موقفه من هذا التنظيم ويغطي حضوره وحركته في الدوحة نظراً لحاجته إلى دور قطري دائم في العلاقة مع نظام أردوغان بهدف ضمان بقاء الممرات التركية على الحدود السورية مفتوحة لتزويد “الإرهابيين التكفيريين بالمال والمؤن والسلاح”، مؤكدة أن هذا “غيضٌ من فيض الخلافات العميقة بين مصر والسعودية حول أزمة” العدوان على اليمن والجزيرتين اللتين يصر النظام السعودي على تسليمهما له مهما كانت نتائج الآليات القضائية أو المواقف الشعبية، كذلك القرار بوقف الإمداد السعودي بالنفط لمصر!”.

 

وفي تعزيزها لرأيها حول إعادة تموضع مصر في تعاملها مع القضايا المطروحة على الساحة، أشارت الصحيفة إلى ما أسمته عودة الروح من جديد إلى علاقة القاهرة مع موسكو، ضاربة أمثلة تعزز هذا الرأي خاصة ما برز في مجلس الأمن الدولي من خلال التأييد المصري للقرار الروسي حول سوريا الذي دفع بمندوب النظام السعودي إلى توجيه انتقادات حادة لنظيره المصري إضافة إلى التحضير لمناورات عسكرية مشتركة بين جيش البلدين، بالإضافة إلى القرض الروسي لمصر والذي تبلغ قيمته 25 مليار دولار لبناء محطة نووية وصفقة شراء أسلحة روسية بقيمة 3.5 مليارات دولار.

 

واختتمت الصحيفة بالتأكيد على أن مصر اليوم أمام مسار سياسي واقتصادي يحتاج إلى حسابات دقيقة وخطوات ثابتة قد يعيدها إلى موقع ريادي في العالم العربي والمنطقة في حال نجاحها في سلوكه بحيث لا تكون مواقفها واتصالاتها مجرد محطات عابرة.

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.