الرئيسية » تحرر الكلام » داعش تتبنى حرق طبخة أم الفوز و أبو الفوز يتوعد

داعش تتبنى حرق طبخة أم الفوز و أبو الفوز يتوعد

   ((عصر الخلافة وخرافة العصر))

سوف أدخل و بدون أي مقدمات في صلب الموضوع ، داعش !!!! بات هذا الإسم يتداول ليل نهار و في كل مناسبة و موضوع بسبب وبلا سبب ، اسم لم يكن أحد يتوقع أن تصل أهميته إلى كل أنحاء المعمورة ، و بات كل من يريد أن يبرر خطأ ما تسبب به أو فعل سيّء قام به بات يلقي باللائمة على داعش و انته الأمر ، و حتى جارتنا أم الفوز عندما سألها زوجها أبو الفوز ” ليش انحرقت الطبخة ؟ “، أخبرته و بدون تردد ،” داعش السبب !! ” ، هذه واقعة حدثت وليست من نسج الخيال، فكانت حُجة الحَجّة أم الفوز أنها سمعت بالتلفاز بينما كانت تعد الطعام عن قيام داعش بتبني تفجيرات جبلة و طرطوس و شدها الخبر فتابعت التفاصيل و باتت تحلل و تفكر و تقول في نفسها هذا العمل الخسيس من ترتيبات داعش مع النظام حتى يعطي لنفسه ولمواليه زخم و جرعة مخدر فيلتفون من حوله و يزيد ارتباطهم به كالمنقذ الوحيد لهم ، و يبدو أن تفكير أم الفوز و تحاليلها للحدث امتدا قليلا ، فكانت النتيجة الوخيمة احتراق طبخة المجَّدرة و انتهى الأمر بأبو الفوز” يطعمي أم الفوز علقة ساخنة و يقضيها بأكل نواشف ، مكدوس و توابعه ” ….

ولكن كيف حصل هذا ؟ كيف لهكذا تنظيم أن يبدأ من الصفر ، من العدم ، ويصبح خلال فترة وجيزة , قوة لا يُستهان بها و يُحسب لها ألف حساب و تهابها القوى العظمى قبل الصغرى في العالم ؟ ؟؟؟ و لماذا الأن في هذه المرحلة بالتحديد ، أقصد فترة الثورات العربية والربيع العربي ، فترة انتفاضة الشعوب العربية النائمة لمدة عقود على طواغيِّها و حكامها المستبدين ؟ ؟؟؟

إذا كانت داعش تهدف لتوحيد المسلمين تحت لواء الاسلام و ترتقي بهم إلى عصر الخلافة حيث كان الاسلام يحكم العالم ، بدعوته النبيلة لكل الناس لإعتناق الإسلام ، دين الرحمة و التسامح ، فلماذا نرى عناصرها يقترفون أعمال الاسلام منها برآء ؟ ، لماذا بعناصرها يقاتلون الثوار و كأنهم العدو اللدود لهم ، ويتناغمون مع النظام و شبيحته وقواته ؟ ، لماذا بعناصرها يستغلون كل فرصة سانحة لإبطال و تشويه كل تقدم يحرزه الثوار على أرض المعركة ؟ ، لماذا ولماذا و ما أكثر التساؤلات و الشبهات حول أجندة هذا التنظيم و ماهيته !!! ؟

مهما حاولنا البحث و التمحيص فكل المؤشرات تعود بِنَا إلى تحليل أم الفوز العفوي و اللاشعوري و الأكثر منطقيا ، فليس هناك داعي لمحللين سياسيين وخبراء عسكريين حتى يستوعب عقل المواطن العربي البسيط أن داعش خازوق دُقَّ في خاصرة الثورة السورية و استغله النظام و حلفائه بأفضل السبل لإظهار صورة النظام المدافع عن شعبه ضد التنظيمات الإرهابية ، فكانت النتيجة وخيمة على مستقبل الثورة الغامض والذي بات أكثر غموضا بتشرذم الفصائل المسلحة و إتساع الفجوة بين أطراف المعارضة .

إذا صَدَقَت أم الفوز ، ولو كلفها هذا الأمر خلاف بسيط مع بعلها أبو الفوز الذي تناول طبق المجدرة المفضل عنده في اليوم الثاني ، و عادت المياه إلى مجاريها . فمتى سوف يعود مسار الثورة السورية العظيمة التي قامت بالأصل لإجتذاذ النظام الفاسد و تأمين حياة حرة كريمة لشعب طالما انتظرها ؟ و متى سوف يقتنع الجميع معارضين و مؤيدين أن داعش و النظام وجهان لعملة واحدة ؟ ، فعصر الخلافة الواهم الذي تعد به ما هو إلا خُرافة هذا العصر المليء بالتاقضات و المفارقات .

فأتعِّظوا يا أُوُليِّ الألباب ! و اتحدوا يا فصائل المعارضة بشقيها العسكري و السياسي ! و قوموا من غفوتكم على قلب رجلٍ واحد هدفه الأوحد إسقاط النظام ! ولا تجعلوا من خلافاتكم الشخصية سبباً للحياد عنه ! ، هذا أمل أم الفوز و أبو الفوز و ملايين السوريين الأشراف بكم ، فلا تُخيبوا أملنا ، والله ولي التوفيق …

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.