الرئيسية » الهدهد » ريجيني ومن يضحك أخيراً: بينما يُصعّد الإيطاليون ..”السيسي” وزمرته يتضاحكون!

ريجيني ومن يضحك أخيراً: بينما يُصعّد الإيطاليون ..”السيسي” وزمرته يتضاحكون!

(خاص – وطنشمس الدين النقاز) في الرابع من شهر فبراير الماضي، عثرت قوات الشرطة المصريّة على جثّة الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، وعليها آثار تعذيب، والذي كان قد اختفى في القاهرة يوم الـ 25 من يناير، ومنذ ذلك الوقت نشبت أزمة دبلوماسيّة بين البلدين لم تهدأ إلى حدّ هذه اللحظة بسبب عدم الثقة بين الجانبين.

 

ففي تطوّر جديد، قالت وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء الخميس إن اللاعب المصري محمد صلاح يعتزم عدم إكمال عقده مع روما إذا استمرت قضية ريجينى بلا حل، لأنه لن يقبل أي تطاول أو إهانة لمصر من قبل الإيطاليين وذلك في إطار ردّه على إعلان لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان الإيطالي، أن لاعبي كرة القدم بدوري الدرجة الأولي والثانية في البلاد، سيرفعون لافتات للمطالبة بكشف حقيقة مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني.

 

لكن وبعد دقائق من انتشار هذا الخبر، نفى نادي روما الإيطالى ما تردد في وكالة “سبوتنيك”، حول إمكانية قيام الدولي المصري محمد صلاح، بفسخ تعاقده مع “الذئاب” حال تعرض مصر للإهانة من جانب الجماهير الإيطالية، بسبب قضية “ريجينى”، وذكر موقع “لاروما 24” المنتمي لنادي روما، أن وكيل أعمال محمد صلاح وإدارة “الذئاب” تنفي ما تردد حول نية “الفرعون المصري” فسخ تعاقده مع النادي.

 

وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية “إنسا”، أن أندية الدوري الإيطالية بالدرجة الممتاز والثانية ستقوم برفع تلك اللافتات خلال المباريات التي ستقام خلال الفترة من 23 – 25 أبريل الجاري، ومن ضمن تلك الأندية التي ستشارك في تلك الحملة، فريق روما المحترف ضمن صفوفه الدولي المصري محمد صلاح.

 

توصّلنا إلى معلومات هامّة حول مقتل ريجيني

وفي الجانب المصري، واصلت الجهات القضائية المصريّة تطميناتها للجانب الإيطالي، حيث قالت مصادر قضائية إن فريق التحقيقات في جريمة مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، توصل إلى معلومات هامة في القضية ربما تقود للجناة المتهمين بارتكاب الجريمة، لافتة إلى أن النيابة العامة تفرض السرية الكاملة على تلك التحقيقات وتواصل جمع كافة الأدلة حول الواقعة.

 

وأوضحت المصادر في تصريحات إعلاميّة أن النائب العام نبيل صادق، عقد الخميس، عددا من الإجتماعات واللقاءات مع فريق النيابة العامة المكلف بالتحقيقات فى جريمة مقتل الشاب الإيطالي برئاسة المستشار مصطفى سليمان لمتابعة تطورات التحقيقات.

 

كما أكدت المصادر أن فريق التحقيقات يواصل تعاونه مع الجانب الإيطالي لكشف لغز الجريمة والوصول إلى الجناة وتقديمهم للمحاكمة.

 

وكشفت المصادر أن فريق التحقيق يفحص مكالمات المجني عليه وعلاقاته سواء مع المصريين أو الأجانب ويقوم فريق من رجال الشرطة ببحث كافة المشتبه فيهم وفحص علاقات “ريجينى” للوصول إلى الجناة.

 

وزعمت المصادر أن فريق التحقيقات توصل إلى معلومات مهمة في القضية ربما تقودهم للجناة المتهمين بارتكاب الجريمة، مشيرة إلى أن النيابة جددت طلبها بضرورة الإطلاع على الملفات التي عثرت عليها السلطات الإيطالية علي جهاز الحاسب الآلي الخاص بالشاب الإيطالي وبلغت 596 ألف و751 ملفا وقالت السلطات الإيطالية إن عدد كبير من الملفات مشفرة برقم سرّي خاص.

 

الإعلام الغربي يهاجم السيسي

وفي سياق متّصل بقضيّة ريجيني، لام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وسائل الإعلام الإجتماعية والصحافة على انتشار الإتهامات بأن قوات الأمن المصرية عذبت وقتلت الباحث الإيطالي الشاب جوليو ريجيني.

 

وأشارت صحيفة “فايننشال تايمز” إلى أنّ خطاب السيسي الأربعاء في “لقاء الأسرة المصرية” كان خطابا مطولا ودفاعيا يوحي بأنه فقد أعصابه من كم الإنتقادات المحلية والدولية حول مقتل ريجيني.

 

وألمحت الصحيفة البريطانية إلى قوله بأن “أعداء” لم يحددهم كانوا يستغلون وسائل الإعلام الاجتماعية للتحريض على سقوط مصر بنشر الشكوك حول قيادته وزرع الفرقة بين المواطنين.

