الرئيسية » تقارير » الطيار الإسرائيلي للطيار الإماراتي: “شالوم” بن زايد

الطيار الإسرائيلي للطيار الإماراتي: “شالوم” بن زايد

“خاص-وطن”-شمس الدين النقاز

 

قبل أيام قليلة، كشفت تقارير إعلامية عن مشاركة القوات الجوية الإماراتية في مناورات عسكرية مشتركة واسعة النطاق إلى جانب الإحتلال الإسرائيلي وباكستان وإسبانيا والولايات المتحدة على الأراضي الأمريكية.

 

التمرين السنوي “Red Flag” المشترك بين الولايات المتحدة وعدد من الدول الحليفة يجري في قاعدة نيليس “Nellis” الجوية في ولاية نيفادا الأمريكية ويستمر حتى السادس والعشرين من الشهر الحالي، والذي يتدرب فيه الطيارون المشاركون على خوض المعارك الجوية، وضرب الأهداف الأرضية، وتجنب الصواريخ، أكد بما لا يدع مجالا للشك أن “عيال بن زايد كبرت” كما قال الأكاديمي الكويتي الدكتور عبد الله النفيسي.

 

لم تدّخر قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة جهدا خلال السنوات الأخيرة في إظهار عمالتها المطلقة لدولة الإحتلال الإسرائيلي حتّى وإن كانت هذه العمالة في الظاهر بلا مقابل وإنما لوجه إرضاء “ماما أمريكا”.

 

فبعد أن استضافت القيادة الإماراتية القيادي الفتحاوي المفصول وعرّاب الثورات المضادّة محمّد دحلان على أراضيها ومن ثمّ أكرمته بأن يكون مستشارا أمنيا لدى ولي عهد أبو ظبي محمّد بن زايد، نجحت بيادق الإمارات في أكثر من دولة عربية في إشعال نار الفتنة وتوتير الأجواء لإلهاء الشعوب بمشاكلها الداخلية على غرار ما حدث في كل من مصر وليبيا.

 

لم يقف الأمر عند هذا الحد، ففي شهر نوفمبر الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن بداية التطبيع الرسمي مع دولة الإمارات من خلال افتتاح ممثلية دبلوماسية لدى وكالة الأمم المتحدة للطاقة المتجددة “إيرينا” التي تتخذ من أبو ظبي مقرا لها.

 

لن نستعرض كثيرا تاريخ العلاقات بين الكيان الغاصب وبين دولة “عيال زايد” الّذين فتحوها لكل من هب ودب ليرتعوا فيها وينسجوا من قصورها المؤامرات ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، لكننا ارتأينا أن نتحدث في هذه الأسطر عن الأسباب التي دفعت الإمارات للمشاركة في هذه المناورات جنبا إلى جنب مع قوات الإحتلال الإسرائيلي.

 

إنّ دولة الإمارات العربية المتحدة بقياداتها السابقة ، لم تكن دولة مؤامرات تبحث جاهدة عن “الفلول” لتمويل الإنقلابات، بل كانت دولة رصينة بقيادة الشيخ زايد الّذي وحّد 7 إمارات كانت متباعدة فيما بينها، ولم يكتف “زايد” بهذا، بل مدّ يد العون لكلّ من قصده من أشقائه العرب والخليجيين، في حين أغرق عياله البلاد بالفاسدين والمتآمرين على أمن المنطقة.

 

ما من شكّ أن القيادة الإماراتية الحالية التي أخفت رئيس الدولة الشيخ خليفة عن الأنظار منذ أشهر، تمنّي النفس بالوصول إلى السلطة بدون أدنى مشاكل، وكما لا يخفى على المتابعين، فإنّ الوصول إلى سدنة الحكم يمّر حتما عبر تقديم صكوك الغفران للقيادة الأمريكية وترضية حليفتها إسرائيل والإجتهاد في التقرّب منها والتطبيع معها وخدمتها والسهر على أمنها إن لزم الأمر.

 

وفي سياق متّصل، كان وصول القيادي الفتحاوي المفصول محمّد دحلان إلى الإمارات مطرودا من فلسطين، بمثابة أكبر هديّة تلقّاها ولي عهد أبو ظبي محمّد بن زايد الطامع في مسك زمام الأمور في الإمارات وتعويض أخيه خليفة، فشبكة علاقات الرجل “الأخطبوط” مع الجهات النافذة داخل إسرائيل لا يمكن حصرها، خاصة وأن “دحلان” سيكون الخليفة المحتمل للرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس إذا ما نجح خلال الإنتخابات القادمة.

 

“دحلان” الّذي قال عنه الرئيس الأمريكي المتطرّف جورج بوش “إن هذا الفتى يعجبني” كان هو الخيط الرفيع الرابط بين إسرائيل والإمارات بحسب ما يؤكد ذلك مراقبون، كما يعتبره البعض رجل “المهمات القذرة” من خلال إشرافه على غرف عمليّات الثورات المضادّة والمؤامرات التي استهدفت أكثر من مكان وكان آخرها الإنقلاب الفاشل في “تركيا” بحسب تقارير إعلامية عربية وغربية.

 

عدد من الدول الخليجية ومن بينها الإمارات ارتأت خلال الأشهر الأخيرة أن تبدأ بإظهار علاقاتها الخفية مع الإحتلال الإسرائيلي ومحاولة جسّ النبض واكتشاف ردود فعل “رعاياها”، ولعلّ الإمارات كانت الأكثر حظّا من بينها، حيث أنها لم تتعرّض لأيّة انتقادات داخلية، بل ظلّ شعبها الطيّب مغلوبا على أمره بسبب حجم الترهيب والتعذيب الذي مورس على عدد من المعارضين داخل البلاد.

 

بعض المراقبين يرون أن دول الخليج غيرت سياستها وأصبحت على قناعة تامة أن التقرب من إسرائيل هو الذي يحمي عروشها وليس التقرب من أمريكا التي غدرت حسب رأيهم بحلفائها على غرار “بن علي” و”مبارك”، رغم أن آخرين يرون أنّ إرضاء الأمريكان ستكون تداعياته على الرأي العام محدودة مقارنة بإرضاء كيان غاصب لفلسطين منذ نحو 70 عاما.

 

في نهاية المطاف، يمكن لـ”بن زايد” وأصدقاؤه أن يرضوا إسرائيل ويطبّعوا معها العلاقات كما يمكن لهم أن يشاركوا معها في المناورات ويفتتحوا السفارات، لكن في مقابل ذلك يجب عليهم أن يعلموا تمام العلم أنّهم سيكونون مجرّد أحجار على رقعة الشطرنح يتمّ تحريكها وقتما يشاء “الصهاينة” ثمّ يتمّ تكسيرها في رمشة عين قبل أن يتم رميها في زبالة التاريخ الذي لا يرحم.

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “الطيار الإسرائيلي للطيار الإماراتي: “شالوم” بن زايد”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.