الرئيسية » تقارير » ثعلب الموساد: إسرائيل ستقضي على السلطة وتعيش بفوضى طويلة وهؤلاء سيدمرون دولتنا

ثعلب الموساد: إسرائيل ستقضي على السلطة وتعيش بفوضى طويلة وهؤلاء سيدمرون دولتنا

يحذر رئيس سابق بارز للموساد من أن إسرائيل ستجد ذاتها قريبا في حالة فوضى عارمة، مبديا قلقه من التهديدات الداخلية.

ويتوقع أن تقوم بتدمير السلطة الفلسطينية وتتحمل مسؤولية معيشة الفلسطينيين وتزداد عزلتها في العالم المشغول بذاته، وبدون قيادة جديرة ستبقى عاجزة. ويقول إنه في ظل فقدان تسوية الدولتين ستحكم حماس سيطرتها.

وفي حديث مطول جدا لملحق صحيفة “هآرتس” العبرية يبدي رئيس الموساد الأسبق إفرايم هليفي (82 عاما) قلقه البالغ من فقدان اليهود أغلبيتهم العددية في فلسطين التاريخية ومن تحولهم مجددا لأقلية. هليفي الذي عين رئيسا للموساد عام 1998 بعدما شغل عدة مناصب مهمة منها رئيس مجلس الأمن القومي، هو مهاجر من بريطانيا، ويرى أن إسرائيل اليوم تشهد الأزمة الأكبر منذ قيامها والمتمثلة بقلة عدد القيادات الحقيقية.

ويتابع “عندما أنظر للقيادات السياسية بالائتلاف والمعارضة لا أرى رجالا يمسكون بدولة وتستفزني مشاهد أحزاب الرجل الواحد وتستفزني عودتنا للبحث دائما عن قائد سابق للجيش ليكون مخلصنا في السياسة”. هليفي الذي سبق ودعا في 2012 للتفاوض مع حماس بل مع إيران، يسخر من محاولات إسرائيل هندسة قيادة فلسطينية على مقاساتها، ويدعو للتفاوض مع شخصيات فلسطينية لم تعتقل بالماضي في سجون الاحتلال حتى تتاح المحادثة معهم بمستوى العيون ودون استعلائية.

مروان البرغوثي وإسماعيل هنية

ويضيف “على إسرائيل أن تشطب من قاموسها الزعم القائل إنه ينبغي عدم التفاوض مع أشخاص أياديهم ملطخة بالدم، فياسر عرفات كان عدوا ووقعنا معه اتفاق أوسلو”.وردا على سؤال يرى هليفي أنه على إسرائيل التفاوض مع القيادي الأسير مروان البرغوثي في حال تم انتخابه ومع خالد مشعل وإسماعيل هنية وموسى أبو مرزوق ويقول إن نيلسون مانديلا كان “إرهابيا” في بداية طريقه قبل حيازته على نوبل للسلام. كما يقول إنه على إسرائيل التفاوض مع حزب الله كي تمنع الحرب القادمة.

أخطر من قنبلة إيران

وبعد الحديث عن الناحية العسكرية والإقرار بأن إسرائيل لم تنتصر ولا مرة بحروبها مع العرب بعد حرب 1973 يشدد هليفي على أن الخطر الوجودي عليها هو الخطر بأن يتحول اليهود إلى أقلية في دولتهم لاسيما أنها تعالج الأحوال الشخصية (كالاعتراف بالهوية اليهودية للأشخاص) بطريقة تتسبب بإقصاء الكثير من الشعب اليهودي. ويتابع نقده للمؤسسة الدينية الحاخاماتية الجهة المسؤولة عن الاعتراف بمن هو يهودي وبعمليات التهويد “إسرائيل تخون المهاجرين الروس الجدد فهي تدعوهم لها وحينما يصلونها تقول لهم: عفوا أنتم لستم يهودا ولا يمكن الاعتراف بكم وبحال استمرت هذه السياسة ستكون هذه نهاية إسرائيل كدولة يهودية”.

وردا على سؤال يقول إن إسرائيل ليست دولة يهودية رغم تعريفها كدولة يهودية ديمقراطية، لافتا لكونها “دولة اليهود”. ويضيف “أتمنى أن يتمرد الجمهور في إسرائيل وهناك إشارات على ذلك. وضمن نقده للتشديد على العنصر اليهودي يعتبر هايفي أن خطر ازدياد عدد اليهود المتدينين المتزمتين (الحريديم) أشد تهديدا على إسرائيل من قنبلة إيران.

