الرئيسية » تقارير » “وثائق بنما”.. التونسي محسن مرزوق أوّل “المورّطين” و”ميليشياته” تضيف اسم “المرزوقي” وتتوعّد الناشرين

“وثائق بنما”.. التونسي محسن مرزوق أوّل “المورّطين” و”ميليشياته” تضيف اسم “المرزوقي” وتتوعّد الناشرين

“خاص- وطن”- وأخير كشف النقاب عن أوّل اسم تونسي مورّط في قضيّة “وثائق بنما”، حيث كشف موقع “إنكفادا” الاستقصائي، الذي شارك ضمن 109 وسيلة إعلامية حول العالم في التحقيق في “وثائق بنما” المسربة والتي فضحت عديد الشخصيات العالميّة الذين تورّطوا في تهريب الأموال، في ساعة متأخّرة من مساء الإثنين أن القيادي المستقيل من حزب نداء تونس محسن مرزوق كان من أول أسماء التونسيين الذين كشفتهم وثائق بنما .

 

وأوضح موقع “إنكفادا” أن محسن مرزوق مدير الحملة الإنتخابيّة للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي وأحد مؤسسي حزب “نداء تونس”، كان قد اتصل عبر البريد الإلكتروني بمكتب المحاماة “موساك فونسيكا” المعني بكل “أوراق بنما” في شهر ديسمبر سنة 2014 من أجل السؤال عن كيفية تكوين شركة استثمار مالية غير موطنة “أوفشور” لتحويل أموال وتهريبها إلى الخارج دون تتبعات ضريبية.

 

وحسب الوثائق المسربّة والبالغ عددها 11 مليون وثيقة، فانّه وبحسب الوثائق الّتي ورد فيها اسم مرزوق، فإنّ الأخير كان قد طلب معلومات لإنشاء شركة “أُفشور” تحت اسم “MM Business” أثناء إشرافه على الحملة الإنتخابية للسبسي سنة 2014، وذلك لتحويل أموال وتهريبها إلى الخارج دون تتبعات ضريبية، وتساءل مرزوق عن إمكانيّة أن ينقل سياسي تونسي جزءا من نشاطه إلى الخارج وتأسيس شركة “أُفشور” خاصّة به وإدارة الأعمال الدولية.

 

وأضاف الموقع أنّ مرزوق كان قد تلقّى إجابة من مكتب المحاماة لتوضيح الإجراءات والشروط اللّازمة لبعث هذا النوع من الشركات في شهر أبريل 2015، وعمد مكتب المحاماة حسب ما ورد في موقع “إنكفادا” إلى طرح أسئلة على محسن مرزوق للتثبت من هويته ومعرفة وضعيته وما يريد أن يفعله بالضبط.

 

وقال موقع “إنكفادا” إنّ محسن مرزوق كان قد أجابهم معرّفا بنفسه كمقيم في تونس يسعى إلى خلق شركة غير موطنة للإستثمار وأعلم مكتب “موساك فونسيكا” أنه يريد مزيدا من المعلومات عن تكوين الشركات وعن تعريفة الخدمات في هذا المجال.

 

وأجاب المكتب فوريا على محسن مرزوق وعين له مستشارا لمتابعة الملف وبعث له عددا من الوثائق منها وثائق تعريفة تكوين الشركة التي تناهز مبلغ 1350 دولارا فقط، لكن يبدو أنّ محسن مرزوق غيّر رأيه ولم يعاود الإتصال أو الإجابة على رسائلهم الإلكترونيّة، حسب ما نشره الموقع.

 

يذكر أنّ “موسيكا فونسيكا” هو مكتب محاماة “بَنَمِي” يعمل بعيدا عن الأضواء، وتضم لائحة زبائنه شخصيات بارزة من مشاهير وسياسيين ولاعبي كرة قدم اختصّوا في قضايا التهرب الضريبي.

 

وكشفت الوثائق المسرّبة أنّ أكثر من 140 مسؤولا سياسيا وشخصية عالميّة هربوا أموالا إلى ملاذات ضريبية مثل الجزر العذراء البريطانية أو دول في المحيط الهادئ.

 

قرصنة موقع “إنكفادا” من قبل “ميليشيات” محسن مرزوق

وبعد دقائق من نشر التحقيق الإستقصائي عن محسن مرزوق، أفاد موقع “إنكفادا” أنّه يتعرض لعملية قرصنة ممنهجة يتم خلالها إدراج أسماء سياسيين تونسيين في التحقيق في حين أن الإسم الوحيد الذي تم إدراجه ضمن التحقيقات التي تم نشرها يتعلق بمحسن مرزوق إلى حد الآن نافيا نشر أي اسم غيره.

كما أعلن المشرفون على الموقع عن تعرّضهم لهجمة إلكترونية مضيفين أنّ المخترقين تمكّنوا من نشر معلومات مغلوطة باسمهم، في إشارة إلى ما تمّ تداوله عن تورّط رئيس الجمهوريّة السابق المنصف المرزوقي في تهريب الأموال.

 

وفي سياق متّصل نفى المنسق العام لمشروع حركة تونس محسن مرزوق ما ورد على موقع “إنكفادا”، و قال مرزوق في تصريح لموقع “أرابسك” متسائلا “كيف بإمكان سياسي مقيم بتونس يعمل من أجل المصلحة العامة أن ينقل جزءا من نشاطه إلى الخارج”.

 

كما أكّد مرزوق أنه يتحدى موقع “إنكفادا” بأن ينشر الرسائل الإلكترونية التي تحدث عنها مشيرا إلى أنه سيلجأ إلى القضاء وأنّ هذه الحملة هي من الحملات المسعورة التي تنفذ ضده مهدّدا في الوقت نفسه كل من نشر وأعاد نشر هذا الخبر بأنّه يتحمل مسؤوليته أمام القضاء.

 

كما أفاد مرزوق أنه اتصل بكبار الصحفيين العالميين الذين ساهموا في التحقيق ونفوا بدورهم وجود اسمه في “وثائق بنما” المسربة.

 

وفي سياق متّصل نفى الأستاذ الهاشمي محجوب محامي محسن مرزوق، المنسق العام لحركة مشروع تونس، ما تمّ تداوله بخصوص علاقة مرزوق بمكتب المحاماة البنامي، موساك فونسيكا Mossack Fonseca، مؤكدا أن محسن مرزوق لا علاقة له بمكتب المحاماة المذكور.

 

و طالب الأستاذ الهاشمي محجوب موقع “إنكفادا”بتقديم ولو مؤيد مادي وحيد حول علاقة مرزوق بهذا الموضوع، مشيرا إلى أنهم متمسكون بتتبع كل من ثبت تورطه في هذه الإساءة عبر نشر أخبار زائفة.

 

وبعد اختراق الموقع من قبل ما قيل إنّها “ميليشيات” محسن مرزوق، كان الموقع قد أشار إلى أنّ الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي أسس شركة “خدمات عقارية” سنة 2013 تولى تسجيلها لفائدته شركة المحاماة “موساك فونسيكا”، مبينا أن المرزوقي تلقى في سنة 2014 مبلغا يقدر بـ36 مليون دولار لحساب هذه الشركة من مؤسسة قطرية.

 

المرزوقي يردّ على الإتّهامات

وفي هذا السياق وفي أوّل ردّ منه، قال المرزوقي عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” إنّ “غرفة العمليات تريد تحويل الأنظار وزجي في قضية “بناما بايبيرز” بما يثير الإزدراء. بالطبع الأمر كذبة مفضوحة تضاف لقائمة الأكاذيب الطويلة التي لفقت ضدي. القضاء سيقول كلمته والتحقيق في الأسماء الحقيقية يجب أن يبدأ الآن.”

 

من جهته أكّد عدنان منصر الأمين العام لحزب حراك تونس الإرادة الّذي يترأسه المرزوقي على صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك” أنّ “موقع انكيفادا وقعت قرصنته وإدخال محتوى مزور، والمضمون الوحيد الذي نشره الموقع بناء على الوثائق هو مضمون يخص فقط محسن مرزوق. هذا ما تقوله انكيفادا. لم ننتظر ذلك لنعرف أن الهدف من الزج باسم منصف المرزوقي كان وراءه المجرمون الحقيقيون الذين يريدون التغطية على جريمتهم. لهؤلاء نقول: هزمناكم بصدقنا ونظافة أيدينا وهزمتكم خياناتكم وجشعكم. للأصدقاء المزيفين الذين كانوا ينتظرون إشاعة منحطة ليصدقوها: كم أنتم منحطون. نقف مع المرزوقي لأنه نظيف، وسنبقى حوله ومعه إلى أن يطوي الله هذه الأرض وما عليها ويطوي معها لؤمكم وخياناتكم. إلى اللقاء في الإشاعة القادمة والجريمة القادمة والخيانة القادمة.”

