الرئيسية » تقارير » إلى “السّيسي”: هل يستحقّ المتخابرون مع إسرائيل الإعدام؟

إلى “السّيسي”: هل يستحقّ المتخابرون مع إسرائيل الإعدام؟

“خاص- وطن”- شمس الدين النقاز-: بعد مدّ وجزر وانتظار طال أكثر من اللازم، قررت محكمة مصرية قيل إنّها والعهدة على من روى “مستقلّة”، إحالة أوراق 6 متهمين من بينهم 4 صحفيين لمفتي البلاد شوقي عبد الكريم علام، لاستطلاع الرأي الشرعي في إعدامهم، وذلك في القضية الّتي باتت تعرف إعلاميا بـ”التخابر مع قطر” والّتي يتهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسي رفقة آخرين.

 

القضاء المصري الشامخ الّذي لم نجد في وصف شموخه أيّ وصف مناسب رغم بحثنا في أمّهات كتب اللغة والبلاغة والأدب، حدّد جلسة 18 يونيو/حزيران للنطق بالحكم على كافة المتهمين، وعددهم 11 شخصا، ومن بينهم الستة الذين أحيلت أوراقهم إلى المفتي، وهم أربعة صحفيين يعملون بقناة الجزيرة وموقع رصد الإلكتروني، إضافة إلى مدرس جامعي ومضيف جوي.

 

التخابر مع قطر كانت التهمة الجاهزة، ولا نعلم حقيقة، كيفية هذا التخابر الّذي لا شكل ولا لون ولا طعم أو رائحة له، وما هي نتائجه العكسية على مصر خلال فترة حكم الرئيس المصري المعزول محمّد مرسي، بل لا نعلم أيضا تداعياته بعد الإطاحة بالرئيس المدني المنتخب، فهل كانت قطر سببا في انهيار الدولار أم في غلاء الأسعار أم في مقتل طالب إيطالي اختار مصر ليقوم بدراسات ميدانيّة تتعلّق بالدكتوراه الخاصة به والّتي كان موضوعها “دور النقابات العمالية المستقلة بعد ثورة 25 يناير”.

 

في الحقيقة نحن نعلم الإجابة اليقين وسنستأثر به لأنفسنا، لكن العديد من المصريين الطيبين لا يزالون حائرين بعد أن لبّس عليهم ثلّة من المهرّجين الّذين يطلق عليهم زورا وبهتانا إعلاميين وصحفيين، بل ومن المفارقة العجيبة أنّ هؤلاء الإعلاميين لم يرقبوا في نقابتهم الشامخة إلّا ولا ذمّة بل هاجموها ووصفوا أعضاءها بأبشع الأوصاف ونعتوها بأبشع النعوت لأنّها طالبت بحقّها الشرعي.

 

بعد محاكمة المتخابرين مع قطر والتمهيد لإصدار الحكم بإعدامهم، يبقى السؤال الّذي يجب أن يطرح على السيسي وزمرته، لماذا نسيتم محاكمة المتخابرين مع إسرائيل قبل أن تحاكموا زورا وبهتانا المتخابرين مع القطريين؟

 

عفوا أيها القارئ الكريم لقد استبقنا الأحداث فلنعد قليلا إلى الوراء، لماذا يا رئيس مصر وزمرته لم تكشفوا لعموم المصريين من هم المتخابرون مع إسرائيل، ثمّ تحاكموهم محاكمة عادلة تحترم المواثيق والمعاهدات الدولية الّتي كان يتبجّح بتطبيقها عبد الناصر والسادات ومبارك؟

 

الإجابة واضحة وسهلة للغاية ولا نظنّها تخفى عن القارئ العربي وإن كنتم تحاولون إخفاءها، إنّ المخابرات الإسرائيليّة معشّشة في قصوركم وفي دياركم وفي سياراتكم وربما حتى في دراجات أولادكم، ما تتحدثون به في الليل يكون في الصباح الباكر على مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي “نتنياهو” وليس هذا تأخّرا في وصول المعلومات إليه وإنّما مردّ هذا التأخير ضروريّ لتحليل المعطيات والبيانات الّتي ترسلها عيون إسرائيل المتواجدة في كلّ مكان تطؤها أقدامكم وأقدام عائلاتكم وأقربائكم، ثمّ بعد ذلك تتمّ صياغة المعطيات المرسلة في تقرير مخابراتي لا يعرف سرّه إلّا المسؤولون الإسرائيليون البارزون.

 

نعلم تمام العلم أنّكم تعلمون تمام العلم كما يعلم الجميع تمام العلم ناهيك أنّ الإسرائيلين يعلمون تمام العلم أنّكم مخترقون ومكشوفون ومفضوحون وبالنوم لا تشبعون وبالأكل والشرب لا تتلذّذون، همّكم قمع شعوبكم وكشف سترهم والتقرّب للدول الغربية بالتنكيل بهم.

 

كان من الأجدر برئيس يحترم نفسه ويحبّ شعبه أن ينهض بمصر ويجعلها دولة القانون والمؤسسات لا دولة القمع والظلم الّتي عادت بعد سنتين من الثورة الشعبية العظيمة إلى نفس الممارسات وهتك الحقوق وتناسي الواجبات.

 

يا رئيس مصر ويا قضاتها ويا مفتيها ويا جلّاديها، لن ينفعكم الموساد ولا أجهزة المخابرات التي تعشّش في كلّ جزء من قصوركم، ولن تشفع لكم قرابينكم وأعمالكم عندما يأتي أمر الله المقضيّ الّذي سيطبّقه الشعب المصريّ عاجلا أم آجلا ولكم في أسلافكم العبرات، فالظلم ظلمات ودولته مهما طالت فلن تتجاوز الساعة في حين ستظلّ دولة العدل المنشودة من قبل المصريين إلى قيام الساعة.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.