الرئيسية » الهدهد » “هآرتس”: طائرات إسرائيل الحربية سليمة والإعلام السوري يتباهى بشيء لم يحصل

“هآرتس”: طائرات إسرائيل الحربية سليمة والإعلام السوري يتباهى بشيء لم يحصل

قالت صحيفةهآرتس” الإسرائيلية، في مقالة للمحلل الإسرائيلي تسيفي برئيل، إن أول خرق للهدنة التي بدأ تطبيقها الاثنين الماضي في سوريا، جاء على نحو غير متوقع، من الجبهة الأكثر هامشية وهدوءاً في ميادين المعارك في سوريا، بإطلاق قذائف من الجانب السوري على هضبة الجولان.

 

وكما جرت العادة، ردّت إسرائيل على سقوط القذائف، إلا أن نظام الأسد رد بشكل غريب هذه المرة: إطلاق صواريخ على طائرات سلاح الجو الإسرائيلي.

 

الصواريخ التي أطلقت، وهي صواريخ أرض-جو، لم تصب هدفها، كما أنها لم تشكل أي خطر جدي على المقاتلات الإسرائيلية، إلا أن محاولة استهداف الطائرات دفعت الإعلام السوري إلى التباهي بشيء لم يحصل، وادعى أن الصواريخ أسقطت طائرة إسرائيلية وطائرة بدون طيار.

 

ويقول برئيل، إن الأمر المستجد المتمثل بإطلاق صواريخ على الطائرات الإسرائيلية، يجب أن يدفع حكومة نتنياهو إلى أن تعيد النظر في سياساتها وردودها على هذا التعقيد الجديد، إذ يشير السلوك السوري الجديد إلى احتمال أن تتعرض إسرائيل في النهاية إلى خطر أمِلَت مراراً ألا تتعرض له. فضلاً عن أنه من الواجب على الحكومة الإسرائيلية التساؤل عن الرسالة التي تحاول الحكومة السورية نقلها من هذه العملية، في اليوم نفسه الذي توصلت فيه روسيا إلى ترتيب هدنة، من المتوقع أن ترسّخ حكم الديكتاتور السوري لفترة من الوقت.

 

ويعتبر الكاتب أن إسرائيل ليست طرفاً في الحرب المندلعة في سوريا، إلا أن ذلك لا يمنعها من الرد على سقوط قذائف من الجانب السوري، في كل مرة تندلع فيها المعارك في القنيطرة المجاورة، وتدور هناك معركة بين الأسد وتنظيمات المتمردين الساعين إلى طرد قواته وقوات المناصرين له، ومن بينهم حزب الله، ونتيجة لتلك المعارك يستخدم نظام الأسد قذائف غير دقيقة.

 

هذا الحال كان دائم الحصول، إلا أن إطلاق الصواريخ يعتبر استفزازاً خطيراً من جانب النظام، لكن ليس من الضروري أن يكون إشارة من الأسد إلى أنه سيصطدم مع إسرائيل، ومن المرجح أن يكون ما حصل مجرد عرض عضلات على الإعلام، فالنظام بحاجة إلى الإعلان الكاذب عن إسقاط طائرات إسرائيلية، لحماية كرامته ومواجهة الإذلال الإسرائيلي له.

 

بحسب الكاتب، فإن إسرائيل تعرف جيداً مصدر القذائف، فعند مراقبة المعارك، الثلاثاء، قرب بلدة بقعاثا الدرزية مع قوة “اندوف” التابع للأمم المتحدة، كان من السهولة تمييز خروج القذائف من مواقع النظام لتستهدف بلدة جباتا الخشب والمواقع المتقدمة للمعارضة.

 

وتسعى المعارضة إلى توحيد مناطق سيطرتهم في تلك المنطقة وقطع طريق القنيطرة-دمشق، إلا أن النظام في المقابل يدافع عن هذا الممر بكل قوة، بل في واقع الأمر فإن سيطرة المقاتلين المناوئين للأسد على تلك المنطقة تتيح لهم استهداف حزب الله في عقر داره، نتيجة تلاصق المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان هناك.

 

ويختم الكاتب بالقول، إنه من وجه النظر الإسرائيلية، فإن اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه موسكو وواشنطن، يجب أن يشمل منطقة الجولان أيضاً.

 

ويعلل الكاتب ذلك بأن الولايات المتحدة وضعت خطوطاً حمراء في سوريا وتراجعت عنها لاحقاً، لكن يُشك أن في وسع إسرائيل أن تضبط نفسها عندما تصل القذائف إلى الجولان، فضلاً عن أن ذلك يدفعها إلى الرد دوماً، وقامت بالرد فعلاً أكثر من مرة خلال الأسبوع الماضي، وهذا الواقع بات يهدد بتدهور أكبر. وإذا ما كرر النظام إطلاق الصواريخ نحو الطائرات الإسرائيلية، فلا بد من نشوء حاجة في إسرائيل لرفع إجراءات الحماية أمام التهديد الذي ستواجه الطائرات؛ ومن ذلك ليست المواجهة المباشرة مع نظام الأسد مستبعدة.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.