الرئيسية » الهدهد » ” ميدل إيست بريفنج”: فلاديمير بوتين.. النجم الصاعد في الشرق الأوسط

” ميدل إيست بريفنج”: فلاديمير بوتين.. النجم الصاعد في الشرق الأوسط

نشر موقع  “ميدل إيست بريفنج” تقريرا عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين راصدا دوره في الشرق الأوسط وصعود نجمه المتسارع هناك.

 

ويقول الموقع البريطاني إنه قبل  ثلاث أو أربع سنوات لم يكن أحد يتحدث بجديّة عن دور روسيا في الشرق الأوسط. ومن المدهش حقًا كيف حقق فلاديمير بوتين، مع حد أدنى من الاستثمار، كل هذا في مثل هذا الوقت القصير. وهو مدعو الآن من قِبل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لدخول المنطقة من خلال أوسع بوابة متاحة: المملكة العربية السعودية. كما سيجمعه لقاء مهمّ للغاية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أغسطس القادم. وتعتبره إيران حليفًا وثيقًا لها. كما أنّه الضامن والراعي لنظام الأسد، ويُنظر إليه على أنّه صديق مقرب في القاهرة.

 

إنّه سجل رائع بلا شكّ. ولكن كيف حقق الرئيس الروسي كل هذه المكاسب في مثل هذه الفترة القصيرة وبتكاليف أقل مما أنفقها جورج دبليو بوش وديك تشيني في الغزو الكارثي للعراق؟ وهل سطوع نجم بوتين في الشرق الأوسط يبيّن لنا أنَّ ما نشهده في الواقع هو بداية نهاية “الدور الخاص” للغرب في المنطقة، هذا الدور الذي بدأ منذ أكثر من قرن مع “الثورة العربية” في عام 1916 والحكم الاستعماري البريطاني الفرنسي على ذلك الجزء من العالم؟

 

في ظلّ أنّه لم يتوقع أحد أنَّ غزو العراق في عام 2003 من شأنه أن يؤدي إلى كل ذلك، لا يمكن لأحد وضع التطورات الراهنة في منظور تاريخي واضح. ولكن من المثير للاهتمام أن نرى كيف أدى ظهور القوة في العراق في عام 2003 إلى تقدم خصم استراتيجي من الغرب، فلاديمير بوتين، إلى الانتقال لمنطقة يسيطر عليها الغرب لأكثر من 100 عامًا.

 

ومع ذلك، ليس من العدل إلقاء اللوم على حرب بوش-تشيني في العراق باعتبارها المذنب الوحيد؛ نظرًا لأنّه حتى مع الاعتراف بأنَّ الحرب كانت التعبير الحي عن “الخطأ التام”، وهذا لا يعني أنه يجب تجاهل تلك الحرب لتتكشف بالطريقة التي نراها الآن. لقد حاول بوش احتواء النتائج الكارثية من خلال “التمرد” سيئ السمعة. أما أوباما فقد ترك العملية لتتكشف، وجلب السيناريو الأسوأ الذي نراه الآن.

 

عودة الى بوتين، نحن نرى الرئيس الروسي يواجه وضع مربح من جميع النواحي. من خلال دعوته من قِبل القوتين الأكبر في المنطقة، المملكة العربية السعودية وإيران، والتحرك لاستغلال الوضع في تركيا لصالحه، والصداقة مع إسرائيل، ومصر، والأسد، ودول مجلس التعاون الخليجي، والجميع، يجلس بوتين في معبده في الكرملين في حين يقدم الجميع القرابين تحت قدميه.

 

وفي وسط كل ذلك، يقود الرئيس الروسي دولة تعاني من اقتصاد ضعيف، سلطة سياسية هشّة وانعدام الخطاب الأخلاقي أو المحتوى النوعي. إنّه فعلًا مقابل مذهل نظير استثمار صغير بشكل لا يصدق. ولكن كل هذا يتوقف على كيف يستغل الرئيس بوتين اللحظة الراهنة. جميع الخيارات مفتوحة أمامه كما لم يحدث من قبل.

