الرئيسية » تقارير » قصّة صعود دحلان من الألف إلى الياء: هكذا أصبح ابن مخيم خان يونس الداعم الأول للانقلابات

قصّة صعود دحلان من الألف إلى الياء: هكذا أصبح ابن مخيم خان يونس الداعم الأول للانقلابات

كشفت مصادر مُقرّبة من الاستخبارات التركية لموقع “ميدل إيست آي“، عن تعاون جرى بين الحكومة الإمارتية وبين مُدبري الانقلاب في تركيا، بوساطة القائد الفتحاوي المفصول محمد دحلان، الذي عمل كحلقة وصل بينهم وبين رجل الدين التركي المقيم في أمريكا فتح الله غولن زعيم حركة الخدمة، وذلك قبل أسابيع من المحاولة الانقلابية الفاشلة.

 

وحسب المصادر فإن دحلان قام بتحويل أموالًا إلى مدبري الانقلاب في تركيا، وتواصل قبل أسابيع مع غولن، المتهم بتدبير محاولة الانقلاب، وذلك عن طريق رجل أعمال فلسطيني يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن هوية هذا الرجل الفلسطيني، المُقرب من دحلان، معروفة لدى الاستخبارات التركية.

 

ليست هذه المرة الأولى التي يذكر فيها اسم محمد دحلان في عملية مشبوهة كهذه، بل تردد اسمه في تونس وليبيا ومصر وداخل قطاع غزة مرارًا باتهامات في نفس سياق الأدوار الأمنية والسياسية المشبوهة.

 

فمن يكون محمد دحلان المتهم في جل العمليات المشبوهة داخل الشرق الأوسط؟

ولد الفلسطيني محمد دحلان داخل مخيم خان يونس في قطاع غزة وعاش الرجل حالة المخيمات ووضع اللجوء ولم يكن طوال فترة صباه قد عرف بأي نشاط ملحوظ، حتى انتسب إلى الشبيبة الفتحاوية في الجامعة الإسلامية بقطاع غزة، وبدأ يبرز دوره في العمل العام الفلسطيني.

 

بدأ يلمع دحلان كناشط في حركة فتح داخل قطاع غزة وسط خلاف على دوره التاريخي داخل الحراك الطلابي الفتحاوي، ولكن على أية حال فقد ساعده اعتقال الاحتلال الإسرائيلي أكثر من مرة في تلميع صورته في المجال العام.

 

ومع بداية فترة التسعينيات عانت منظمة التحرير من فراغ قيادي نتيجة الاغتيالات وغيرها من الظروف السياسية، وهو أظهر مجموعة جديدة من جيل محمود عباس، وظهر في دائرة الضوء “العقيد محمد دحلان” ، وعدد كبير من العقداء الذين أغدق عليهم ياسر عرفات حينها الرتب بسخاء.

 

دحلان ما بعد أوسلو

تسلم دحلان مهمة قيادة جهاز الأمن الوقائي في قطاع غزة بعد اتفاق أوسلو حتى وصل إلى مستشار عرفات للشؤون الأمنية ثم وزيرًا للداخلية، وقد عرف عنه التزامه التام بالتنسيق الأمني مع جانب الاحتلال الإسرائيلي، حيث كان مشهورًا باعتقال قادة المقاومة في غزة وإيداعهم في سجون السلطة.

 

ظل دحلان يصعد سياسيًا داخل حركة فتح حتى أصبح قيادة ذات ثقل داخل الحركة، وسط أحاديث عن علاقات وطيدة بأجهزة الأمن الإسرائيلية، والصعود بثراء فاحش خلال تلك السنوات القليلة.

 

الأمر الذي مكنه من التناطح مع ياسر عرفات شخصيًا، من خلال التحذير الذي وجهه دحلان لعرفات بضرورة ما أسماه “الإصلاح” قبل العاشر من شهر أغسطس عام 2004 في الا جتماع الذي عقده دحلان مع نخبة من رؤوساء التحرير والكتاب في الأردن، وهدد حينها بأن “تيارالإصلاح الديمقراطي” سيتخذ إجراءات حاسمة، كما عُرف حينها دحلان بتصريحات مستفزة ضد الانتفاضة الفلسطينية وكذلك ضد عمليات المقاومة.

