الرئيسية » الهدهد » “واشنطن بوست”: أمريكا تُغرق العراق في مزيد من الفوضى.. ستقود العراق لإشكاليات كارثية

“واشنطن بوست”: أمريكا تُغرق العراق في مزيد من الفوضى.. ستقود العراق لإشكاليات كارثية

قالت صحيفةواشنطن بوست” الأمريكية إنه “من المتوقع أن تشن القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة هجوماً لتحرير مدينة الموصل، أكبر معقل لداعش، في غضون بضعة أسابيع، ويأتي ذلك في وقت أقرب بكثير مما كان متوقعاً خلال الأشهر القليلة الماضية”.

 

وتحذر الصحيفة من أن هذا التعجيل لا يعتبر أمرا جيدا، إذ تسعى حكومة العبادي إلى الإسراع في تنفيذ عملية تحرير الموصل رغم أنها تفتقر إلى استراتيجية لتأمين وتنظيم الحكم في مدينة الموصل بعد طرد مقاتلي “تنظيم الدولة” منها.

 

وتقوم حكومة العبادي بتجنيد قوات الميليشيات الطائفية صاحب السجل الأسود في إساءة معاملة المدنيين والاستيلاء على الأراضي. وعلاوة على ذلك، فإن خطط حماية اللاجئين، الذين ربما تصل أعدادهم إلى مئات الآلاف، لا تزال غير واضحة. وترى “واشنطن بوست” أن عملية تحرير الموصل سوف تسبب، على الأرجح، في إشكاليات كارثية، منبهة إلى أن الولايات المتحدة التي اختبرت من قبل بمرارة نتيجة عدم الاستعداد الجيد (في بغداد خلال عام 2003، وأيضاً في ليبيا بعد عقد من الزمن)، تعمد إلى الضغط على حكومة العبادي للتحرك في هذا الأمر على نحو أسرع.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن الخبراء العسكريين هم أكثر من يشعرون بالقلق إزاء تداعيات “ما بعد” تحرير الموصل لا المعركة في حد ذاتها. وتنقل توقعات الجنرال وليام مولن، الذي كان نائباً لقائد العمليات الأمريكية في العراق حتى يونيو الماضي، خلال منتدى نظمه معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى الأسبوع الماضي، قائلا إن دفاعات داعش في الموصل يمكن أن تنهار سريعاً، ولكن “ماذا بعد؟”، مشيراً إلى أن الحكومة العراقية ليست لديها خطة لما بعد سقوط داعش في الموصل، وتترك الأمر برمته لترتيبه عند حدوثه بالفعل.

 

وتضيف “واشنطن بوست” في افتتاحيتها: “ليس من الصعب التنبؤ من أين ستأتي الفظاعات. فرغم أنه يُتوقع أن تقود الهجوم على الموصل وحدات مكافحة الإرهاب العراقية التي تم تدريبها من قبل الولايات المتحدة، فإن العبادي أشار إلى مشاركة الميليشيات الشيعية أيضاً في هذا الهجوم، وربما تتحرك أيضاً القوات الكردية العراقية من جهة الشمال. ولأن الميليشيات الشيعية تسيطر عليها إيران لا حكومة بغداد، فإنها متهمة بارتكاب فظائع أثناء العمليات العسكرية وبعدها في المدن السنية بالرمادي والفلوجة، ومن ثم فإن ثمة أسباباً كافية للخوف من تكرار انتهاكات مماثلة ضد السنة في مدينة الموصل”.

 

وتشير الصحيفة إلى أنه بمجرد دحر داعش من الموصل، فإن القوات المتعددة على الأرجح سوف تتصارع في ما بينها، وقد بدأ النزاع بالفعل بين المقاتلين الأكراد والشيعة في محافظة ديالى المجاورة، كما هددت تركيا بالتدخل للدفاع عن الأقلية العرقية للأتراك في الموصل، وحتى مع تدريب قوات شرطة سنية، فإنها لا تزال ضئيلة في الحجم اللازم لمنع انتهاكات حقوق الإنسان والاقتتال الداخلي.

 

وتصف “واشنطن بوست” خطط الحكومة العراقية بشأن الحكم في الموصل بأنها “هشة”، إذ يُقال إن القادة العراقيين يرغبون في إعادة تنصيب محافظ سابق، ولكن مثل هذا الأمر يمكن أن يتم الطعن فيه من محافظ سابق آخر لديه قوة سنية، والأهم من ذلك، وفقا لتقديرات الصحيفة، فإن حكومة بغداد لم تتخذ أي خطوات جادة لحل النزاع القائم منذ فترة طويلة مع زعماء السنة والأكراد بشأن الأراضي والإيرادات وتفويض الصلاحيات والحكومات المحلية.

 

وتختتم الصحيفة افتتاحيتها قائلة: “رغم أن غياب تلك الحلول السياسية قد أدى إلى تسهيل صعود داعش، فإن إدارة أوباما لا تضغط، ولا تستخدم نفوذها الضخم للدفع باستعدادات سياسية أفضل أو حتى استبعاد الميليشيات الشيعية من المعركة. وبدلاً من ذلك، فإنها تعمد إلى تشجيع العبادي على الإسراع في عملية تحرير الموصل، ليس من أجل شيء سوى أن تبدأ العملية قبل مغادرة الرئيس أوباما لمنصبه، وتترك للعراقيين مواجهة الكارثة التي ستعقب المعركة، وهو ما يُعد سباقاً محفوفاً بالمخاطر”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.