فلسطينيو الداخل

ويثير أحوال فلسطينيي الداخل قلق هليفي منذ عين في 2002 رئيسا لمجلس الأمن القومي من قبل أرئيل شارون رئيس حكومة إسرائيل وقتها، الذي رفض تسميتهم “أقلية عربية” بل “غير اليهود “.وتابع هليفي الذي يبدي هو الآخر قلقه من عدم دمجهم وتحييد خطرهم الاستراتيجي “قلت لشارون إن علينا أن نرى كيف نتعامل مع “عرب إسرائيل” فهم مواطنون ولكن هل هم جزء من القومية الفلسطينية؟ أم أنهم وحدة دينية – اجتماعية؟.. ليس واضحا لأنه لا حقوق أقلية لهم. تبسم شارون وقال: أدعوك أن توصي لي ان نبني لهم استاد كرة قدم في سخنين واترك لي البقية. قلت له: في حال قامت دولة فلسطينية سيكون من حق المواطنين العرب في إسرائيل مواطنة مزدوجة لأنه من الناحية الدستورية من غير الممكن السماح ليهود بروكلين حيازة مواطنة أمريكية وإسرائيلية معا وبنفس الوقت منع ذلك عن “عرب إسرائيل ” فقال “عندما نبلغ ذلك سنعالجه”.

وفي 2003 استقال هليفي من منصبه بعدما رفض شارون توصياته وهو يقول لـ “هآرتس” عن فلسطينيي الداخل اليوم إنهم أشخاص مع كبرياء وإنجازات ويرغبون بالتعبير عن ذلك. ويشكو من استمرار التمييز ضدهم ويحذر من أن إسرائيل ليست بعيدة عن فقدان السيطرة فيما يتعلق بـ “الأقلية العربية” وبـ “الشأن الفلسطيني”.

وبخلاف موقف المؤسسة الحاكمة، يسخر هليفي ممن يعتقد بإمكانية الاستمرار بالسيطرة على الأرض الفلسطينية المحتلة من دون مشاكل وأثمان، ويؤكد عدم وجود خطة كاملة لإسرائيل. ويقول إن نتنياهو يريد “أرض إسرائيل الكاملة” لكنه عاجز عن حيازة الضفة وغزة. ويتابع “حينما نشهد هبات غضب وعمليات طعن فلسطينية يبدو نتنياهو كشخص بلا ثياب داخلية لا حول له، فالقدرة على إدارة الوضع الراهن تتهالك، وليست هناك سياسات ولا خطط بل إدارة للوضع الراهن”. وردا على سؤال في هذا المضمار يتفق هليفي مع مسؤولين أمنيين إسرائيليين سابقين أن انهيار تسوية الدولتين وموت أمل الفلسطينيين بها يجعل أي مفاوضات عبثية اليوم ليبقى طريق حماس هو الخيار الوحيد. وأوضح أن حماس اليوم ضعيفة ليس بسبب الضربات الجوية الإسرائيلية بل بسبب ضربات مصر وجمود علاقاتها مع إيران وتصفية مركزها في دمشق ومع ذلك يقول إنها صامدة وإن الانتفاضة الفلسطينية القادمة ستكون انتفاضة لن تستطيع إسرائيل مواجهتها دون التوصل لتسوية معها إلا إذا قدمت القيادة الإسرائيلية اليوم تنازلات لا تستطيع اليوم تقديمها. وينفي هليفي خيار الدولة ثنائية القومية لإن إسرائيل لا توفر حقوقا متساوية للفلسطينيين، مرجحا أن تسود حالة فوضى لمدة طويلة في البلاد وإسرائيل ستقوم بتدمير السلطة الفلسطينية وتأخذ على عاتقها مسؤولية الخبز والماء للفلسطينيين وعندما تتوجه للعالم طالبة المساعدة فلن تجدها لأنه سيكون مشغولا بمشاكله كمشكلة الهجرة واللاجئين في أوروبا.

حصار غزة

كما يسخر من دعوة وزير الجيش أفيغدور ليبرمان لترميم وإعادة بناء غزة مقابل نزع سلاحها، متسائلا هل يعقل أن تتوقع من عدوك إلقاء سلاحه وكيف سنمتلك الدافعية للتفاوض معه عندئذ؟. هليفي الذي سبق ودعا لوقف حصار غزة يدلل على رؤيته بمثال من العالم ويقول إن الجيش الإيرلندي ألقى سلاحه فقط مقابل استقلال في شمال البلاد.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.