الرئيسية » تقارير » “وطن” تكشف كيف اخترقت مليشيات عراقية موالية لإيران موسم الحج لهذا العام

“وطن” تكشف كيف اخترقت مليشيات عراقية موالية لإيران موسم الحج لهذا العام

منذ أن شهدت شعيرة “منىحادثة التدافع الشهيرة التي وقعت بها، خلال موسم الحج الماضي، ومات على إثرها 464 حاجا إيرانيا، دخلت قضية الحجاج الإيرانيين شباك التصريحات الدبلوماسية بين الدولتين، رفضت على إثرها إيران إرسال بعثتها إلى الحج هذا العام، بعد مفاوضات صعبة، انتهت بوصول طهران إلى هذا القرار.

 

وأعلن وفد منظمة الحج والزيارة الإيرانية في أيار/مايو الماضي، عن رفضه توقيع محضر ترتيبات الحج لهذا العام مبررا موقفه برفض السعودية تلبية شروطها بشأن مواطنيها الحجاج، بعد رفض المملكة العربية السعودية الموافقة على تنفيذ الحجاج الإيرانيين بعض الطقوس الخاصة بهم والتي تهدف إلى الحشد والإضرار بسلامة الحجاج.

 

واشترطت السعودية، حينها أخذ تعهدات مكتوبة من الوفد الإيراني بضرورة التزام الإيرانيين بتعليمات المملكة من بينها منع إقامة النشاطات التي لها دوافع سياسية، مثل طقوس “دعاء كميل”، وهو دعاء كما يقول الإيرانيون منسوب لكميل بن زياد النخعي٬ علمه إياه أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام ولا بأس من ترديده خلال مناسك الحج، و”نشرة زائر”، وهي مجلة توزع بين وفود الحجاج الإيرانيين٬ لرفع مستوى التوعية الدينية بينهم، بحسب ادعائهم، وأخيرا “مراسم البراءة”، وهي شعارات يرددها الحجاج الإيرانيون داخل المخيمات الإيرانية بصعيد عرفة وهى تحديدا: الموت لأمريكا٬ الموت لإسرائيل٬ ويا أيها المسلمون اتحدوا اتحدوا، وهو الأمر الذي لم توافق عليه طهران.

 

وفي منتصف يوليو/ تموز الماضي، تداولت العديد من المواقع الإعلامية، خبرا مفاده أن الاستخبارات السعودية، أفشلت خطة إيرانية، تهدف لإرسال عناصر من الحرس الثوري لموسم حج هذا العام بهدف إحداث الفوضى.

 

وبحسب المعلومات التي تم تداولها، فإن قادة الحرس الثوري الإيراني،كانوا يسعون لإرسال تلك العناصر مع حملات حج عراقية وجزائرية بعد اعطائهم جوازات سفر مزورة لهاتين الدولتين.

 

وكان وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، قال في تصريحات نقلتها صحيفة “الشروق” الجزائرية، إن لديه معلومات بشأن محاولات إيرانية لاختراق بعثة الجزائر للحج، دون الكشف عن التفاصيل، مؤكدا أن الجزائر يراد لها ان تكون طرفا في النزاع الطائفي النحلي العالمي، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية “يرفض التدخل في هذه الأمور والجزائر لم ولن تكون أبدا طرفا في النزاع النحلي الطائفي”، مضيفا بأن هناك محاولات لاختراق الجزائر على حدودها الشرقية من قبل الشيعة على وجه التحديد، بحسب قوله.

 

من جانبه نفى وزير الحج والعمرة السعودي الدكتور “محمد صالح طاهر بنتن”، يوم 21 يوليو/تموز الماضي، صحة هذه الانباء، موضحا أن الوزارة لم تبلغ بضبط الجهات المختصة اختراقا لحملات الحج في العراق والجزائر، مؤكدا بأنه لم يسمع شيئا بهذا الشأن.

 

وأضاف “بنتن”، في تصريحات نقلتها عنه صحيفة “الشروق” الجزائرية عقب جولة تفقدية قام بها على مقر المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية في مكة المكرمة، أن حجاجا إيرانيين سيقدمون للحج من بعض الدول الأوروبية وبعض الدول الأخرى.