 

وعندما اتجه قطاع غزة للتخلص من الاحتلال الإسرائيلي أبرز دحلان نفسه كحاكم لغزة دون مشاركة، كما دأب على التعرض لحركة المقاومة الإسلامية حماس بالقول “تصريحات عدائية في وسائل الإعلام”، والفعل “حملات اعتقالات في صفوف الحركة وقادتها غير مسبوقة”.

 

دحلان وتكريس الانقسام الفلسطيني

توفي ياسر عرفات وبدأت فصول الانقسام الفلسطيني تتسع خاصة بعد وصول محمود عباس أبو مازن إلى السلطة، وذلك بالتحديد بعد دخول حماس الانتخابات البرلمانية وكانت نتائج الانتخابات مفاجئة للجميع بعد أن حصلت على الأغلبية المطلقة في المجلس التشريعي.

 

وضغط دحلان على فتح بأن لا تشترك في أي حكومة مع حماس، حتى قيل أنه هدد بقتل أي عضو من فتح يشارك في حكومة حماس مما أدى الى ذهاب حماس إلى تشكيل الحكومة لوحدها.

 

من ناحية أخرى, أمر دحلان قادة أجهزة أمن السلطة بعدم التعاون مع وزير داخلية حكومة حماس، سعيد صيام، وسحب كل الصلاحيات منه، وهو الأمر الذي دفع حماس للتخلص من كل هذا التضييق بالحسم العسكري في العام 2007 داخل قطاع غزة.

 

وقبل حدوث هذا الحسم هرب محمد دحلان وبعض “المقربين منه” قبل الانقسام بعدة أسابيع لعلمهم المسبق بقرار حركة حماس حسب المعلومات التي وصلت إلى دحلان من خلال جهاز الأمن الوقائي الذي أسسه الدحلان، ولكن حركة حماس أعلنت أنها كشفت عن مخطط دحلاني للانقلاب على حكومتها في قطاع غزة، وهو الأمر الذي ساهم في تسريع الحسم العسكري.

 

دحلان من هارب من قطاع غزة إلى رجل أمن إقليمي

خرج دحلان من قطاع غزة وهو مطلوب لدى عناصر الأمن حركة حماس، وبدأ في لعب أدوار إقليمية انطلقت من دولة الإمارات العربية المتحدة التي احتضنته، وعينته مستشارًا أمنيًا لولي عهد الإمارات، حتى بعد فصله من حركة فتح، واحتدام الصراع بينه وبين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

 

ومنذ ذلك الوقت وبدأ الحديث عن لعب دحلان لدور كبير في إحباط ثورات الربيع العربي لصالح الأجندة الخليجية وخاصة الإماراتية منها، وبدأ يقود حملات تحريض ضد حركات الإسلام السياسي في الشرق الأوسط، بينما يتمتع بعلاقات قوية بكافة أنظمة الثورات المضادة في مصر وغيرها.

 

وفي هذا الإطار، قال عضو المجلس الثوري في حركة فتح عبد الحميد المصري، وهو أحد المقرّبين من دحلان، لـ””المونيتور”: “إن دحلان له نشاط مكوكي إقليمي ودولي في حل بعض المشاكل الناشبة في بعض الدول، ويتمتع بعلاقات واسعة في الإقليم والعالم، ويحوز على احترام كثير من قادة الدول العربية والعالمية، باعتباره جزءًا من القيادة الإقليمية، ويتمّ تكليفه بمهام من قادة في الشرق الأوسط، مثل تكليفه من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بملف مفاوضات سد النهضة، ودوره بتجميع القوى الوطنية التونسية، وإسهامه في توحيد كلمة المعارضة الوطنية السورية”.

