الرئيسية » تحرر الكلام » كذبة أول نيسان وامُعتصِمّاه في اليونان

كذبة أول نيسان وامُعتصِمّاه في اليونان

لقد تدارجت ظاهرة كذبة أول نيسان في مختلف البلدان ، فيقال أن أول من أطلقها هم الفرنسيون و تداولتها منهم مختلف الشعوب وحتى العربية ، فبغض النظر عن الرأي العام بهذه المناسبة هناك المؤيد و المعارض لها ، مازالت قائمة و أغلب الناس يستغلونها لترتيب المقالب الطريفة بين الأصدقاء و المعارف ، و استشهد بها في هذا المقال من باب الفكاهة ليس إلا .
اليونان البلد الصغير ذو القلب الكبير
من يسمع كلمة يونان يخطر في باله وللوهلة الأولى البحر و الشواطئ الجميلة و الجزر الخلابة و قضاء عطلة صيفية رائعة ، وقد يخطر في باله أيضا الأساطير اليونانية القديمة ، و ربما الأزمة الإقتصادية في أوروبا ، ولكن وبعد أزمة اللاجئين السوريين الى أوروبا أظهر اليونانيين الجانب الإنساني والاخلاقي الذي يتميزون به ، هذا البلد كان ومازال جهة لكل سائحي العالم للاستمتاع بمناظره الخلابة واليوم بات المنفذ الوحيد للعائلات السورية الهاربة من ويلات الحرب الدامية في سوريا ، نعم كانت محطة ترانزيت لهذه العوائل التي تحلم في الوصول الى أوروبا الحقيقية فتخاطر بالوصول إلى الشواطئ اليونانية قادمين من تركيا وعبر بحر إيجة وشاهدنا ما شاهدنا من حوادث غرق و وفيات لأطفال ، مناظر تقشعر لها الأبدان ، كل هذا معروف للجميع ، فهذه العائلات لم تكن على احتكاك مباشر مع الشعب اليوناني فالحدود اليونانية مع دول البلقان و خصوصا دولة سكوبيا( والتي تحاول سرق إسم مقدونيا أو مكدونيا ) كانت مفتوحة ، ولكن بعد إغلاق الحدود بين اليونان و سكوبيا لمنع عبور هذه العوائل إلى جهتهم التي يصبون إليها في الدول الأوربية الغربية ( ألمانيا ، السويد ، النمسا ، وغيرها …….) احتشدت جموع اللاجئيين على الحدود و داخل مختلف المناطق اليونانية و حصلت الفاجعة فهذا البلد الضعيف بإقتصاده و الذي شارف على الإفلاس نتيجة الأزمة الاقتصادية التي اجتاحته في السنوات الاخيرة و مازال يعاني من جراحها ، ليس باستطاعته أن يؤمن هؤلاء اللاجئيين ولا حتى بتأمين المتطلبات الأساسية لهم و رغم كل الصعاب استقبل اللاجئيين بصدر رحب و لم نشهد أي تذمر من الشعب اليوناني الذي أعود و أكرر يعاني أصلا ما يعانيه من أزمات و ضيق حال ، بل على العكس تماما شهدنا طيبة قلب هذا الشعب و برزت قصص علينا أن نقف عندها و نَتعَّظ منها . رجل عجوز مع زوجته بعمر يقارب الثمانيين عاماٌ في احدى القرى القريبة على الحدود المغلقة حيث احتشدت ألالاف العائلات بانتظار فتحها للعبور ، يحضر لمنزله المتواضع كل يوم عائلة وخاصة العائلات التي بين أفرادها أطفال صغار ، ويقوم بإيوأهم بضعة أيام ورعايتهم وإطعامهم ،عائلة يونانية أخرى و خلال عودتهم ليلا يصادفون جموع من اللاجئيين مع أطفالهم ، فينقولوهم لأقرب فندق لقضاء الليل ومن ثم لمخيمات اللجوء ، بائع خبز يُخصَّص منتوج يوم في الأسبوع من فرنه لإطعام اللاجئين , عائلات يونانية كُثر يقدمون إلى أماكن تجُّمع اللاجئين في كل القرى والمدن ويحضرون الأطعمة و الألبسة و غيرها ، لقد سمعت بالكثير الكثير عن هكذا قصص تعبر عن إنسانية هذا الشعب الكريم رغم إمكانياته المحدودة و لم أسمع أبدا عن قصص تظهر العكس من عنصرية ولا إنسانية ، المفاجئ في الموضوع هو تصرفات الإخوة العرب المقيمين في كل حدبٍ و صوب من اليونان في الجزر و القرى و المدن فلم أسمع عن شخص واحد يقوم بتقديم يد العون و لو بالكلمة و المواساة لأخيه اللاجئ ، أخيه في الدين واللغة والعرق والأصل ، أوليس الدين المعاملة هذا ما علمنا إياه ديننا الإسلامي , و يقوم به الشعب اليوناني المسيحي ، وفي النقيض من ذلك ما أكثر قصص المهربين الأكراد والعرب و الأتراك وغيرهم والذين يتاجرون بأرواح البشر لمكاسب مادية ، هذا حتما ليس من سمات ديننا الحنيف ، بينما لم نسمع قط عن شخص يوناني يُتاجر كما يفعل المهربين الذين من نفس ملتنا و ديننا ,علينا التفكير جيداً في هذا ، إنه مؤسف ولكنه الحقيقة المُرَّة . السوريون شعب طيب وكريم و لا يستحق كل هذا منكم ، وهنا أوجه كلامي لكل شعوب الأرض العربية و غيرها ، الإسلامية و غيرها ، لا نُعَوَّل على الحكومات فهي ملتزمة بأجندات سياسية محددة لا تستطيع الانحراف عنها فهي حكومات عربية مُسيِّرة من قوى عالمية و تُنَفِّذ ما هو مطلوب منها ضامنةً بقائها في سُدّة الحُكم و لم ولن تغامر بذلك حتى لو اضطرت لحرق البلد بما فيه ، أما الشعوب العربية و بالذات الميسورة مادياً ، ولا يُكلَّف الله نفساً إلَّا وسّعها ، أين مليارات أغنى أغنياء العالم من العرب وغيرهم ؟ ، من الخليجيين و غيرهم ؟، لم أسمع عن شخص غني من أصول عربية إسلامية يقطع فترة استجمامه في كاباريهات أوروبا للمرور على اليونان و تفقد أحوال اللاجئيين وتقديم جزء بسيط من الأموال التي أنفقها في الخمارات و دور الدعارة لبعض العوائل المحتاجة ، ولكن سمعنا عن أشخاص يونانيين بسطاء من أصول إغريقية مسيحية تقدم نصف وجبتها اليومية من الطعام لإطعام إحدى عوائل اللاجئين ، أين ديننا الإسلامي الحنيف من هؤلاء ؟، رَبُّ العباد سبحانه إمتحن الشعب السوري إمتحاناً عصيباً و أثبت الشعب السوري صبره و إيمانه ، ربنا لا نسألك رد القضاء ولكن اللطف به ، لقد كشفت هذه الأزمة المستور و تعلم الشعب السوري الدرس ، لم نُعوَّل يوماً على حكومات عربية مهترأة وبالية أكل الزمان عليها وشرب و لن ننتظر الصدقة من أحد و لكن لا يجب أن ننسى نحن السوريين بَعضُنَا البعض ، من بمقدوره المساعدة فليقدمها مهما كانت بسيطة .
سؤال يتسأله جميع اليونانيين ، لماذا ؟
لماذا لا تستقبل دول الخليج الغنية بنفطها ولو قسم بسيط من هؤلاء اللاجئين و توفر عليهم مشقة السفر الى أوروبا بما فيه من مخاطر ، أوَليست دول عربية إسلامية و هي أحق من دول أوروبا بفعل ذلك ؟ سؤال يدور بأذهان الجميع و يسألونه كل يوم ، هذا السؤال أُحوِّله للجميع للإجابة عنه ، أين ديننا الاسلامي و تعاليمه من هذا ؟، أين اغاثة الملهوف ؟، و ما بالك ان كان من اخوانك العرب المسلمين؟ ، لا يريد السوريين دعما بالكلام فقط ، لقد اثبت العرب قاطبةً وللمرة الألف انهم يستحقون ما وصلوا اليه من تشرذم فهم وبكل المعايير و المقاييس في المراتب المتدنية ، ولن يخطوا خطوة للأمام طالما تخلوا عن دينهم الاسلامي ، لقد شَمِتَ العالم كله بهم ، و أين هم شيوخ الاسلام وعلمائه من ذلك ،؟ أما زالوا منشغلين بنشر الدعوة في أقصاع المعمورة ،؟ أوَليس حَرَّيٌ بهم البدء في بلدهم أولاً ولو بالنصح و الكلمة ،؟ام هذا يُعتبر خروج عن طاعة راعي الرعية و حامي الحِمى و عقابه الرِّدة ،،، ؟كفانا ضحك على اللحى ، انها حقا من علائم الساعة ، بإشهار الحق باطل و الباطل حقا ،،، .لقد بدأ موسم الصيف والسياحة في اليونان و كل بلاد أوروبا المتوسطية و بدأت جحافل و سفن و يخوت اخواننا في الدين والعرق تتوافد لفتح خمارات و شواطئ الجزر ، ضاربين بعرض الحائط ما يجري من احداث مخزية في عالمنا العربي والإسلامي ، و هنا الطمَّة الكبرى ، فترى سائحا عربي الأصول يصول و يجول في أوروبا بحثا عن اللهو و العبث ، مبعثراً أموال الزكاة هنا وهناك ، و بجوار يخته الفاخر عائلة لاجئة في خيمة لإيواء اطفالها يأخذون وجبة طعام من شخص ما ، ما هذه المفارقة بالله عليكم ؟