الرئيسية » الهدهد » إصلاح التعليم في تونس: جدل كبير بشأن قرار إجبار الأساتذة على تدريس سيرة “بورقيبة”

إصلاح التعليم في تونس: جدل كبير بشأن قرار إجبار الأساتذة على تدريس سيرة “بورقيبة”

(خاص – وطن) قال الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي، لسعد اليعقوبي، أن وزارة التربية فرضت في منشور لها على الأساتذة تدريس السيرة الذاتية للرئيس الراحل الحبيب بورقيبة.

 

وعن تفاصيل هذه الوثيقة الإدارية الصادرة عن وزارة التربية بخصوص “تخصيص حصّة لإحياء ذكرى وفاة الزعيم الحبيب بورقيبة”، تنص المذكرة على تكليف مدرّسي مواد التربية المدنية والتاريخ والجغرافيا بـ”تخصيص حصّة يوم 6 أبريل 2016 لإبراز دور الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة في مقاومة المستعمر واستقلال البلاد.

 

كما ذكرت الوثيقة أمثلة من “أبرز محطات مسيرة الزعيم الحبيب بورقيبة التي يمكن للمدرسيّن التوقف عندها و ختمت بالدعوة إلى إيلاء الموضوع ما يستحقّه من عناية فائقة نظرا لأهميته”.

وفي هذا السياق قال الكاتب والباحث في الحضارة الحديثة عادل الحاجي في مقال له بعنوان “وزيرنا الحريص على التربية والتعليم: فلنترك بورقيبة لحقيقة التاريخ لا لزيف التعليمات” “وزيرنا الحريص على التربية والتعليم، دع كتب التاريخ تقل عنك في مناقبك أنك لم تخضع المدرسة في عهدك للإيديولوجيا أو الشعبوية وكسب ود الناس على حساب التعليم وجودته. سيدي الوزير أليس الأحرى بك أن تكون وفيا لابن خلدون القائل إن « التاريخ في باطنه نظر وتحقيق » وأنت أعلم بباطن قرارك وما يرمي إليه والأكيد أن المؤرخين ومعاصريك يعون باطن قرارك ومراميه وهي غير خافية. سيدي الوزير أغرك نصب تمثال بورقيبة مقابلا لتمثال ابن خلدون لتعتدي على قول المؤرخ لصالح الإعلاء من السياسي فانتصر بذلك في داخلك السياسي النفعي على المؤرخ الوفي للعلم؟”.
وأضاف “أخيراً سيدي الوزير أخبرك أن الكثير من الأساتذة كانوا يرفضون تلاوة بيان السابع من نوفمبر أو مناقشته في زمن بن علي ولم يدعوا يوما أنهم أبطال يومها.فقد كان درعهم الذي يقيهم هو اتحاد حشاد الذي كان يدافع عنهم إن حاول بعض الوشاة الكيد لهم والتبليغ عن رفضهم تلاوة البيان. أرأيت لقد كانوا يحتمون بمبادئ حشاد حريصين على استقلال المدرسة وعدم توظيفها. لقد حماهم حشاد واتحاده من توظيف المدرسة في حين كان بن علي يستعمل نموذجا يعود للعهد البورقيبي يقوم على توظيف كل شيء حتى المدرسة لخدمة الحاكم. أليس حشاد أولى وقتها بحصة درس ؟ولكننا نرفض ذلك ونطلب أن يدرس تاريخ حشاد تدريسا موضوعيا.”

 

وفي سياق ردّها على وزير التربية أصدرت النقابة العامة للتعليم الثانوي في تونس الجمعة، بيانا قررت فيه تعليق الدروس بداية من يوم الأربعاء القادم 6 أبريل في كافة المدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية. ويتزامن هذا التاريخ مع ذكرى وفاة الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة.

 

ويأتي هذا القرار على خلفية ما أسماه البيان بتكرّر الإعتداءات التي تستهدف الإطار التربوي وبسبب ما اعتبره « قرارات ارتجالية » لوزير التربية من ذلك فرض تدريس السيرة الذاتية للرئيس الراحل الحبيب بورقيبة على مدرسي التاريخ والجغرافيا وكذلك عدم التزام الوزارة بتعهداتها وعدم إصدار الدفعة الثانية من الترقيات الإستثنائية للمدرسين وعدم صرف منحة العمل الدوري، فضلا عن فرض إتاوة جديدة على المدرسين بـ 15 بالمائة على الدروس الخصوصية، وفق ما جاء في البيان.

