الرئيسية » الهدهد » ميدل إيست آي: الأسد لا يبالي بالتراث وتدمر “دعاية” وحسب

ميدل إيست آي: الأسد لا يبالي بالتراث وتدمر “دعاية” وحسب

“وكالات- وطن”- قال موقع “ميدل إيست آي” البريطاني إن رئيس النظام السوري بشار الأسد يستغل اقتحامه لتدمر، التي كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة، كجزء من دعايته أمام العالم، داعيا لعدم تصديق النظام الذي دمر المواقع التراثية في سوريا، وساعد في تشكل تنظيم الدولة.

 

وقالت الصحفية ليزي بورتر، في تقرير على الموقع، الخميس، إن “تدمر جزء من الأداة الدعائية لبشار الأسد، الذي عمل على استعادة المدينة الأثرية العالمية في تدمر، ليقنعنا بأنه حريص على تاريخ سوريا”، مشيرة إلى حجم الأخبار الذي تنشره وكالات النظام حول “الانتصارات الكبيرة في جوهرة الصحراء” تدمر.

 

وأظهرت مواقع صورا من داخل المتحف، كما نشر موقع روسي أن متحف “هرميتيج” في سان بطرسبيرج، سيساعد باستعادة تدمر، بالإضافة لتصريح الأسد نفسه أن “تدمر ستستعاد مجددا لتظل تراثا ثقافيا وكنزا عالميا”.

 

وأكدت الصحفية أن “جوهرة الصحراء” ليست أكثر من بطاقة في لعبة الأسد، قائلة إن “الأسد وجنوده لا يهتمون”، متسائلة: “لماذا قد يهتمون عندما كانوا قد ساهموا مسبقا بتدمير مواقع مصنفة كتراث عالمي؟ لماذا قد يهتمون وقد قصفوا الخانات والأسواق القديمة والحمامات وبيوت الناس التي ترجع للحقبة العثمانية؟”. وفق ما ترجمه موقع “الاسلام اليوم”.

 

ونقلت عن تقرير للأمم المتحدة في 2014، قبل سيطرة تنظيم الدولة، عن تأسيس المواقع العسكرية داخل الموقع الأثري، حيث وضعت السواتر الرملية لحماية الدبابات والمدفعية الثقيلة داخلها.

 

وأشار الموقع إلى أن هناك الكثير من الأدلة على أن المتحف والآثار تم نهبها على يد قوات الأسد، قبل سيطرة تنظيم الدولة، بحسب ما نقلت عن علماء آثار محليين وناشطين عن موارد مسروقة ومعابد مفرغة.

 

وقال عالم الآثار بورتر إن تدمر ستظل تحت خطر كبير تحت سيطرة الأسد، خشية نهبها على يد قواته، فالدمار الذي سببوه أثناء السيطرة عليها أدى لفقدان المواقع الأثرية ومعلومات تساوي أو تتجاوز الخسارة تحت سيطرة تنظيم الدولة، “إلا أنهم لا يصورونه”، بحسب قولها.

 

وفي حلب، وهي احدة من أقدم مدن العالم، فقد سبب القصف الجوي والمعارك النارية بالكثير من الدمار للمواقع الأثرية، إذ قال تقرير الأمم المتحدة إن خمس المواقع التراثية دمرت بسبب القصف الجوي، كما أظهرت المقاطع المصورة بيوتا كبيرة بعمر مئات السنين ومساجد أصبحت قطعا صغيرة، ومن أبرزها مئذنة المسجد الأموي القديم في حلب.

 

واعتبرت التقرير أن النظام البعثي في سوريا لا يبالي كثيرا بالتاريخ، إذ أن معظم الأموال التي تنفقها وزارة السياحة تنفق على إجراء حفلات الرقص بدل تطوير المواقع الأثرية وبنيتها التحتية، كما يؤكد ذلك صحفيون محليون في سوريا.

 

وأوضحت الكاتبة أن الأسد يستخدم تدمر ليحصل على دعم لحملته العسكرية، وليقنع الغرب أنه السبيل الوحيد لهزيمة تنظيم الدولة.

 

وأشار بورتر إلى دور الأسد في تشكيل تنظيم الدولة منذ الأساس، إذ نقل عن كتاب “داعش: داخل جمهورية الرعب”، للكاتبين مايكل ويس وحسن حسن، والذي يوثق هذا الدور، حينما أطلق الأسد سراح القياديين في تنظيم الدولة منذ بداية الأزمة من سجن صيدنايا، عبر إستراتيجية: حرر الإرهابيين، واجعل الانتفاضة الشعبية تبدو كأنها تمرد إرهابي يحتاج هزيمة وقمعا.

 

وبالإضافة لذلك، أصدرت محكمة أمريكية الأسبوع الماضي حكما بأن النظام السوري ساعد في صعود تنظيم القاعدة في العراق، والذي أصبح تنظيم الدولة، والذي قام بتفجيرات الفنادق في العاصمة الأردنية عمان عام ٢٠٠٥، وأدت لمقتل ٥٧ شخص، بالإضافة لوضع أمريكا عقوبات على رجل الأعمال جورج حصواني، المتهم بتسهيل صفقات بيع النفط بين دمشق وتنظيم الدولة.

 

ولم تستهدف غارات نظام الأسد وحلفائه تنظيم الدولة خلال الخمس سنوات، بشكل مثير للجدل، فبدل أن يسعى الأسد لحماية سوريا ومواقعها الأثرية، فهو يدمرها ببطء، ويغذي تنظيم الدولة، ولا يفعل أكثر من استخدام التراث كوسيلة لحشد الرأي العام.

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.