 

ومن جهته، قال قيادي كبير رفيع المستوى في حركة فتح، رفض كشف هويته، لـ”المونيتور”: “إن النشاط السياسي لدحلان الإقليمي والعالمي ليس لكونه فلسطينيًا، ولكن بحكم علاقته الوثيقة مع دولة الإمارات، التي تصدره في الملفات السياسية والأمنية، ومنحته علاقات ما كان له أن يحصل عليها بصفته قياديًا فلسطينيًا فقط، عقب وصوله إليها عام 2011، ويحظى بمعاملة كبار الشخصيات، لكن هذا ليس بالضرورة سيكون مدخلًا تلقائيًا له كي يصعد إلى مواقع قيادية فلسطينية، لأنه مفصول رسميًا من فتح منذ عام 2011”.

 

الدور المشبوه لدحلان في تركيا

وعليه ليس من المستغرب اتهام دحلان بالتورط في المحاولة الانقلابية الفاشلة مؤخرًا في تركيا، خاصة وأن دحلان هاجم تركيا في كلمته أمام منتدى حلف شمال الأطلنطي (ناتو)، ولم يتردد في مواصلة تحريضه ضد الدولة ورئيسها أثناء مداخلته بمؤتمر “الأمن التعاوني والتهديدات المترابطة” في بروكسل.

 

ورغم أن الأحداث في تركيا لم تكن توحي بتصاعد وتيرتها بمثل هذا الشكل، إلا أن العديد من المحللين يرون أن موقف أردوغان الداعم للمسيرة الديمقراطية في مصر، والرافض للانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي قد جعل بعض قادة الخليج يقررون إذكاء نيران التوتر داخل الأراضي التركية.

 

التدخل في الصراع الليبي

وعلى الصعيد الليبي أفادت معلومات من وسائل إعلام مختلفة بأنه تم تشكيل غرفة عمليات خاصة بليبيا يترأسها القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان ويساعده فيها أحد أبرز المستشارين الأمنيين لسيف الإسلام القذافي المحتجز بالزنتان محمد إسماعيل، وذلك بهدف زعزعة الاستقرار في ليبيا.

 

وقد أوضحت التسريبات التي خرجت من مكتب السيسي عن دور محمد دحلان في التدخلات العسكرية والسياسية الإماراتية خار حدودها حيث يؤكد عباس كامل مدير مكتب السيسي أن دحلان هو مستشار لمحمد بن زايد ولا يفارقه في أي مكان يذهب إليه.

 

فاقد أذاعت وسائل إعلام ليبية مكالمة بين اللواء عباس كامل ونائب رئيس هيئة الأركان في الجيش الإماراتي “عيسى المزروعي”، وتضمنت حديثًاعن وجود ثمة ترتيبات لهبوط طائرات محملة بالأسلحة في مصر، كي تذهب إلى كتائب وفرق بعينها في الصراع داخل ليبيا، ولكن السبب في أن هذه الطائرات تمر على مصر أولا لتحميل شحنات سلاح أخرى ستذهب إلى بعض الكتائب الأخرى، وفي نفس الوقت يتحدث التسريب الجديد عن وصول طائرة على متنها محمد دحلان ومعه مساعد ليبي لتدبير شحنات أسلحة أخرى لتمر من مصر إلى ليبيا.

 

إدارة استثمارات فاسدة

بالإضافة إلى ذلك تشير المصادر إلى أن دحلان يقف وراء الاستثمارات الضخمة للإمارات في صربيا، وهو الذي يُقال إنه يعمل في مركز شبكة العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة والمخابرات الإسرائيلية والأمريكية، كما أنه يساعد في إدارة الاستثمارات الإماراتية في صربيا والتي تصطف في جيوب القادة السياسيين الفاسدين.

 

التحريض ضد حركة حماس وقطاع غزة

وكانت تقارير حديثة أوردتها وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت أن دولة الإمارات العربية كانت على علم مسبق بالعملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة ضد قطاع غزة، وأيدت حدوثها، أملاً في إسقاط حماس، وذلك لارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين.

 

وتحدثت أيضًا عن لقاء جرى في أبو ظبي، جمع أحد الوزراء الإسرائيليين بمحمد بن زايد ومستشاره للشئون الأمنية محمد دحلان، القيادي السابق في حركة فتح، والمعروف بعلاقته الجيدة مع دول الخليج، والذي يقيم في الإمارات منذ طرده من غزة وفصله من الحركة الفلسطينية.

