الرئيسية » تقارير » هكذا يعزز سد النهضة علاقات إسرائيل مع مصر على حساب الفلسطينيين.. السيسي خرب الدنيا

هكذا يعزز سد النهضة علاقات إسرائيل مع مصر على حساب الفلسطينيين.. السيسي خرب الدنيا

 

وطن- ترجمة خاصة”-  نشر موقع ميداه العبري تقريرا له حول بناء إثيوبيا لسد النهضة وتأثير ذلك على الفلسطينيين وإسرائيل، قائلا إنه مباشرة بعد عودة نتنياهو من إفريقيا، زار وزير الخارجية المصري سامح شكري إسرائيل، وتحدثت عناوين الصحف عن أن مبادرة السلام مع الفلسطينيين سبب الزيارة، لكن القضية الحقيقية كانت تتعلق بالمياه.

 

وأضاف الموقع في تقرير ترجمته وطن أن إثيوبيا شيدت سد جديد على نهر النيل جعلها نقطة محورية مثيرة للتطورات الإقليمية، وعزز العلاقات بين مصر وإسرائيل، كما أدت المخاوف المصرية من بناء السد إلى ابتعاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن فرنسا، وأصبح أقرب إلى روسيا وجعلته يتجه إلى تعزيز التعاون مع إسرائيل، معتبرا أن أكبر الخاسرين هم الفلسطينيين، حيث انهارت مبادرة السلام الفرنسية، وأصبحت إسرائيل وسيط لحل نزاعات حوض النيل.

 

وأشار الموقع إلى أن بناء سد النهضة الإثيوبي يثير القلق لدى المصريين إلى حد كبير، حيث بحلول العام المقبل، ومع الانتهاء من الجزء الأول من عملية البناء، يمكن أن تفقد مصر جزءا كبيرا من المياه سنويا، والتي سوف تقلل أيضا من قدرة انتاج الطاقة.

 

ولفت التقرير إلى أن أزمة النيل بين إثيوبيا ومصر ليست جديدة، فالنيل قضية استراتيجية ذات أهمية قصوى، وبعد بدء السد الجديد للعمل في عام 2017، سيمكن لإثيوبيا تخزين المزيد من المياه من نهر النيل على حساب مصر والسودان. كما هو متوقع، وهذا يسبب الكثير من القلق في هذه البلدان، وعلاوة على ذلك، وافق البرلمان الإثيوبي على معاهدة 2013 التي تقلل من حقوق المصريين في المياه.

 

وأوضح ميداه أن مصر بلد يعاني من نقص في المطر، كما أن النيل أصبح أهم قضية تشكل السياسة الخارجية والداخلية في الأشهر الأخيرة، ومخاوف مصر من الجفاف الشديد ذات أبعاد تاريخية، والأمر قد يؤدي إلى انخفاض حاد في مستوى نهر النيل، وقد حاول المصريون دائما سحب مجموعة من المياه القادمة في النيل، وبناء سد أسوان في الستينات هو مثال واضح لهذه السياسة، لا سيما وأن مسألة نقص المياه تتزايد كل عام فالنيل الذي يتبخر بشكل أسرع وأكثر كل عام لا يوفر كمية المياه المطلوبة للسد، على الرغم من أن عدد السكان في تزايد، وتقلصت المناطق الزراعية في مصر، فقد كان أعلن الرئيس أنور السادات في السبعينيات أنه من الأفضل أن يموت الجنود المصريين في ساحة المعركة من أن يموتوا من العطش.

 

وفي عهد الرئيس محمد مرسي وصل الصراع ذروته في صيف 2013 وقال مرسي إنه بالرغم من أنه لا يرغب في الحرب مع إثيوبيا، لكن القاهرة لن تسمح بتنفيذ اتفاق لتغيير توزيع المياه، كما وقعت كل من رواندا وتنزانيا وأوغندا وكينيا وبوروندي، وأضاف مرسي، وهدد: نترك كل الخيارات مفتوحة ونحن لا نعارض مشاريع حوض النيل، ولكن بشرط أن لا تؤثر على الحقوق القانونية والتاريخية لمصر.

 

وبعد مفاوضات مطولة، عقدت في مارس 2015، وقع قادة مصر وإثيوبيا والسودان في الخرطوم اتفاق يسمح لإثيوبيا ببناء سد مثير للجدل، وقال الرئيس السوداني عمر البشير إن التوقيع على الاتفاق التاريخي لن يضر بمصالح الدول الأخرى في استخدام المياه.

 

وتضمن الاتفاق تفاصيل الانتهاء من السد، ودراسة آثار بناء السد على التوزيع المستقبلي للمياه عبر مكتبين أحدهما فرنسي، لكن على الرغم من التوقيع الاحتفالي، المصريون لا يثقون في تقارير المكتب الفرنسي، لذا ابتعدت مصر عن فرنسا ومبادرة السلام مع الفلسطينيين، وبدت القاهرة ترغب في قيادة المنطقة بعيدا عن النفوذ الفرنسي وعبر تحسين العلاقات مع الروس.

 

والواقع أن الروس سوف يستفيدون من هذه الخطوة بطريقة كبيرة، حيث وقعت القاهرة مؤخرا اتفاقية مع روسيا لتشييد مفاعل نووي في الضبعة، وهذا هو مشروع وطني ذو أبعاد ضخمة، تأخر لسنوات بسبب التزام مصر لدى الولايات المتحدة، ويمكن أن المفاعل الجديد يوفر جزءا كبيرا من الطاقة الكهربائية التي تستهلكها مصر، حيث أدرك الروس أن الطاقة التي ينتجها سد أسوان سينخفض بسبب بناء السد الجديد.

 

وأكد موقع ميداه أن هذه التطورات لها تأثير كبير على الدبلوماسية الإقليمية، فالسيسي يريد الضغط على رئيس الوزراء الإثيوبي عن طريق إسرائيل، من أجل الحصول على شروط أفضل في بناء سد النهضة، وطبقا لكا كتبه تسفي بارئيل في هآرتس فإن مصر ترى أن إسرائيل لديها القدرة على التأثير على إثيوبيا، وإذا لم يمكنها منع بناء السد فإنها ستؤثر على الأقل في التنسيق بين مصر إثيوبيا لتوزيع المياه بطريقة من شأنها ألا تضر باقتصاد القاهرة.

 

ولفت تقرير ميداه إلى أن الإثيوبيين غاضبون مع مصر، بينما رئيس وزراء إسرائيل له علاقات جيدة مع إثيوبيا، لذا يمكن أن يكون بمثابة وسيط بين البلدين، موضحا أن الاقتراح المصري الذي يتعلق بمؤتمر السلام الإقليمي يهدف إلى تحييد المبادرة الفرنسية والحد من نفوذها في المنطقة، وجعل القاهرة تتجه نحو كسب علاقات طبيعية مع إسرائيل على حساب الفلسطينيين.

 

وأشار التقرير إلى أنه في عام 2015 كان محمد دحلان الوسيط بين مصر وإثيوبيا والسودان، الآن الوسيط هو نتنياهو، لذا حتى لو مبادرة السلام الإقليمية التي اقترحها السيسي لم تصمد، يمكن لإسرائيل أن تتوقع أنها ستظل حليفا للقاهرة عندما يتعلق الأمر بحركة حماس في قطاع غزة والحرب ضد داعش.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.