الرئيسية » الهدهد » صحيفة روسية تكشف عن بدء الاختبارات النهائية لممر مائي-بري وتعلق: قناة السويس الخاسر الأكبر

صحيفة روسية تكشف عن بدء الاختبارات النهائية لممر مائي-بري وتعلق: قناة السويس الخاسر الأكبر

كشفت صحيفة “فيستنيك كافكازا” الروسية في تقرير لها، عن اختبارات نهائية تجرى هذه الايام لممر مائي-بري يعد أحد أكبر مشاريع النقل الدولي في العالم، أطلق عليه “شمال-جنوب”، يربط بين مدينة مومباي، على الساحل الغربي للهند، ومدينة سانت بطرسبرغ، غربي روسيا، ما يهدد بضرب طرق تقليدية للتجارة الدولية، مثل قناة السويس، ويخلق طرقا أخرى، بجانب خلط للأوراق في عدد من الملفات السياسية الحساسة.

 

وأوضحت الصحيفة في تقريرها أن المشروع  ذو جدوى اقتصادية مرتفعة، حيث سيقلص تكاليف النقل بين الهند وروسيا بنحو 30%، والزمن الذي تستغرقه بنحو 40%، مقارنة بالطرق التقليدية، بحسب تقرير لـ”ذي ديبومات”.

 

ويبدأ الممر الجديد بطريق بحري، يصل الموانئ الهندية، وفي مقدمتها مومباي، بالموانئ الإيرانية، ومن إيران يتحول إلى طريق بري سريع يوازيه خط سكة حديد، لنقل البضائع من الموانئ الإيرانية إلى روسيا، عبر أراضي أذربيجان، والمسار نفسه بالعكس من روسيا إلى إيران كذلك، على أن يضاف خط آخر ينقل البضائع بين موانئ كل من إيران وأذربيجان وروسيا في بحر قزوين.

 

وسيرتبط بالخط الرئيسي للممر خطوط فرعية تخترق وسط آسيا وشرق أوروبا، قبل وصول الممر إلى سانت بطرسبرغ، ومنها إلى الأسواق الأوروبية براً وبحراً، الأمر الذي يزيد من أهمية المشروع الاقتصادية والاستراتيجية.

وفي المقابل، كشف التقرير أن قناة السويس المصرية، ستكون من أكبر المتضررين من المشروع، حيث تمر بها البواخر التجارية نحو الجزء الشمالي والغربي من الكرة الأرضية، إضافة إلى عدن اليمنية وجدة السعودية، التي تمثل محطات مهمة على طرق التجارة البحرية، وكذلك موانئ أوروبية جنوبية، شكلت نقاط تجمع للبضائع، في عملية التبادل التجاري بين أوروبا وكل من آسيا وأفريقيا.

 

وفيما يتعلق بالدوافع الهندية للدخول بالمشروع، أوضحت الصحيفة ان المشروع سيساهم في دعم الاقتصاد الهندي بشكل كبير، فمن ناحية، ستتمكن صادرات الهند من الوصول إلى أسواق جديدة، وتحقيق تنافسية أعلى من ذي قبل، خصوصاً في مقابل المنتجات الصينية، إضافة إلى ضمان حصة من مصادر الموارد الطبيعية في وسط آسيا، وتحويل الموانئ الهندية إلى محطات تجمع للبضائع، خصوصاً من دول جنوب وجنوب شرق آسيا وإليها، والأهم، تجاوز باكستان في عملية التبادل التجاري مع أفغانستان وإيران ووسط آسيا.

 

من ناحية أخرى أكدت الصحيفة على أن المشروع سيعمل على تعزيز العلاقات الروسية-الإيرانية، ولكنه يحقق أهدافاً أخرى لكلا البلدين، فبالنسبة لروسيا، سيعزز المشروع سيطرتها على الأسواق الأوروبية، ويمنحها قدرة أكبر على منافسة الدور الصيني المتنامي في وسط آسيا، أما بالنسبة لإيران، فهو، من جهة، يمثل فرصة كبيرة لكسر العزلة التي فرضتها العقوبات الدولية لعقود، ومن جهة أخرى، يزيد من قدرتها على خلق وتعزيز التحالفات واستثمارها في صراعات تخوضها طهران في الشرق الأوسط، الأمر الذي يشكل تحدياً للسعودية، الغريم الأكبر لإيران في المنطقة.

 

وكشفت الصحيفة عن أن العديد من الدول وقعت على الاتفاق الخاص بمشروع ممر “شمال-جنوب”، إلى جانب دول الخط الرئيسي، منها: تركيا، أرمينيا، عمان، كازاخستان، طاجيكستان، قرغيزستان، أوكرانيا، وبيلاروسيا، بالإضافة إلى بلغاريا كعضو مراقب، بحسب الموقع الرسمي للمشروع، حيث ستمتد طرق متفرعة من الخط الرئيسي إلى تلك الدول.

 

واختتمت الصحيفة أنه بغض النظر عن الآثار السياسية، فإن الاستفادة من التكلفة والوقت اللذين يوفرهما الممر في التبادلات التجارية، ستكون متاحة لجميع الدول، الأمر الذي سيضاعف عوائد المشروع من الرسوم المفروضة على استخدامه، وهو ما تعول عليه الدول المعنية، روسيا خصوصاً، في التخفيف من اعتماد اقتصاداتها على عوائد قطاع الطاقة.

 

 

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “صحيفة روسية تكشف عن بدء الاختبارات النهائية لممر مائي-بري وتعلق: قناة السويس الخاسر الأكبر”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.