وأضاف منصر مستدلّا على كلامه بآيات قرآنيّة من سورة التوبة “لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ.”

مرزوق أراد نزع النقاب فنزعت وثائق بنما النقاب عنه

وعن هذا التحقيق الإستقصائي الّذي نشره موقع “انكفادا” علّق الإعلامي التونسي سمير الوافي على ورود اسم محسن مرزوق في “وثائق بانما”، قائلا في تدوينة له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” إنّ أول المشاريع التي نادى بها مرزوق كانت نزع النقاب وهو ما سانده فيه الكثيرون لتأتي وثائق باناما وتنزع النقاب عنه وبمباركة جماعية.

 

وأضاف الوافي أنّ المعلومات المتوفرة عن شخص محسن مرزوق قليلة وغير معروفة “وفجأة تظهر محاولات اتصاله ببنما بحثا عن جنة ضريبيّة لأمواله التي لا يُعرف مصدرها”، وفق تعبيره، مُشيرا إلى أن أموال من يبحث عن هذه الجنة هي أموال ليست سليمة وواضحة، حسب قوله، مؤكّدا أنّ “أصحابها هاربون من الرقابة والقوانين الجبائية والسين والجيم، وعادة ما تكون مصادر أموالهم غامضة لذلك يخافون عليها من الوضوح والقيود والرقابة والمحاسبة”.

 

وأوضح الإعلامي التونسي مقدّم برنامج “لمن يجرؤ فقط” أنّ مُجرّد الإتصال المتكرر ببنما بحثا عن ملاذ مالي يثير الأسئلة حول المتصلين، متابعا “أنت اليوم سياسي بارز تتحدث كثيرا عن الفساد وتتهم غيرك به، إذن فخير المصلحين من بدأ بنفسه”.

 

وعبّر سمير الوافي عن أمله في أن يكون التحقيق في هذا الملف تحقيق جدي ولا يكون مصيره كمصير ملف الأموال المهربة إلى البنك السويسري، راجيا أن يضرب القضاء بقوة وسرعة كما فعل “في قضايا فارغة ومفتعلة”، وفق تعبيره.

 

وتابع سمير الوافي “لقد سقط نقابك قبل سقوط نقاب الغير يا زعيم”.

 

ويعتبر السياسي محسن مرزوق من المحسوبين على اليسار المتطرّف المعادي للإسلاميين في تونس، وهو ما كان سببا في استقالته من حزب نداء تونس الّذي تحالف مع حركة النهضة المحسوبة على الإسلاميين.

 

يذكر أنّ صحيفة Suddeutsche Zeitung الألمانية كانت قد تحصّلت على “وثائق بنما” من شركة المحاماة التي شاركتها مع الإتحاد الدولي للصحفيين المحققين ICIJ.

 

وقامت 107 وسيلة إعلامية دولية متنوعة ما بين صحف كبرى وقنوات تلفزيّة من 78 بلداً بتحليل هذه الوثائق ونشر نتائجها، بالإضافة إلى تخصيص موقع ويب على موقع الإتحاد يمكن من خلاله معرفة كل التفاصيل والرسوم البيانية التفاعلية والمستندات والأدلة.

 

وتم تسريب 11.5 مليون وثيقة سرية يصل حجمها إلى 2.7 تيرابايت من البيانات. تحوي تلك الوثائق معلومات مفصلة عن 210 ألف شركة ظل تتخفى في 21 بلداً وولاية حول العالم.

 

وتغطي هذه الوثائق جميع التفاصيل التي أجرتها 140 شخصية سياسية ورئاسية على مستوى العالم من أكثر من 50 بلداً خلال فترة زمنية ترجع إلى 40 سنة.

 

كما تتنوع الوثائق ما بين رسائل بريد إلكتروني وفواتير ومستندات وتفاصيل حسابات مصرفية وصور جوازات سفر ومعلومات من قواعد بيانات الشركة وغيرها تكشف كيف قامت الشخصيات والشركات بالمخالفات عبر استخدام شركات “الأوف شور” لتسهيل دفع الرشوة، وعقد صفقات شراء الأسلحة، والتهرب الضريبي، والإحتيال المالي وتهريب المخدرات.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.