، بعد كل هذا أوليس من حق اي شخص السؤال والاستغراب ،؟ نسمع تارةً عبارة (( اماراتي و افتخر))، ((سعودي وافتخر)) ،(( عربي و افتخر)) ،،،، بماذا تفتخرون ؟ بهذا ؟ أما أنا وكل سوري عانى و مازال من ويلات هذه الحرب أقول لكم عربي و أخجل ، سوري وأخجل ، أخجل منكم ومن غفوتكم في نوم عميق , فاستفيقوا يا عرب !!!! لسنا بحاجة أحد ، ولكننا بحاجة بَعضُنَا البعض نحن السوريين لنثبِّت لهؤلاء العريَّبة الجُهَّل اننا شعب حي ، ولكل حصان كبوة ، و سوف نستفيق من هذا الكابوس الأليم ، املنا بالله كبير ، و إنَّ غداً لنَاظِره قريب …

وا مُعتصِماّه
كلنا يعلم بواقعة( وا مُعتصمَّاه ) الشهيرة وكيف بخليفة المسلمين المُعتصَّم بالله عندما وصله نبأ إستجارة إمرأة مسلمة به كانت قد سُبيت من الروم ، فأرسل برسالة الى ملك الروم بدئها بعبارة (الى كلب الروم ) و نهاها بجيش جرّار حرَّر مدينة المَعمُّورية من قبضة الروم وأعاد الفتاة المُستجيرة حرةً أبية ، هذه هي شيم واخلاق حكامنا المسلمين السابقين ، وبهكذا حكام سطع نور الاسلام ، و بات العرب يعيشون بعزة و كرامة يحسدهم عليها القاصي و الداني ،اما اليوم و في كل لحظة نسمع استجارة امرأة سورية قد سُلبت شرفها ، او رجل قد قضت عائلته تحت أنقاض بيته المدمَّر ، او حتى طفل يستجير للثأر لعائلته المفقودة ، نعم يستجيرون , و لكن ليس بحاكمٍ عربيٍ مسلم ، و إنما بالله و رسوله .
كذبة أول نيسان
وصلتني قصة امرأة سورية لاجئة في اليونان ، كانت قد ضاقت بها و بعائلتها كل السُبل ، فاستجارت قائلة (( وا حُكاماه وا عَريِّباه ))، فوصل الخبر لحكامنا العِظام ، وبدأت القصص تتوافد ، فأحد الحكام أوقف علاج و تدليك البروستات في أوروبا و أمر بإرسال الطائرات و السفن لتحميل ما أمكن من اللاجئين الى بلده و كان في استقبالهم ، و حاكم اخر قاطع بطولة الخيول والجمال والحمير في أوروبا ايضاً و طار بنفسه لليونان و لكن هذه المرة ليس للاستجمام وإنما ليبحث عن الفتاة المُستجيرة ، حيث ينوي اخذها مع كل ما استطاع من لاجئين لاستضافتهم في مضاربه ، ولكن سبقهم الى ذلك حاكم ثالث كان أصلاً في اليونان في جزيرة كريت التي طالما أحبَّ الاستجمام فيها فكان الأقرب للفتاة المُستجيرة فترك الاستجمام و أخذ بيد الفتاة و عائلتها و كل مَنّ هَبَّ و دبّ من لاجئين وأصدر أوامره بتسفير الجميع الى مضاربه قائلاً الأقربون أولى بالمعروف !!!!!!!
ألم تضحكوا بعد !!!،؟؟؟ ههههههههه ، هذه و أنّ تكون كذبة أول نيسان بنسخة عام ٢٠١٦ ، فأما الحاكم الأول تابع تدليك البروستات و ألحقها بتلقي بعض النصائح لعلاج الضعف الجنسي لديه ،والثاني تابع بطولة الحمير و البغال و حصد المراكز الثلاثة الاولى ، و طار الى جزر الكناري للاحتفال بنصره العظيم ، و اما الثالث و الأقرب للفتاة فامر وعلى الفور أسطوله المرافق له بتغيير مخطط رحلة الاستجمام و الرحيل فورا عن جزيرة كريت و متابعة الإجازة في جزيرة اخرى ليست يونانية فمنظر اللاجئين الذين ملؤا جزر اليونان أتعبه و نَغَّص عليه إجازته …..
هذا هو واقعنا الاليم أيها العرب ، ف (( وا الله ، وا محمَّداه ، وا مُعتصمَاه ))على هكذا حكام ابتلانا الله بهم ، و حسبنا الله ونعم الوكيل ………

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.