 

الجديد في الأمر، وبعد أن تم كشف الامر بالجزائر واتخاذها مجموعة من الإجراءات اللازمة لإفشال توريطها مع المملكة العربية السعودية، يبدوا أن سلطات إيران لم تجد لها بابا سوى التركيز على البعثة العراقية، باعتبارها تمثل ملعبا مفتوحا لها تعبث فيه كيفما شاءت وبرضا تام من الحكومة والميليشيات الطائفية الموالية لها.

 

وكما هو معروف، فقد أعلن رئيس هيئة الحج والعمرة العراقي، خالد العطية، عن منح السعودية نحو 100 تأشيرة حج لرئيس الوزراء حيدر العبادي ضمن تأشيرات “المجاملة” تصدر مجانا وتمنح عادة للمسؤولين والشخصيات السياسية، زاعما أن العبادي تبرع بجميع المقاعد لذوي قتلى تفجير “الكرادة”، وهو الامر الذي نفاه جملة وتفصيلا أهالي الكرادة، مؤكدين أن لا أحد من المنطقة وعوائلها حصل على منحة حج من قبل العبادي.

كما أكد العطية، في تصريحات لـ”لسومرية نيوز”، أن عددا آخر من تأشيرات الحج، منحتها السعودية لبعض الشخصيات السياسية في العراق خارج الحصة المقررة”، موضحا أنهم نسقوا مع شركات سفر خاصة لنقل المسؤولين الذين حصلوا على هذه التأشيرات للأراضي المقدسة، بحسب قوله.

 

من جانبهم كشف ناشطون سعوديون عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، عن تمكن العديد من قادة الميليشيات العراقية المنضوية تحت “الحشد الشعبي”، والموالين لإيران، من الوصول للمملكة العربية السعودية، لأداء فريضة الحج، موضحين أن إيران نجحت في اختراق موسم الحج لهذا العام، بإرسال العديد من قادة الميليشيات للمملكة متوقعين أحداثا جسام من الممكن أن ينفذوها للإضرار بموسم الحج.

وأكد الناشطون أن هؤلاء ما كان لهم أن يصلوا إلى موسم الحج لولا التأشيرات المجانية “المجاملة” التي تم منحها رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، وكذلك التأشيرات الخاصة بالمسؤولين العراقيين، مشيرين إلى أن أغلب العناصر التي وصلت للحج، معادية للمملكة، وأنها سبق وأعلنت ذلك جهارا نهارا.

 

ونشر الناشطون مجموعة من الصور للقيادي في الحشد الشيعي، أبو مهدي المهندس، وهو يودع قادة ميليشيا “كتائب خراسان” أثناء توجههم لأداء الحج هذا العام، وهي الكتائب التي كشف عنها مسؤول أمني عراقي لصحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، عن اشتراكها في محاولة اغتيال السفير السعودي في بغداد، للتخلص منه بسبب تصريحاته ضد إيران.

 

وبحسب مركز ” الروابط للأبحاث والدراسات الاستراتيجية” العراقي، فإن ميليشيا “كتائب خراسان” تعتبر من ألوية المهمات الخاصة المرتبطة بـ”فيلق القدس” في العراق، والتابع للحرس الثوري الإيراني وتتخذ من علامته العسكرية علامة لها.

من جانبه نشر القيادي في ميليشيا بدر، “قائد الزبيدي”، عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، مجموعة من الصور رصدتها “وطن”، تكشف وجوده في الأراضي السعودية لأداء الحج لهذا العام، حيث بدأها بصورة توثق لحظة وصوله للمدينة المنورة، وأنهاها بوجوده في مكة.

كما وثق النشطاء، العديد من الصور لقيادات مليشيات عراقية موالية لإيران، تعذر على معد التقرير لصحيفة “وطن” من الوصول لأسمائها وتوثيقها، كما قاموا بنشر صورة لإحدى التأشيرات التي وصفت بتأشيرة “مجاملة”، ردوا بها على من اتهمهم بعدم صحة قولهم.

وتؤكد صورة التأشيرة، التي رصدتها “وطن”، صحة الانباء الواردة في التقرير، حيث أظهرت انه تم منحها لأحد الأشخاص – تم إزالة اسمه ومكان إصدارها – ، تحت بند “حج مجاملة”، وهي المعلومة التي أكدها رئيس هيئة الحج والعمرة العراقي، خالد العطية، مع التأكيد بأن الصورة الواردة في التأشيرة لا تعود لأحد المسؤولين العراقيين الذين خصص لهم مثل هذه التأشيرات.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.