الرئيسية » تقارير » مهند إيهاب.. أبكى حتى الحجر ولم يبك عليه نظام السيسي

مهند إيهاب.. أبكى حتى الحجر ولم يبك عليه نظام السيسي

“أنا الحبر اللى خلص أنا الريق اللى نشف أنا الصبر اللى زال والبدن اللى ضعف”، “آه يا آخر حد باقى بعد ما مات الجميع”.. كانت هذه آخر كلمات مهند إيهاب، الذى رحل اليوم عن عالمنا فى ريعان شبابه، إذ أنه لم يتجاوز العشرين عامًا.

 

مهند، رحل عن عالمنا بعد معاناة من مرض السرطان فى سجون نظام 3 يوليو، لكنه لم يكن الأول، ولن يكون الأخير حسب توقعات متابعين للمشهد، فلا “مصالحات وطنية، ولا تهدئة أو تسوية سياسية” بين أطراف الصراع حتى الآن.

 

وتوفى مهند، فجر الإثنين، فى أحد مستشفيات نيويورك، بعد رحلة علاج صعبة فى الولايات المتحدة من مرض سرطان الدم “اللوكيميا”. بعدما عجز أطباء مصر فى تشخيص العلاج، وعجزت أطرافه عن التنقل من طيب إلى آخر ومستشفى لآخرى دون جدوى.

 

أصيب الشاب بالمرض أثناء تواجده فى السجن، وألقى القبض عليه بسبب مشاركته فى تصوير إحدى المظاهرات التى أعقبت أحداث الثلاثين من يونيو فى أغسطس 2013، وخرج بعد عدة أيام بسبب حداثة سنه. وعام 2014 قبض عليه للمرة الثانية وظل فى سجن الأحداث بكوم الدكة لمدة 3 أشهر، خرج بعدها على ذمة القضية، وقبض عليه للمرة الثالثة فى يناير 2015، وأودع فى سجن برج العرب بالإسكندرية، أصيب خلالها بمرض سرطان الدم

 

بداية إصابته بالمرض

بدأت مشكلة مهند فى شهر مايو 2015، عندما كتب، عبر صفحته الشخصية على “فيس بوك”، قائلًا: “إنه فى شهر خمسة بدأت أرجع وأنزل دم من مناخيرى وما قدرش أتكلم ومش عارف أمسك حاجة، ومش عارف أدخل الحمام لوحدي، رحت مستشفى السجن قالولى عندك أنيميا، وبعد كده تيفود، ثم قيل لى فيروس فى الكبد، ودونى مستشفى الحميات، ماعرفوش يشخصوا المرض”.

 

واستكمل “مهند” فى سرده: “مرة جه والدى وعرف ياخد التحليل ووداه معمل، قالوله سرطان دم، بس بعد كده فضلت لحد ما اتنقلت (المستشفى) “الميري”، وزنى نزل ٢٥ كيلو فى شهر”. وبدأ “مهند”، يتلقى علاجه “الكيماوي” بالمستشفى الحكومى وهو مسجون، وبعد تدهور صحته، ومع كثرة الشكاوى من أهله، أُخلى سبيله على ذمة القضية أواخر يوليو الماضي، وسافر إلى أمريكا حتى يُعالج.

 

وخاض رحلة علاج صعبة فى الولايات المتحدة، إذ خدع  لتجربة علاجات جديدة ولم تثبت علميًا حتى الآن بعد ثبات عجز العلاجات الموجودة عن التعامل مع حالته، قبل أن يتوفاه الله اليوم بأمريكا.

 

ساسة ونشطاء ينعون مهند

استقبل الساسة والنشطاء، والمواطنون العاديون خبر وفاة مهند إيهاب، بمزيد من الحزن والأسى. كتب أحدهم يقول: “اللى ما يعرفش مهند..بطل عمره ١٩ سنة، أُعتقل ٣ مرات بعد 3 يوليو بتهمة تصوير مظاهرات، وآخر اعتقال له كان فى مقبرة العقرب خرج منه بسرطان دم بنسبة ٩٣٪ بسبب الإهمال الطبى والتشخيص الخطأ والتعنت فى إجراء التحاليل الطبية”. ويضيف: “لكن خرج صابر ومبتسم ومحتسب..عانى من العلاج الكيماوى لشهور طويلة جسمه فيها بيقاوم بتحد وصبر وأمل ..والنهاردة توفى أجله”.

 

 قضى عليه سرطان “النظام”

وكتب الإعلامى سامى كمال الدين يقول فيه: “مهند مات.. قتله سرطان الألم، بعدما قضى عليه سرطان “النظام” فى سجونه..19 سنة منها عام فى المعتقل خرج منه بسرطان الدم”. اعتبروه مبارك وعالجوه أما الناشطة هبة دياب فكتب تقول: “كنت اعتبروه مبارك وعالجوه يا “..”.

 

وبدوره قال الناشط الحقوقى أحمد مفرح: إن “قضيه الشاب مهند إيهاب عنوان وأضح لجريمة سوء المعيشة والرعاية الصحية التى ترتكب بحق المعتقلين بداخل مراكز الاحتجاز فى مصر”. وفاة مهند قتل بالإهمال الطبي وفى هذا الإطار قالت التنسيقية المصرية للحقوق والحريات: “إن وفاة مهند قتل بالإهمال الطبي، بعد تدهور صحته عقب خروجه من الاعتقال فى مصر مصابًا بسرطان الدم بنسبة 93 % بسبب الإهمال”.

 

ألقت قوات الأمن القبض على “مهند إيهاب” ابن السابعة عشرة وقتها، ليصاب داخل محبسه بالأنيميا ثم التيفود ثم فيرسى سي، مع رفض وتعنت إدارة السجن فى علاجه، تدهورت صحته ليصاب بسرطان الدم بنسبة ٩٣٪، وبعد ضغوط، تقوم إدارة السجن بعلاجه بالكيماوى لتزداد حالته تدهورًا حتى أُخلى سبيله أواخر يوليو الماضي، ليسافر إلى أمريكا لتلقى العلاج, ثم ترتقى روحه فجر اليوم ٣ أكتوبر ٢٠١٦

قد يعجبك أيضاً

3 رأي حول “مهند إيهاب.. أبكى حتى الحجر ولم يبك عليه نظام السيسي”

  1. قادة العرب اغلبهم لا يابهون لحال الشباب او الضعفاء من كبار السن او اليتامى الخ

    الله يرحمه ارتاح من عذاب الدنيا اتمنى له نعيم الاخرة

    رد
  2. لن يبكي نظام مصر عليه أو على غيره , لأن هؤلاء نزع الله من قلوبهم الرحمة فأصبحت أصلب وأقسى من الحجارة بل أشد قسوة ( وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ) ,وأصبحوا كالبهائم ,وإن كانت البهائم تحنوا على صغارها وتدافع عنهم ,فكانوا أضل منها , بلا احاسيس وشعور , قال تعالى في من كانوا على شاكلتهم (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) , لذا فإن مهند إيهاب رحمه الله وغيره.. أبكوا الشجر والحجر ولم يبك عليهم نظام السيسي واعوانه …. ولذا نقول عنهم من حكم الشاعر عمرو بن معد يكرب : لقد أسمعت لو ناديت حيـا **** ولكن لا حياة لمـن تنـادي
    ولو نارٌ نفخت بها أضاءت **** ولكن أنت تنفخ في الرمـادِ

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.