الرئيسية » أرشيف - المجلة » نوال السعداوي تسرد تفاصيل قصة ختانها المثيرة والمؤلمة وهي في سن السابعة

نوال السعداوي تسرد تفاصيل قصة ختانها المثيرة والمؤلمة وهي في سن السابعة

عادت الكاتبة المصرية نوال السعداوي إلى إثارة الجدل من جديد ولكن هذه المرة من خلال سرد تفاصيل قصة ختانها وهي في سنّ السابعة من عمرها.

 

وقالت “السعداوي”  “في السابعة من عمري تجمعت العائلة، قيدوني وكمموا فمي، وبالمشرط بتروا عضوا من جسدي، لم أعرف ما هو، كان الألم أكبر من قدرتي على المعرفة.

 

وأضافت في مقالها بصحيفة “الأهرام” يوم الأربعاء، والذي جاء بعنوان ”تجاربنا الشخصية جدا تغير العالم” ثم سقط الألم من ذاكرتي مع الزمن، لتطفو المعرفة بعد عشرين عاما على سطح الوعي، قمة جمل جليدي مخبوء بالألم والحزن والعار، تصورت أنني السبب في كل هذا، وبدأت تعفير جبيني في الأرض تكفيرا عن الذنب، طلبت العفو والغفران وكان الإثم مجهولا، راح الذنب وبقى الألم مدفونا، ثم دخلت كلية الطب، ورأيت الموت بحدقة عيني، سمعت صراخ الأطفال بأذني، وبدأ الحزن يطل من تحت الجبل، والألم ينزف من جديد”.

 

وتابعت السعداوي “أعادت رائحة الدم ذاكرتي للوراء عشرين عاما، طفلة ذبحوها ضحية العيد، وهم يغنون ويرقصون، وبدأت طبقات الجهل والعار تتساقط بالتدريج، بعد أن تراكمت في اللاوعي آلاف السنين، مفكرتي الطفولية السرية كنت أخبئها تحت مرتبة السرير، أكتب فيها أسرار العائلة الدفينة، نسيت أمي أحزانها وهي طفلة، ونسي أبي جرح ختانه بموس الحلاق، يحفر الكبار جروحهم في أجساد أطفالهم دون وعي، وقررت العائلة أن أكون طبيبة، أكسب المال والجاه مثل عميد الكلية، لكني كرهت الاطباء منذ الطفولة، فأمسكت القلم وفتحت جروحا مليئة بالوجع لا يفتحها المشرط، وأصبحت أنا سبب الوجع″.

 

وهاجمت السعداوي طبيبا مصريا عضوا بالبرلمان لقوله إن ختان النساء يحافظ على الأخلاق، مشيرة إلى أنه في هذه الأيام نرى النساء قائدات لأكبر دول العالم لم يتعرضن لعملية الختان، ويحتفظن في أجسادهنّ بالعضو المفسد للأخلاق حسب تعبيرها الساخر.

 

واستطردت “ومع ذلك نرى أنهن أكثر عفة من أزواجهنّ، وأكثر استقامة من نساء مختونات، وهل تنبع الأخلاق المستقيمة من بتر الأعضاء؟”.

 

وخلصت السعداوي إلى أن المخ أو العقل هو العضو الأول المهيمن على الرغبات والشهوات، مشيرة إلى أن الختان قد يؤدي الى إشعال الشهوة وليس إخمادها.

 

واختتم قائلة “تعلمنا الفصل بين حياتنا الخاصة والعامة، ونفعل في الخفاء ما يخجلنا في العلن، ولاشيء مثل الكتابة عن تجاربنا الشخصية لكشف الحقيقة وعلاج المرض”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.