تدوينة على الفيسبوك كتبها مسؤول في حماس تثير غضب بدو غزة فيمهلوه “48” ساعة والا
أثار منشور لوزير الثقافة الأسبق في حكومة حماس د. عطا الله عبد العال أبو السيح وصفَ فيه نوعاً من الفن الغنائي البدوي بالـ”الجعير” و”التلوث السمعي” موجة من الغضب والاستياء لدى جزء كبير من سكان قطاع غزة، مما دفع عشيرة الترابين كبرى القبائل البدوية في القطاع إلى اصدار بيان احتجاج رداً على المنشور ممهلين أبو السبح 48 ساعة للاعتذار رسمياً على تلك الإساءة للمجتمع البدوي، مهدّدين باللجوء إلى النائب العام.
وكان أبو السبح قد نشر على صفحته الشخصية في “فيسبوك” منشوراً قال فيه إن “الدحية التي لا يخلو منها فرح من أشد الملوثات السمعية فضلاً عن أنها–كما قال- أتلف صور الفن الغنائي” وأردف قائلاً “فقط هي جعير وكلام أعجمي بدائي غير مفهوم لدي البتة”.
مما دفع تجمع شباب قبيلة الترابين لإصدار بيان شديد اللهجة استنكروا فيه ما تلفظ به المدعو ”عطاالله أبو السبح” الذي وصف موروث أصيل من مواريث البادية الفلسطينية بأنه (ملوث سمعي– وجعير – وبدائي – وكلام أعجمي – وغير مفهوم) وانتقدت القبيلة في بيانها الاهانة التي خرجت عن أبو السبح تجاه الموروث القبلي الذي يمس طبقة كبيرة من أبناء هذا الوطن, ويهدم جزءاً من الجدار المتماسك لهذا الشعب، ويثير النعرات الاجتماعية والطبقية بين شرائحه”. مطالبين إياه بالاعتذار عما بدر منه من إساءة للبادية ولقيمها الحضارية الموروثة من جيل لجيل. كما طالب ابناء قبيلة الترابين من الجهات الحكومية والمجتمعية المدنية ضرورة أخذ موقفها الواضح والصريح تجاه تلك التصريحات غير المعبرة عن رموز وقادة الشعب الفلسطيني”. مطالبين حركة حماس ايضاً بالوقوف وقفة جدية أمام هكذا أصوات هدامة تعنى بزعزعة الوضع العام والمس بالأمن الاجتماعي لهذا الوطن”.
و”الدحية” لون من ألوان الغناء والرقص لدى البدو وهي أحب تسلية لهم في سهراتهم وفيها يقف المنشدون(المطربون) صفاً واحداً وبينهم يقف شاعر أو أكثر يُعرف بـ”البداع” يرتجل الشعر، وترقص أمامهم فتاة بالسيف تسمى” الخاشية”. ويبدأ المغنون بقولهم: “الدحية، الدحية” ويكرَّرونها مراراً وهم يصفقون بأيديهم ويهزّون رؤوسهم.
واجتاحت “الدحية” البدوية في السنوات الأخيرة المناسبات والأفراح في قطاع غزة حتى أن بعض المحلات والسائقين والباعة يشعلون مكبرات الأصوات بها لجلب الزبائن والمواطنين وجذب انتباههم تجاه البضائع والسلع.