الرئيسية » تحرر الكلام » رجل المرحلة… سلمان

رجل المرحلة… سلمان

إن ما يخربه مجنون يحتاج لمئة عاقل لاصلاحه ، فما بالنا وهذا الجنون العمائمي الايراني الجمعي وامتداداته السرطانية في المنطقة من بغداد المالكي واذرعه ، لبيروت حسن نصر اللات وجنوده مرورا بدمشق بشار وزمرته الاجرامية والى صنعاء الحوثي الهمجي.. إن هذه القوى الظلامية الهمجية التي تذكرنا بالقرامطة وتاريخهم الأسود الحافل بالقتل والتدمير دون استثناء حتى الكعبة المشرفة ، لم تسلم من آذاهم.. يحق لنا ان نخاف من سيطرة هؤلاء الأوغاد لأن تاريخهم الاجرامي لا يماثل اي تاريخ من تواريخ الاحتلالات الغربية الرحيمة ان صح التعبير.. فهؤلاء الى درجة من الفجور انهم يتقربون الى الله بذبحنا وتدمير مقدساتنا وتحليل اموالنا ، وهذا الفقه لايكاد تجده باي عقيدة على الارض سوا عند هذه الفئة الضالة التي تعلم ابناءها ليس اقصاء الاخر وحسب ؛ بل هلاكه بأبشع الطرق وهم يستمتعون ، ولنا في مناظر حرق الأحياء وكيفية ذبح و قتل الاخرين أمثلة لا تعد ولا تحصى..

وبما أن الأمر كذلك مخيف ومريب جداا فإن مصلحة الحاضر المتمثلة في الأمن والاستقرار والتقدم والتنمية مهددة جداا ؛ بل مهدد وجودنا ككيان من قبل هؤلاء الهمج الضالين وحيث الهمج هناك يوجد أعداء الانسانية والحضارة ، إذن نحتاج نحن لكم هائل من العقلاء والحكماء لكي يتصدوا لهذا التهديد المباشر ولكن علمنا التاريخ بأن وجود قائدا صالحا قويا ذو نظرة ثاقبة وميزات قيادية فذة قد ينوب عن كل هؤلاء، فيكون رجلا بألف رجل يقوم بالتصدي لكل خطر محدق و الحفاظ على كيان الأمة وهذا ما نحسبه في الملك سلمان وفقه الله لكل خير ومن حوله من رجالات نحسبهم في هذا الخلق الذي نرجوه ، وايضا لا ننسى اخوه السلطان اردوغان وبعض اخوتهم الصادقين الاخرين في المنطقة ، الذين يشكلون سندا وعونا حقيقيا.. هؤلاء يستطيعون باذن الله وقف هذا المد الجنوني الصفوي بل دحره الى داخل ايران .

إن التغاضي الذي استمر لعقود عما تقوم به عمائم الخراب ، من تكوين مؤسسات وجماعات وأذرع لها في المنطقة وتحضيرها على نار هادئة ، أمثال حزب العفاريت في لبنان أو الحوثي في اليمن ومحاولة الانكفاء على الذات أو احتواء أخطار هؤلاء لم يعد مجديا ولا ينفع اليوم ، بل إن الموقف الذي اتخذه الملك سلمان حفظه الله في حسم هذا الأمر ومواجهته وإن كان مكلفا فهو اقل تكلفة بكثير من التكلفة التي قد تصيبنا لاسمح الله لو انتصر هؤلاء في دمشق وصنعاء وغيرها..فقد يكلف الوجود وجودا..

فهنا نعتقد أن الملك سلمان و السلطان اردوغان هم رجال المرحلة وعنوانها ، فلكل مرحلة تاريخية رجالاتها التي تنقلها من ضفة لأخرى وذلك بجمع قوى الامة والعمل لتحقيق امانيها و اهدافها.. لا شك أن هذه المرحلة التي نعيشها اليوم وهذه الأحداث الجسام التي تمر بها المنطقة ، هي مرحلة تقرير مصير يخص المنطقة والاقليم وله تأثير على العالم ، وما يهمنا هنا هو التأثير على عقيدتنا وثقافتنا بل وجودنا..

اجتمع الشرق والغرب ليضمن مصالحه لابد من اعداد مشاريع متوازية لإنجاح أي نظرة استراتيجية لتغيير ما كنا عليه من شلل سياسي وتنفيذي وخاصة لمواجهة المد الصفوي السري منه و المعلن على حد سواء ، لأن شهية عمائم طهران كبيرة ومنفتحة جداا على دول الجوار.. فإصلاح أخطاء الماضي تتم بمشاريع سياسية واجتماعية وعقائدية وثقافية عسكرية متوازية ، قد تختلف جهوزيتها وسرعة تنفيذها حسب اختصاصها والهدف المرجو منها ، إن العسكرية منها هو الضامن لنجاح الباقي والحفاظ عليه واستمراريته بحمايته.. هذا يتطلب مشروع عربي استراتيجي متكامل يعمل على ترسيخ هذه الافكار وتنفيذها لتصبح واقعا ملموسا يعيشه الناس ، والمتمثل بمناورات “برعد الشمال” أكبر مناورات يتم تجهيزها للتأهب بالشرق الأوسط..

نرى أن ما يقوم به الملك سلمان حفظه الله يذهب في هذا الاتجاه ، وأن المعطيات التي نراها من اتخاذ قرارات جريئة جداا و خطوات عملية هامة للغاية ، منها عملية عاصفة الحزم المباركة التي تعد من أهم عوامل ترسيخ الاستقلال العقائدي والثقافي والأمني ، والتي أفشلت محاولات إيران الدخول من البوابة الجنوبية للمملكة لزعزعة أمنها.. كما أن تشكيل التحالف الاسلامي أو أي تحالف قوي رادع لشهية إيران ، وكاسر لطموحاتها وتقطيع أذرعها في المنطقة بشكل مدروس و عملي وفعلي ، هو الضامن الوحيد من تمدد شرهم الينا.. هذه المعطيات والمؤشرات تجعلنا نعتقد بأن سلمان الخير “سلمان الحزم والعزم” هو رجل المرحلة وعنوان تشكيلها الجديد باذن الله ..

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.