الرئيسية » تحرر الكلام » بين الأزهر الشريف والنجف الأشرف

بين الأزهر الشريف والنجف الأشرف

من اجل القليل من فتات الحرام تحت ولائم الغرب الحقود على درة امتنا الثمينة,يتسلل على مجتمعاتنا زمر وعصابات كرهت فينا روح الصمود,و نبل التمسك بالأصالة العربية, متتبعه مقالب الغدر المحملقة من وراء أجفان الحسد و الغيرة من ثرواتنا و عمق تاريخنا و نفيس غنى تراثنا .

ستبقى جعب الفتن العربية مليئة بالسهام السامة التي ترميها دمى ابالسة الجحيم الى صدر امتنا ما دام في شرقنا طوائف من الناس تتطوع كي تكون سيوفا لحماية جنود الظلم وحراباً مرتزقة تدافع جهراً عن وجود الاحتلال,وشيع فكرية حائرة السبيل تتكتل سائرة مع سواد بخار عجلة الشر الفكرية التي حولت بكيد غدرها الارادة الدولية الى قرصان مارق يخفي شناعة جرائمه تحت ظلال اشرعه فلك الحريه,وجلاداً يمسك بدفه مركب الديمقراطية المبحرة بميوله الخبيثة الى اقطارنا لتحولها الى ساحات شقاء من نار ومستقبل اجيالنا الى رماد و دمار.

هل يسمع حاملي جعب الفتن و خونة العهود  صراخ الأجيال القادم من اعماق اعماق أنين ويلات الغدر والحروب,و ضجيج الات الموت التي ما زال صداها يرن صريحاً داخل ذاكرة آذاننا,المتجسد امام ابصارنا باعوام المصيبة التي تجرنا من النكبات الى النكبات وتجرفنا بتيارات الخوف بأصابع الموت الى اعماق هول الفتن الطائفيه والشعوبية من محيط السذاجة والجهل حيث يقتل الأبن أباه و يهلك الأخ أخاه ويفتكك الصديق بصديقه,ونحن على حافة الفناء واقفين بزهل واستغراب ننتحب ببحر دموعنا لمشاهدة هول احداث مصائبنا,ندفن بايادينا بدون انقطاع اهلنا و نلحد اطفالنا في شدة الدجى في قبور جماعية حفرتها معاول صفوية بسواعد ونوايا دول الغرب,و عمقتها حوافر خيول اصحاب الفتن وكفنتها خسة عمائم تجار الحروب .

الم يكن الشريف بيننا عزيزاً والمخلص سيداً ومحارب الاحتلال الاجنبي مكرماً ومقاوم الباطل بطلاً ؟

فأين كانت تلك العمائم الملتفة فوق هامات الواعظين  المنسابة حول مقامات و ضرائح الشرفاء عندما كان الطيب طيباً والكريم كريماً ورافع راية الحق و الوطنية معزاً محترماً .

بل اين هي تلك العمائم الصفوية و الشعوبية اليوم عندما صارت الجريمة تحت مظلة منظمة دولية والاضطهاد شرعية دينية وتدمير الوطن وبيع ثرواته للذين لا يضمرون لشعوبنا الصامدة الا المشقة والعذاب ولا يتمنون لأمتنا المجيدة الا التفكك و الانحطاط و الاضمحلال؟

كيف نسكت على جرائم من خرجوا من أوكارهم و حولوا مقامات الائمة ومراقد شرفاء الامة الى منارات للدسيسة بين اقطارنا وسرادب صمت عمالة وهسهسه لدوائر الاعداء والمتأمرين؟حتى أتوا على اريافينا و دمروا مدننا و قُرانا و لعقود ازاقوا اجيالنا طعم علقم المر عجبا.

كيف نسير خلفهم على خطى الشقاء طائعين كقطعان الانعام عمياناً,و ها نحن امام هول الموت لا حول ولا قوة،تحركنا افتراءتهم على اخوتنا نلوك الفتن ونجتر الشرور، وكلما امعنا النظر الى فتن عمائمهم واصغينا الى النغم الجديد القادم من اعماق صدى خبايا قلوبهم و وشوشة وساوس مواعظهم نجدهم مع الاحتلال اخوة و أحباء ولفة بالطريق وصحبة بالمصالح وعسكراً في خنادق الغزاة و المحتلين ؟

هل نجمدُ كالأغصان اليابسة في مهب رياح نير الغرباء و نرتجف زبولا امام عواصف الاقرباء,الى ان نبتلي بامواج امسنا,ونلبس قميصاً ليس من مقاس بيئتنا او (طربوش) خيوطه ليست من صنعة شمائلنا أو نتركهم للدهر يتربص مصائرهم،لكي نُشبع مطامع عاهرات ساسة الغرب اللواتي لا تكفيهن كنوز الزمان ولن تشبع رغائبهن جرار خزائن الاجيال و لو رصفنا بالدر سبل أعمارهمن و أيامهمن بقصور من صور الأحلام.

تباً لكم قادة شعوب خونه حكام و كهنة وعمائم طيشاء ضللة,لو حقاً ان نهر الحكمه عميقاً ينساب متدفقاً في زوايا قلوبكم لتفتحت ابواب المحبة و الاخاء بينكم,و فردتم جناح المساواة بين شعوبكم ولكنتم طرحتم الكراهية جانبا و البغضاء بعيداً ونبزتم الغيرة الطائفية و الاستعلاء الشعوبي!

لو ان ذرة ايمان كانت تختبئ تحت عباءات شيوخ الازهر او مثقال خردلة تشيع نُسجت بين طيات عمائم قم و النجف لاتعظوا بما يعظون و لنصروا الحق للحق,ولو هذا حالنا مع الحق لشربنا رحيق الوجود نحن وانتم واجيالنا من ينبوع كوثر فردوس الرسل و رغد جنان الأنبياء( عليهم السلام) على عتبات هياكل الإلهام و معابد الأحلام,ما هو اغلى واسمى مما لوثته آثام فعال ايادي المحتلين وما وسخته أسان لهاث انفاس المتربصين لوجودنا و وحدة امتنا و صفوة عقائدنا و طهارة رسالاتنا.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.