 

في حالة المملكة العربية السعودية، قال الجبير في حوار مع صحيفة “بوليتيكو” أنَّ الروس مرحّب بهم. “نحن مستعدون لتزويد روسيا بحصة في الشرق الأوسط من شأنها أن تجعلها قوة أقوى من الاتحاد السوفياتي. نحن نختلف بشأن سوريا، ليس اختلافًا حول الأهداف النهائية ولكن بشأن كيفية تحقيق تلك الأهداف.”

 

في حالة إيران، سلمت روسيا نظام الدفاع الصاروخي “ S-300″ سطح-جو في وقت سابق من هذا العام. وتنسق كلا البلدين سياساتها الإقليمية عن كثب على الرغم من أنَّ هذه السياسات ليست متطابقة دائمًا. في نهاية يونيو الماضي، وصل أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، إلى موسكو لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الروس حول التطورات الإقليمية الكبرى.

 

يرجع السبب وراء دعوة الجبير لبوتين إلى تصوّر أنَّ الشركات النفطية الروسية تضع المزيد من الضغوط على الكرملين لتعديل سياسته في الشرق الأوسط لاستيعاب السعوديين من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن إنتاج النفط وأسعاره. وهذا يمكن تفسيره عن طريق التوقعات السعودية غير المحققة بأنَّ وفرة النفط قد انتهت بالفعل.

 

ولكن بغض النظر عن الموقف السعودي، هناك اختلافات بين طهران وموسكو بشأن طريقة المضي قُدمًا في سوريا. طهران تدعم وتثق في الأسد فقط في سوريا. على الجانب الآخر، تفكر موسكو بطريقة استراتيجية ولا تولي أي اهتمام يذكر بمستقبل الأسد كشخص. وبدلًا من ذلك، تركز على الحفاظ على الدولة، والعلويين، والجيش السوري.

 

من الممكن أنّه في حين كان الجبير يشجّع شركات النفط الروسية على تكثيف الضغوط على الكرملين، فإنّه كان يحاول في الوقت نفسه زيادة الهوة بين روسيا وإيران، استنادًا إلى تقارير من أرض الواقع في سوريا بشأن كيفية تحرك قوات موسكو والميليشيات الإيرانية على جبهة الحرب. كانت هناك حالات متكررة عندما انتقدت القوات الروسية، من جهة، وحزب الله وقوات الحرس الثوري الإيراني من جهة أخرى، بعضهم البعض علنًا.

 

وفي حالة تركيا، وفقًا لتقارير إيرانية، حذّرت موسكو أردوغان من الانقلاب الفاشل من منتصف شهر يوليو. ووفقًا للتقارير، اعترض الجيش الروسي رسائل إذاعية مشفرة تحتوي على معلومات عن التحضير لعملية الانقلاب، ثم شاركتها مع الجيش التركي.

 

هذا يأتي في تناقض صارخ مع الاتهامات التي وجهها كبار المسؤولين في حزب العدالة والتنمية للولايات المتحدة بأنها دعمت الانقلاب، وهو ادّعاء نفاه الرئيس أوباما.

 

الساحة معدة الآن لتطوير العلاقات التركية-الروسية. وقد كانت هناك مشاكل متفاقمة بين تركيا والغرب خلال العامين الماضيين، لكنَّ العلاقات التركية-الروسية الجديدة من شأنها حل بعض المشاكل، مثل موقف موسكو بشأن الأكراد في شمال سوريا وموقف أنقرة تجاه جبهة النصرة وغيرها من الجماعات الإسلامية المسلحة والجماعات الجهادية النشطة في هذه المنطقة. ولكن المصالح المشتركة بين البلدين تفوق أي عقبات مماثلة.

 

ليس من الواضح كيف ستتطور الأمور في منطقة الشرق الأوسط المضطربة. ولكن حتى الآن، ثمة شيء واحد واضح: فلاديمير بوتين هو النجم الصاعد في المنطقة. وقد يرسل برسالة شكر إلى البيت الأبيض.

 

المصدر: ترجمة وتحرير موقع ايوان 24

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.