الرئيسية » الهدهد » كاتب لبناني: مأساة اللجوء لا تقل فداحة عن مأساة الوطن

كاتب لبناني: مأساة اللجوء لا تقل فداحة عن مأساة الوطن

وطن-خاص”- كتب وعد الأحمد”- “عندما تنزف الأوطان، تصبح الابتسامة رفاهية محرمة” بهذه العبارة المؤثرة بدأ كاتب لبناني ما أسماه عتاباً أخوياً للسوريين على واقع حالهم في بلاد اللجوء ولا مبالاتهم تجاه ما يجري في وطنهم الجريح، وقال الكاتب “شادي أيوبي” في مقالة نشرها على صفحته الشخصية إن “المأساة التي ضربت الشعب السوري هي من أكبر المآسي في تاريخ البشرية وهي تجري بتواطؤ دولي غير مسبوق، وليست مأساة اللجوء أقل فداحة من مأساة الوطن”.

 

وأضاف: “عندما تكون المأساة بهذا الحجم المفجع، لا بد من ردة فعل خاصة تجاهها”. ولا بد-كما قال- من ردة فعل جماعية ترسل رسالة لمن بقي داخل سوريا أن الذين خرجوا منها وأمنوا على حياتهم لم ينسوها ولم ينسوا مصابها. ولكن من المؤسف أن معظم ما نراه بعيد كل البعد عن المطلوب.

 

وأردف أيوبي بعتاب المحب:”لا يصح أن يكون آلاف السوريين محاصرين وجوعى في حمص وريف دمشق، فيما إخوانهم في أوروبا لا يهمهم إلا البحث عن أكثر الدول رفاهية لطلب اللجوء فيها، دون أدنى اكتراث بمصاب الوطن”.

 

كما لا يصح– بحسب قوله – أن تُسوّى مدن كاملة بالأرض في سوريا، بينما الآلاف من أبنائها في أوروبا مشغولون بصيد السمك في البحار والأنهار وشوي اللحم وإعداد المأكولات الشهية.

 

ولفت الكاتب إلى وجود آلاف الأطفال والقاصرين السوريين الموزعين على ملاجئ في بلاد أوروبا بعيداً عن أسرهم، بينما ليست هناك هيئة إنقاذ سورية على مستوى أوروبا تبحث عنهم واحداً واحداً. وأشار الكاتب اللبناني إلى المفارقة في خروج آلاف صور الأطفال القتلى والجرحى في سوريا، بينما صفحات السوريين في أوروبا تهتم بصور السيلفي والعطلات الصيفية في بلاد أوروبا الجميلة”.

 

وتساءل كاتب المقال عن سبب السلبية القاتلة التي تطبع سلوك العرب في مثل هذه الظروف التي تهدد بتغيير حدود وتهجير شعوب وإنشاء دول معادية في قلب أوطاننا.

 

واستدرك مشيراً إلى وجود مئات آلاف السوريين من اللاجئين والمقيمين سابقاً أوروبا اليوم ولو أن نصف هؤلاء ينشرون ما يحدث في بلدهم على صفحات التواصل الاجتماعي مع الإشارة بصراحة إلى القاتل، لكانوا فرضوا على الإعلام الدولي تغيير نهجه. فما بالك لو افتتحوا موقعاً إعلامياً محترفاً ينقل الأمور بدقة وجرأة ؟

 

ومضى أيوبي قائلاً:”لو أن نصف هؤلاء السوريين شكلوا هيئات إغاثية بحجم وجودهم وقدراتهم لكانوا خففوا كثيراً مأساة وطنهم ومأساة اللاجئين من أبناء بلدهم، ولما بقي طفل سوري واحد داخل الملاجئ ولدى الجمعيات الخيرية. وختم شادي الأيوبي مقاله مطالباً بحراك يكون بحجم وجع هذا الوطن.

 

و”شادي أيوبي” صحفي لبناني وباحث مقيم في اليونان منذ أكثر من ربع قرن وهو عضو مجلس إدارة “منتدى التنمية”ينشر في الجزيرة نت ولديه اهتمام بقضايا الإسلام والغرب.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.