 

وترى الصحيفة أنه من غير المحتمل أن ينهي خطاب السيسي الجدل حول وفاة ريجيني التي سببت غضبا عارما في إيطاليا ودفعت الحكومة لاتخاذ إجراءات، حيث استدعت سفيرها في القاهرة بعد رفض المسؤولين المصريين تسليم سجلات مكالمات هاتفية طلبها المحققون الإيطاليون.

 

كما أكّدت أن السيسي رفض ضمنيا مزاعم تورط أجهزة الأمن في وفاة ريجيني، وركز بدلا من ذلك على من وصفهم بـ”الأشرار” -في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها محمد مرسي الرئيس المنتخب الذي أطاح به السيسي عام 2013- متزعما الهجوم على الإعلام الاجتماعي.

 

ومن جانب آخر، رأت وسائل الإعلام الإيطالية في خطاب السيسي رفضا جديدا لمطالب روما بمزيد من المساءلة عن وفاة ريجيني.

 

وقالت صحفيّة بارزة بصحيفة “كورييري ديلا سيرا” الشهيرة كما نقلت عنها “فايننشال تايمز” “بهذا أغلق الباب في وجهنا وانتهت المباراة”.

 

وأضافت “إرادة الجنرال ألا يقدم لنا أي مساعدة للوصول إلى الحقيقة في هذه الجريمة وفي التعذيب الذي تعرض له الباحث الشاب”. وطالبت روما بالمزيد من الإجراءات العقابية ضد مصر.

 

وتابعت “فايننشال تايمز” أن جزءا كبيرا من خطاب السيسي هدفه تخفيف حدّة الغضب الشعبي من الإعلان المفاجئ عن تسليم جزيرتي تيران وصنافير بالبحر الأحمر إلى السعودية بحجة ملكيتها لهما بموجب اتفاق لترسيم الحدود البحرية بين البلدين.

 

وختمت الصحيفة بتوجيه السيسي الخطاب للشعب المصري والإعلام بالتوقف عن مناقشة هذا الموضوع، معتبرا أن هذا “الحديث الجامح” “يضر بالبلد، أقسم بالله”.

 

روما تدرس اتخاذ خطوات تصعيديّة ضدّ مصر

وفي سياق متصل، أكدت وكالة “أنسا” الإيطالية أن روما تدرس اتخاذ خطوات جديدة للضغط على مصر لكشف حقيقة مقتل الطالب جوليو ريجيني بالقاهرة وذلك بعد سحب سفيرها من القاهرة على هامش التوتر في العلاقات بين البلدين.

 

وأشارت الوكالة الإيطالية إلى نفي الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطابه، الذي ألقاه الأربعاء، تورط قوات الأمن في مقتل ريجيني، مشيرة إلى أن الروايات السابقة التي قيلت عن سبب مقتل ريجيني لم تكن صادقة.

 

وكانت صحيفة “الجارديان” البريطانية، رجحت أن تستسلم مصر لطلب إيطاليا الخاص بتسليمها سجلات هواتف المحمول فيما يخص قضية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني والتي تسببت في توتر العلاقات بين البلدين.

 

وأشارت “الجارديان” إلى أن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي الأربعاء، والذي رأت فيه دفاعا عن مصر في تعاملها مع القضية فضلا عن نفي ضمني لتورط قوات الأمن المصرية في مقتل ريحيني.

 

وسائل الإعلام التي تحدّث عنها الرئيس المصري لن يهدأ لها بال حتّى يتمّ كشف الحقيقة، حيث علّقت صحيفة نيويورك تايمز، في افتتاحيتها الخميس، على زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى مصر قائلة “إن زيارة أولوند لمصر الإثنين المقبل تمثل تحديا لقرار البرلمان الأوروبي بشان قضية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني.

 

وأضافت الصحيفة أن هناك صمت فرنسي “مخز” تجاه قضية ريجيني.

 

وأشارت النيويورك تايمز إلى أن إيطاليا طلبت من حكومات أوروبية الضغط على مصر بسبب عدم التقدم في تحقيقات مقتل ريجيني.

 

وقالت الصحيفة إن اتفاقية الأسلحة التي تعتزم فرنسا توقيعها مع مصر تتحدى القرار الذي تبناه البرلمان الأوروبي الشهر الماضي، والذي يدعو إلى حظر واسع لأي شكل من صادرات المعدات الأمنية والدعم العسكري لمصر في مواجهة مقتل ريجيني “وسط مناخ يسمح بإفلات الجناة من العقاب”.

 

واعتبرت الصحيفة أن عدم الالتزام بهذه الإجراءات “يعطي الضوء الأخضر للمزيد من الوحشية من قبل نظام السيسي”.

 

جدير بالذكر أن عشرات المصريين كانوا قد قضوا في ظروف غامضة داخل السجون المصريّة وداخل مراكز الإيقاف خلال سنوات حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولم يتفاعل مع قضاياهم العالم ولم يطالب بكشف الحقائق الخفيّة.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.