 

قيادة التدخل الإماراتي في تونس

قصة التدخل الإماراتي في تونس ليست وليدة اليوم، وإنما بدأت منذ الأول بعد الإطاحة بنظام بن علي، وبدء صعود حركة النهضة الإسلامية التونسية كشريك في حكم البلاد، بداية من الحصول على الأغلبية في المجلس التأسيسي وتشكيل الحكومة التونسية، والبرلمان الذي حظى حزب نداء تونس بأغلبيته في الانتخابات، نهاية بصعود الباجي قايد السبسي رئيسًا للبلاد بدعم إماراتي.

 

وكانت مصادر داخلية بالحركة أكدت لنون بوست في تقرير سابق علمهم الكامل بالمخططات الإماراتية التي تحاك في الداخل التونسي، وقد ظهرت بصورة جلية في التظاهرات الأخيرة، بعدما قرروا استبدال السبسي حليفهم القديم بآخر جديد يعمل على أجندة إماراتية كاملة.

 

وكان نون بوست قد حصل في وقت سابق عن طريق مصادر أخرى على معلومات تُشير إلى اجتماع لمحمد دحلان القيادي السابق بحركة فتح والمستشار الأمني لولي عهد أبوظبي بمجموعة من السياسيين ورجال الأعمال التونسيين خلال وقت سابق لاندلاع تظاهرات تونس في منطقة البحيرة بقلب العاصمة التونسية تحت غطاء لقاءات اقتصادية وتجارية.

 

وبينما يساعد دحلان الإماراتيين في كل هذه الملفات، يساعد الرجل أيضًأ في التقريب بين الإماراتيين والأمريكيين والإسرائيليين بفضل علاقاته الوثيقة بمدير وكالة المخابرات المركزية السابق جورج تينيت وبآمنون شاحاك من الجيش الإسرائيلي وبيعقوب بيري من الموساد، وهي شخصيات نافذة خارجيًا، ويبقى دحلان على أمل تدخل إقليمي للإطاحة بغريمه الحالي محمود عباس أبو مازن من السلطة الفلسطينية، ليحل محله في أقرب فرصة ممكنة.

المصدر: نون بوست

قد يعجبك أيضاً

3 رأي حول “قصّة صعود دحلان من الألف إلى الياء: هكذا أصبح ابن مخيم خان يونس الداعم الأول للانقلابات”

  1. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة))، قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ .. قال: «الرجل التافه يتكلم في أمر العامة» . ؟
    لم أجد بما أعبر إلا هذه الأبيات يا دحلان يا شرموط يا مشرد
    خنافسُ الأرض تجـري في أعِنَّتِها * * * وسـابحُ الخيل مربوطٌ إلى الوتـدِ
    وأكرمُ الأُسْدِ محبـوسٌ ومُضطهدٌ * * * وأحقرُ الدودِ يسعى غير مضطهـدِ
    وأتفهُ الناس يقضي في مصالحهمْ * * * حكمَ الرويبضـةِ المذكورِ في السنَدِ
    فكم شجاعٍ أضـاع الناسُ هيبتَهُ * * * وكمْ جبانٍ مُهـابٍ هيبـةَ الأسَدِ
    وكم فصيحٍ أمات الجهلُ حُجَّتَهُ * * * وكم صفيقٍ لهُ الأسـماعُ في رَغَدِ
    وكم كريمٍ غدا في غير موضعـهِ * * * وكم وضيعٍ غدا في أرفعِ الجُــدَد
    در الزمان على الإنسان و انقلبت * * * كل الموازين و اختلت بمستند

    رد
  2. دحلان او برنار ليفي الصهيوني وجهان لعمله واحده اينما يحل احدهما يحل الخراب

    من المخططات الانقلابيه الي صفقات السلاح الي الثراء الغير مشروع والقائمه تطول

    هذا الوجه التعيس ومثال للشر يسعي لمصالحه ولتحقيقها باي ثمن والمشي علي جثث الفلسطنيين والمسلمين في جل البلدان بدافع السلطه والنفوذ وجنون العظمه ولكن الله يمهل ولا يهمل
    والله غالب

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.