الرئيسية » تحرر الكلام » لما الدنيا لا تبكي الشهباء؟

لما الدنيا لا تبكي الشهباء؟

إن سألت الحلول فإني عاينتك بقول ألحق دون افتراء,منصف بالعدل يطوي صفحة ماض ملؤها ضيم خصوم و عداء,و بدورنا نسأل السائل أن هو حقا جاهد لنا و القلب للأوطان يكن نول الولاء. إذا ما بالافئدة اقوام بايعت ملكا أعطت له العهد و سمر القنا و الوفاء,فما بدلوا ولا انقلبوا لا بل وهبوا من المأقي نعم النعماء وما ظفروا من الدنيا بخير بخت و كانوا أكرم للأجيال جودا و عطاء, ان كرمتهم بالعزة جاهدوا بدنياهم حر صيف و قوارص شتاء. بل كانوا بالنائبات سندا و في العاديات اهبا يوم النداء.

أن كنت بالعدل صارما لا ترى من منصف تململ او استياء. فكن خير الرجال بالحكمة حاكما لبعد آفاق لسبل السماء. لا تخادع قط أن كنت للجود تسدي باسط اليد ,لا يليق بالخليفة دجل او رياء. أغدق على العباد من نور ناظريك إن الواهب سيد,و الكرم يحمي دمع الجفن و يمسح الاسى و يسد عن الفؤاد سيل الجفاء. إنما القوم يصبو دوما للعلى لرفع موطن دون هدم للبناء,و أن مالوا للستر سرا و حابوا أميرا لهم طافوا به على الاكتاف سيد الشرفاء.

فلولا الفقر ما عصفت انواء الشام ولا ساد الصمت على الظلم و غفى جفن الردى على ضوء خد الفيحاء,ولا تشعبت بغداد بصفرة غل و سموم وباء أو اضطربت بالخدائع ارض الخصيب بالزوراء. أين العرب الحضر و أهل البيداء؟ الأعراض تنتهك,و تتناثر الآيات بضباب الجهل بغير حياء نستعر من حالنا و امام بلور الجهل نفتي هموم القدر ليوم القضاء.

كم من الاعوام في بحار التوه طواها الردى و الاعمار ضاعت بدنيا النزح تركب قوافل الموت,و اخفاف الزمان تنهل منها سفك الدماء,و دجل قلنا لحجارة القدس نقنعها انها الحياة و سنة البقاء. ما غابت عنا عروبة بيروت و لا جف دمع صنعاء فلما الدنيا لا تبكي الشهباء؟ كم من الأمم تزاحمت راياتها لوأد ألعروبة و اغتصاب ربوعها الحسناء؟و نحن أمام الردى خشوع الزهداء,فهوت عروشهم تتليها عروش,ثم فروا كالشياه امام حد صوارم داعيات بألنداء تعلو فوق أمجاد العظماء. إرحل و احفادك, انت الغريب بأرض العرب,أرض رسالات نور المحبة و الإخاء ,أن للعرب عزة و كرامة و للزاحفات ثقل قيد الغرباء تحمل وزر زؤام هوامد و اشباح ليالي الهزائم الليلاء ,الأم و اوجاع و افول هباء في غياهب ضبابات النسيان الدهماء.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.