الرئيسية » الهدهد » لماذا يهاجم “تنظيم الدولة”  تركيا البلد المسلم؟

لماذا يهاجم “تنظيم الدولة”  تركيا البلد المسلم؟

كانت تركيا، لفترة طويلة، منارة للاستقرار في أوروبا والشرق الأوسط, لكن الآن، غرقت البلاد في دوامة من التوتر والأزمات الأمنية المتداخلة.

 

قبلت تركيا عددا كبيرا من اللاجئين السوريين، يقارب 3 ملايين شخص، وهي في الوقت نفسه تحت وطأة ضغط قوي من أوروبا لوقف تدفق المهاجرين والمجاهدين من جانب، وضغوطات الولايات المتحدة المسلطة عليها لمحاربة تنظيم الدولة، من جانب آخر.

 

في الصيف الماضي وتزامنا مع ذلك، انهار اتفاق السلام، الذي دام لعامين، بين تركيا والانفصاليين الأكراد؛ حيث نفذت الجماعات الكردية المسلحة أربعا من جملة ثمانية هجمات إرهابية وقعت في مدن كبرى غرب تركيا، منذ يوليو/ تموز عام 2015، في حين نُسِبت الأربعة المتبقية إلى تنظيم الدولة، هذه الهجمات التي تسببت في مقتل أكثر من 200 شخص في سنة واحدة.

 

حتى الآن، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع يوم الثلاثاء في مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول، الذي أسفر عن مقتل 42 شخصا على الأقل، لكن رئيس الوزراء التركي، ب علي يلدريم، قال: “إن الأدلة تشير إلى تنظيم الدولة”.

 

لكن السؤال الذي يَطرحُ نفسه، لماذا يستهدف التنظيم، تركيا، البلد المسلم؟ والأكثر إثارة للاهتمام هو تردد التنظيم في الدعوة إلى تنفيذ هجمات ضد تركيا بالمقارنة مع أماكن أخرى.

 

يقول عمر تاسبينار، الخبير في الشأن التركي في معهد بروكينغز، وهو مركز أبحاث في واشنطن: “إن موقف تركيا المؤيد للغرب وتعاونها مع الولايات المتحدة في إستراتيجيات مكافحة الإرهاب ضد التنظيم هو السبب الرئيسي لجعل تركيا هدفا لتنظيم الدولة؛ حيث إن معظم الطائرات الأمريكية التي تقوم بقصف التنظيم تُقلِع من القواعد العسكرية في تركيا”.

 

مع ذلك، لا تزال تركيا دولة مسلمة إلى حد كبير. ووفقا لتاسبينار، يعتبر ذلك سببا كافيا للجماعة المسلحة لعدم الجَهْرِ بالعداء لتركيا، ومن ثم عزوف الجماعة عن الإعلان عن مسؤوليتها في الهجمات التي نفذت على أراضيها.

 

يتهم منتقدون مؤسسات الدولة في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان بعد أن غضت الطرف لفترة طويلة عن تهديد تنظيم الدولة، بدلا من تصوير التشدد الكردي كتهديد وجودي لتركيا.

 

بالإضافة إلى ذلك، يلوم الخبراء أردوغان بسبب عدم قدرة تركيا على التوصل إلى اتفاق سلام مع جماعات مثل حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره تركيا وحلفاؤها تنظيما إرهابيا.

 

وفي هذا السياق، يضيف ‏تاسبينار “لقد كان يلعب لعبة شعبية وقومية في تركيا، وفي رأيي، كان هو السبب الرئيسي لانهيار المحادثات بين حزب العمال الكردستاني والحكومة التركية. الكثير من الناس في تركيا، ومعظمهم من التقدميين والعلمانيين، غاضبون بسبب تأجيجه الحرب مع الأكراد ولعب ورقة الأمن القومي لترسيخ سلطته”.

 

بالإضافة إلى ذلك، يقول منتقدو أردوغان “إنه يحاول تغيير نظام الحكم في تركيا، من نظام برلماني إلى نظام رئاسي، من أجل الانفراد بالحكم”.

 

انضمت تركيا مؤخرا للضربات الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم، ولكن لطالما اتهمت الدولُ الغربيةُ عضوَ حلف شمال الأطلسي بالتلكؤ في التعاون في الحرب.

 

“هذه هي المعضلة” يقول تاسبينار: “إن أكراد سوريا هم أفضل حلفاء للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم الدولة؛ فهم يمثلون القوات البرية التي لطالما احتاجها الغرب. ولكن المشكلة بالنسبة لتركيا هي أن هذه المجموعة الكردية، الموجودة شمال سوريا هي شقيقة حزب العمال الكردستاني، وهما أساسا الشيء نفسه، لذلك تعتبر تركيا ما تقوم به الولايات المتحدة هو عِبارة عن مساعدة تنظيم إرهابي لمحاربة تنظيم إرهابي آخر”.

 

“لا تريد تركيا أن تعتمد الولايات المتحدة على عدوها، مع العلم أن الولايات المتحدة غير قادرة على إيجاد قوة أخرى مستعدة لقتال تنظيم الدولة على غرار الأكراد”.

 

حان الوقت الآن ليهتم أردوغان بالتنظيم، فبسببه ”ماتت” السياحة في تركيا وتضرر بذلك الاقتصاد.

 

“نقلاً عن موقع بري- ترجمة وتحرير صحيفة التقرير”

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.