 

كما أكد الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي لسعد اليعقوبي في تصريح صحفي أنه سيتم تعليق الدروس إذا لم تتم الإستجابة لمطالب المدرسين والحصول على مستحقاتهم المالية.

 

يذكر أنّ بعض المدوّنين التونسيين وجّهوا رسالة على وزير التربية التونسي قالوا فيها “إلى وزير التربية إن الأساتذة حائرون يتساءلون لو سألنا التلاميذ عن علاقة بورقيبة و الديمقراطية ماذا سنقول؟
لو سألونا عن بورقيبة و الحرية السياسية ماذا سنقول ؟
لو سألونا عن بورقيبة و علاقته بصالح بن يوسف ماذا سنقول؟
لو سألونا عن بورقيبة و العدالة بين الجهات ماذا سنقول ؟
لو سألونا عن بورقيبة و الدين ماذا سنقول؟
لو سألونا عن بورقيبة و الدستور ماذا سنقول؟
لو سألونا و نحن بعد ثورة حرية و الكرامة الوطنية لماذا نمجد دكتاتورا ماذا سنقول؟
هل هو استبلاه بعقول تلاميذنا الذين يتقنون الإنترنت كما تتنفس أو استغفال لأساتذة كٌلفوا بأمانة التنوير لا التضليل…”.

 

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “إصلاح التعليم في تونس: جدل كبير بشأن قرار إجبار الأساتذة على تدريس سيرة “بورقيبة””

  1. أذكر لما كنا تلاميذ في المدارس الثانوية وعندما يقترب موعد تخليد ذكرى وطنية ما كذكرى الشهداء أو الاستقلال وغيرها،يحدثنا أساتذة التاريخ والتربية المدنية قبل موعد يوم الاحتفال بيوم واحد حيث يكون يوم الذكرى عطلة، يحدثوننا عن المغازي من الاحتفال بتلك التواريخ،وكان مدير المعهد يدعو كل التلاميذ في فترة الاستراحة وفي الساحة العامة للمعهد ليلقي هو الآخر فينا كلمة بحضور كل الاساتذة تشحننا وتجعلنا أقرب الى فهم تاريخ بلادنا من ان يحفظ عن ظهر قلب.
    وان دعا السيد وزير التربية في منشور غير ملزم الى التحدث عن الزعيم بورقيبة يوم ذكرى وفاته بالتركيز على مزايا أعماله خاصة في حصول تونس على الاستقلال وبناء الدولة الحديثة وتعميم التعليم المجاني والصحة واصدار مجلة الاحوال الشخصية،فذلك لان هذه المعارف التاريخية غائبة في أذهان تلاميذنا،خاصة بعد زحف الاسلامويين على سائر المؤسسات وخاصة منها التربوية،واحداث ما سمي بالمدارس القرآنية وغزو المساجد لترويج خطاب غريب وعنيف يدعو الى “الجهاد” في سورية،ويحث على التكفير ويدخل المجتمع التونسي في تناحر داخلي ليس من شيمه، مما أدخل الارهاب الى البلاد وظلت تونس في غير مأمن مما حدث في سورية والعراق وليبيا .
    اذا اعتبر نقابيو التعليم ان المنشور الوزاري هو تدخل مسيس فلماذا لم يعترضوا منذ خمس سنوات على زملائهم الملتحين والملتحفين بالاقمصة الافغانية،والمتسترات منهن بالنقاب،لماذا لم يروا ذلك تسييسا مغرقا في الظلامية مهددا التلاميذ بالعودة الى عصور غابرة في حين يملكون من القدرة على التعامل مع التكنولوجيات الاتصلالية الحديثة أكثر من مدرسيهم.
    ان اختار “النقابيون” يوم السادس من أفريل لتعليق الدروس لأسباب واهية فماذا يعنون بذلك؟

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.