الرئيسية » تحرر الكلام » ما نفعنا ان لم نكن قطرة ندى صافية على جبين هذا الوجود؟

ما نفعنا ان لم نكن قطرة ندى صافية على جبين هذا الوجود؟

اما انا أرد قائلا للذين و ضعوا فوق رؤوسهم عمائم التعجرف و الاستعلاء،ان القمم البواسق الجرداء في بلادي هي جبالي و الشواطئ و السهول و البوادي و الواحات هي ملك لعشيرتي و أجدادي، و كل قطرة ماء عزبة من بئر او ساقية بمرجة او حبة رمل على خلجان أوطاني هي حق لأولادي،و عروبة طيب  الارض الطاهرة فوقها و ما تحت ثراها هي تربة من رفاة اجساد اسلاف أحفادي.

ماضينا شاهد علينا،بأمسنا كنا كحملان وديعة نجوب قحوط البوادي و أوطان البراري المليئة بالذئاب و الضواري,و بفرحة و بهجة كنا نصبُ من مناهل ينابيع الحياة لدنيا الأجيال اجلُ و أحلى ما فينا من حنو و محبة زارعين على ضفاف غربة الاوطان خير بزور الحكمة و بغبطة سرور الحياة نسقيها رقة زرف دمع الأحداقّ,و بسكينة و رأفة نرويها العظمة من ندى جبين الإبداع.

فما نفعنا؟ان لم نكن قطرة ندى صافية على جبين هذا الوجود و رؤيا حلم مفرح تحمله اجنحة المحبة أنشودة همس في أذن الحق تغنيها شفاه الحياة و تترنمها أحاسيس شواعر اجيال الانسان.

فما هي قيمتنا الانسانية؟ان لم نسمع صدى أنفاس الأجيال في سكينة العصور فوق الآفاق في السماء المتناهية المتكاملة بسحر أعماق جوهر الحياة الساكن روعة الحضارة بمخيلة الأبدية.

العروبة لنا ونحن منها ولها و لو لفنا خيال الفُ ظلمة من ظلام اجنحة مبغضينا في احاين جهلنا او فترات تخلفنا.

نحن لا نغلق أبواب ذاتنا العربية ولا نعيق نور صفوة رؤيانا عن رسالة الروح العربية و عمق رسالتنا الأبدية و لو وقفنا العمر امام سهام الردى في ساحات ملاحم الوغى وعزابات الحروب و صروف الدهور و الأزمان.

نعم إصابتنا صوارم النكبة، ثم صحت ضمائرنا من اعوام غفلتها امام هول المصيبة،فكيف لنا ان نرجع لنغفو عقوداً على احلام مزعجة نسجتها خواطر الأغراب مكائدا غّٓزلتْ خيوطها على جدران الغدر و الخديعة عناكب أقارب و رعاع جيرة لم نألفها,كشف الغرور و التكبر خسة كيد خبائثها.

لقد أدركت أفئدتنا اخطاء الأجداد و فطنت اجيالنا لسهوات الأباء،فلما نرجع مع تعاقب الأيام للغبن و الخيبة للتوه في ضباب الجهل, يحاصرنا الفقر و يتتبعنا العدم؟ و نحن اليوم كلما تلفتنا حولنا من أبواب الحيطة و من خلف نوافذ الحذر لا نرى الا مطامع شياطين الارض كالعقارب تدب بجوار حدودنا, و بيارق ابالسة في طباق السماء تُحلقُ محملقة بأعين حمراء فوق ثروات الأوطان وهي تهدم معالم الحضارات و الدور على ساكنيها.

لقد استفقنا من ملل الاستغراق تحت هشيم سعف نخيل الماضي،و اهتزت أجسادنا الهامدة من بين حُفرِ مدافن الأزمان لنجد حال أيامنا برقود على ثرى المتاعب و شوك تقهقر المصاعب، نرتمي على حمرة جمر وسائد الحاجة و ارائك الحسد,نتلحف أقماط الغباوة و تلفنا حنقة غيرة الاستعلاء،نعطي من جهد أعوام العمر قطوف ثمار مرة المذاق لبعث امة عظيمة,نتبتل راكعين على عزيز ثراها كغريق امام فلكة امل في خضم زاخر بحر وجودها, نتمسك بصاريها علها تنجينا من قسوة التشرد و غضبة حقبة ظلم و حلكة ايام مصيبةجبلت لوعات مآسيها بأصابع قسوة التجبر و الإضطهاد، او لساعة رحمة تخلصنا من القهر و التشرد و النزوح من شر قبضة عدم غربية تلتف بحزم حول أعناقنا او من مخلب شرقي سنين مغروزً بين الضلوع شق خاصرتنا و ضاع في حواشينا.

أهذه يد الكرم التي تعطي الأجيال القهر و العزاب و تهدي الفقر و التشرد و ترد الجميل و الإحسان بالتهجير و اللجؤ و الاغتيال؟

اي إرادة هذه التي تسكب شتى صنائع الموت بأجنحة الردى على سكان عمران المدن كي تزرع الخوف و الرعب في قلوب الأطفال؟و اي جيوش وطنية؟ تترك شعوبها تلوك أغصان العدم تأكل صفرة الهشيم ثم ترمي أهلها بسهام مركبات سموم الفناء؟

اي عمائم سوداء و بيضاء بلا رأفة تُحِلُ حصارات المدائن لحرق العباد و سحق عظام النساء و جماجم أطفال فطام؟!

حقيقة انها أيام سلبت الملوك تيجان عظمتها و بليت الشعوب بذليل وجوه جمعت علينا من مشرق الأرض و مغربها كل قاص و داني بالخصام تباهيا حتى استلت عليناِ سيوف اشرار الانس و طرق الآعيب الجان.

سألت دموع احزان الأيتام من الاحداق,و جرت في شوارع المدن و الارياف حمرة دم الشهداء,لقد جفت الرحمة مع قسوة قلوب الحكام و تكلست بالغل ضمائر تجار اعتمرت بالزيف عمائم الإسلام.

هل أتاكم من الأمس القريب حديث تطاول ملالي الفرس على لسان خؤون جبان,أن العرب حالهم مع جمعهم هوان و تواني.

فما نفعنا ان لم نكن قطرة ندى صافية على جبين الوجود,و نحن شعوب الفخر و العزة و ليس من طبائعنا العيش بقيد غل الذل و الهوان.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.