الرئيسية » الهدهد » في ذكرى الخضوع والاستكانة.. السيسي على خطى السادات يمضي

في ذكرى الخضوع والاستكانة.. السيسي على خطى السادات يمضي

تصادف اليوم الذكرى الثامنة والثلاثين لتوقيع اتفاق كامب ديفيد عام 1978، حيث مع هذا التاريخ أصبح التطبيع الإسرائيلي المصري رسميا وبدأت العلاقات بين البلدين على المستوى السياسي والرسمي تأخذ منحنى جديد، وصولا بمرحلة التحالف والصداقة الراهنة بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

 

السادات وبداية مشروع التطبيع

منذ الأيام الأولى لحرب أكتوبر 1973 بدأ الرئيس الراحل أنور السادات خطوات التوجه نحو إسرائيل من أجل السلام، ولم تكن الحرب سوى غطاءً يتحرك من خلف لتنفيذ هدفه وهو التقارب مع إسرائيل وقياداتها السياسية، حتى تم توقيع اتفاق كامب ديفيد الذي كان اللبنة الأولى في مشروع تقبل إسرائيل بمنطقة الشرق الأوسط، فضلا عن إرغام مصر على التطبيع في كافة النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

 

لقد نجح السادات في تلك الفترة في خداع الدوائر السياسية المصرية ومحاولة استمالة الشعب إلى جانب التصالح مع إسرائيل عبر صناعة أسطورة بطل الحرب والسلام، ليضيف هذا اللقب إلى جانب وصفه بالرئيس المؤمن، فكل هذه المسميات كان لها ظروفها ومقتضياتها الخاصة.

 

رفض شعبي للتطبيع

رغم مرور عدة عقود على بداية مشروع التطبيع الإسرائيلي، إلا أن الشعب المصري لا يزال يرفض فكرة التنسيق والمهادنة مع إسرائيل التي تعاملت بكل وحشية مع أسرى 1967، لكن على المستوى السياسي فالأمر يختلف كثيرا، فمع رحيل السادات وتولي حسني مبارك صارت العلاقات بين القاهرة وتل أبيب أكثر دفئا وتنسيقا.

 

وفي مطلع التسعينات، كان مبارك تجمعه علاقات صداقة قوية مع كبار المسئولين الإسرائيليين، حتى أن بعضهم ترددت أنباء عن عمله كمستشار لدى الرئيس المخلوع مبارك، وأنه كان يتلقى راتبا شهريا من قصر الرئاسة المصرية ألا وهو وزير الجيش الإسرائيلي السابق بن أليعازر. وبخلاف مبارك جمعت علاقات كثيرة المسئولين المصريين مع نظرائهم الإسرائيليين، إلا أن الأمر ظل يجري من خلف الكواليس وبعيدا عن الأضواء الإعلامية.

 

من السرية إلى العلن

سرية العلاقات الشخصية والسياسية التي تجمع القاهرة مع تل أبيب لم تظل على حالها، فمع وصول عبد الفتاح السيسي إلى الحكم أصبح يجاهر بوجود علاقات مع إسرائيل، ويؤكد على ضرورة تنسيق الجانبين العسكريين في البلدين بدعوى حماية أمن مصر القومي ومنع اختراقه.

 

وجدت إسرائيل في النهج الذي يتبعه السيسي في التعاطي معها فرصة قوية لإقناع باقي الدول العربية بالتقرب منها، لا سيما من خلال الترويج لمبررات كاذبة وخادعة أمثال العداء المشترك الذي يجمع القاهرة وتل أبيب لحركة حماس في غزة، وكذلك العمل لمواجهة خطر النووي الإيراني على الشرق الأوسط، وأخيرا مدخل مواجهة الإرهاب والتطرف في المنطقة.

 

تنسيق سياسي وعلاقات شخصية

كشفت العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية عن حجم العلاقات التي تجمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فضلا عن التصريحات التي صدرت عن السيسي حول شخصية نتنياهو وأنه رجل مؤهل لقيادة منطقة الشرق الأوسط بأكملها وليس إسرائيل فقط. كما أن السيسي يلعب دورا آخر في القضية الفلسطينية عبر الترويج لحل الصراع عبر إقامة دولة فلسطينية تكون عاصمتها القدس الشرقية وهو استقطاع لحقوق الشعب الفلسطيني وأمر يروق كثيرا لدوائر تل أبيب السياسية.

 

إسرائيل تطلب المزيد من السيسي

برغم ما يقدمه السيسي من خدمات إلى إسرائيل بدءا من محاصرة قطاع غزة وتضيق الخناق على حركة حماس، مرورا بالخدمات الأمنية الحدودية وتخليص إسرائيل من أزمة التسلل إليها، وصولا بالتنسيق السياسي حيال كثير من قضايا الشرق الأوسط ودعم تل أبيب في المحافل الدولية عبر التصويت لصالحها، إلا أن إسرائيل حتى الآن تلوم السيسي على الفشل في إقناع الملايين من المصريين بضرورة التطبيع مع إسرائيل.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.