الرئيسية » الهدهد » سياسي إسرائيلي: هكذا خدع السادات ومبارك المصريين بمظروف فارغ؟!

سياسي إسرائيلي: هكذا خدع السادات ومبارك المصريين بمظروف فارغ؟!

كشف دان بتير، المستشار الإعلامي لرئيسي الوزراء الإسرائيليين السابقين مناحيم بيجن وإسحاق رابين عن تفاصيل تتعلق بكواليس اتفاقية “كامب ديفيد” بين مصر وإسرائيل.

 

وفي مقابلة مع صحيفة “معاريف” العبرية، بمناسبة عيد ميلاده الـ85، تحدث بتير عن اللقاء بين رابين والملك المغربي الراحل الحسن الثاني وعدد من الأحداث التي سبقت دعوة الرئيس الراحل أنور السادات لزيارة القدس.

 

وقال “يعتقد الكثيرون خطأ أن كل شيء بدأ بزيارة السادات التاريخية للقدس؛ إلا أن هناك تحركات سبقت هذه الواقعة، إنني أتذكر الرحلات السرية لرابين، في أكتوبر 1976، وكان متنكرًا في زي عضو بفرقة البيتلز، لقد طار بشكل سري إلى فرنسا ومن هناك نقلته طائرة مغربية للرباط، ملتقيا مولاي الملك حسن الثاني”.

 

وردًا على سؤال الصحيفة: “هل حكي لك رابين عما كان يبحث هناك؟”، قال: “لقد طلب مشورة الملك حول أي من القيادات العربية يمكن أن يتحدث معه، لكن للمفاجأة لم يوصيه بالرئيس المصري الأسبق، لقد وصف السادات بأنه ضعيف جدًا، ونصح رابين بحافظ الأسد، الرئيس السوري”. وتحدث عن كواليس زيارة السادات لإسرائيل قائلاً: “في نوفمبر 1977، كنت منشغلا بالترتيبات الأخيرة للقيام برحلة إلى لندن؛ من أجل إعداد الأرض لزيارة بيجن التاريخية لبريطانيا، حينها جاء لي اتصال تليفوني من المذيع الشهير والتر كرونكايت، طلب مني الأخير أن أصله ببيجن، فسألته: لماذا، أجابني انه أنهى لتوه مقابلة بالأقمار الصناعية مع الرئيس السادات، قال له فيها الأخير: إذا تلقيت دعوة لزيارة إسرائيل فإنني سأتوجه الأسبوع القادم إلى القدس”.

 

وأضاف: “حينما قال السادات خطابه بمجلس الشعب وأعلن عن نيته الذهاب إلى إسرائيل من أجل السلام، كان الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات يجلس في الصف الأولى بجانب نائب الرئيس حينئذ حسني مبارك، وكان من بين المصفقين لخطاب السادات”.

 

وأضاف: “بمناسبة الدعوة التي بعث بها بيجن للسادات، والتي حملها السفير الأمريكي بإسرائيل صامويل لويس، عقد الرئيس المصري مؤتمر صحفيًا في الإسماعيلية، وتوجه في هذا المؤتمر لنائبه مبارك طالبًا منه رسالة الدعوة الإسرائيلية، ليعرضها أمام الشعب المصري والعالم، هنا شحب وجه مبارك وقال هامسًا: “ياريس لقد نسيت الرسالة في القاهرة”، رد السادات: “اعطني مظروفًا فارغًا”، صدق أو لا تصدق، كانت الدعوة التي لوح بها الرئيس المصري أمام الجميع مظروفًا فارغًا”.

 

وتابع: “بالمناسبة، مبارك كان هو صاحب اقتراح 19نوفمبر 1977 كموعد لزيارة السادات للقدس، لقد قال مبارك للسادات: “ستكون أنت القائد المسلم الأول الذي يصلي في المسجد الأقصى بعيد الأضحى”، أنا نفسي سألت السادات بعدها بعامين عندما زرته في قصر الرئاسة بالإسكندرية، كيف استجاب لبيجن بعد محاربته لجولدا مائير – رئيسة الحكومة الإسرائيلية- السابقة، وأجابني أنه بحث في تل أبيب عن قائد قوي يمكنه أن يمرر قرارًا بالسلام في المنظومة السياسية الإسرائيلية، وأنه وصل لاستنتاج أن هذا القائد سيكون من اليمين”. واستكمل: “لقد كشف لي السادات أيضًا متى نضج عنده قرار زيارة القدس، لقد كان هذا خلال رحلة من بوخارست إلى طهران، لزيارة الشاه، قال لي “عندما كنت في سموات تركيا، فوق جبال آرارات، جاءتني الرغبة أن أكون في القدس”.

 

وقال: “عندما وصل السادات للمطار، فكرنا أعيننا لكي نتأكد أننا نشاهد واقعا، وعند مد السجادة الحمراء، همس البعض “ما الذي يمكن أن يحدث إذا خرجت من الطائرة مجموعة من الانتحاريين المصريين وتقوم باغتيال كل النخبة الإسرائيلية؟”. وأضاف: “كانت النخبة هناك، وكان من بين المرحبين بالرئيس المصري، رئيس الأركان حينئذ موطه جور، الذي كانت لديه شكوك فيما يتعلق بالزيارة، قال له السادات مبتسمًا: “هل هذا فخ”؟، فأجاب موطه “نعم ياسيدي”، لكن الشيء الأكثر درامية كان حين وقف السادات بجانب جولدا مائير؛ كان لدى الاثنين حسابًا مفتوحًا منذ حرب 1973، عندما سألت نفسي من سيمد يده أولا، رأيت جولدا وهي تفعل هذا الأمر كبادرة منها، قالت للسادات: “انتظرت هذه اللحظة لسنوات عديدة”, فأجابها: “أنا أيضًا ياسيدتي” قالها بنغمة خجلة”.

 

وقال “نجاح كامب ديفيد اعتمد على تلاقي مصالح الدولتين والقيادات في القاهرة وتل أبيب؛ لقد خرج الجميع رابحين، إسرائيل حصلت على أول اتفاق سلام موقع منذ 1948 ومن أكبر دولة عربية، ومصر استعادت كل سيناء، لقد كانت الأجواء في كامب ديفيد رائعة جدا، تجولنا هناك مرتديين ملابس رياضية، بيجن تمشى بدون رابطة عنق، والسادات كان يلبس بدلة سفاري”.

 

وردًا على سؤال: ما رأيك في السلام البارد حاليا بين البلدين؟، قال بتير “كنت من بين هؤلاء الذين اعتقدوا أن السلام لن يتحقق بين القاهرة وتل أبيب، كما جرى بين الولايات المتحدة وكندا، الأمر المهم أنه منذ حدث هذا السلام لم تحدث حرب بين الجانبين وتم توفير العديد من الأرواح، منذ البداية كان واضحًا أن الكثير من المصريين لم يكونوا من منشدي السلام مثل السادات”.

 

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.