قللت الحكومة العراقية من المخاوف والتحذيرات حول انهيار سد الموصل، وأعلنت عن انتهاء فرقها الهندسية وضع اللمسات الأخيرة لإعادة ترميم السد.
وطمأنت الحكومة العراقية المواطنين من مخاطر انهيار السد، مؤكدة أن الاحتمال ضئيل وضعيف. الطمأنة هذه لم تمنع الحكومة من إصدار بيان إرشادي للتعامل مع الحالات الطارئة، تحذر فيه القاطنين بمحاذاة نهر دجلة في نينوى وصلاح الدين من البقاء، وضرورة الانتقال إلى مناطق أكثر ارتفاعا.
وأصدرت دليلا إرشاديا لأهالي الموصل وتكريت وسامراء يطالب سكان الموصل بالابتعاد عن نهر دجلة ستة كيلومترات، وضرورة ابتعاد الأهالي في تكريت عن النهر خمسة كيلومترات، أما الساكنون بين تكريت وسامراء فيجب أن تفصلهم مسافة ستة كيلومترات ونصف عن دجلة، بينما الأهالي شرق النهر عليهم الابتعاد لمسافات أبعد بسبب انخفاض مستوى الأراضي.
أما المصادر الهندسية فأبدت مخاوفها مع اقتراب موسم الصيف وذوبان الثلوج في منابع نهر دجلة، ما سينتج عنه زيادة في تدفق المياه إلى النهر وامتلاء خزانات السد، الأمر الذي يهدد بانهياره، إضافة إلى تحذيرات من نقص أعمال الصيانة مع اكتمال السعة التخزينية للسد البالغة أحد عشر مليار متر مكعب، وهذا المخزون سيغرق الموصل خلال ساعات قليلة ويمتد إلى مناطق المحافظة الجنوبية، وقد يصل إلى بغداد، لأن السد بني على تربة جبسية هشة مكونة من الحجر الجيري القابل للذوبان، وهذه الهشاشة تزيد من صعوبة إنشاء دعامات إسمنتية لإسناد السد.
وتبقى المخاوف من انهيار السد قائمة مع استمرار المواجهات ضد داعش وسط تسريبات تقول إن التنظيم سيعمد إلى مهاجمة السد من جديد وليس أدل على حجم الكارثة المتوقعة مما ذكره الرئيس الأميركي باراك أوباما في رسالته إلى الكونغرس بعد سيطرة داعش على السد، من أن خطرا كبيرا يهدد حياة المدنيين، ويضع الموظفين الأميركيين ومنشآتهم موضع الخطر، بما فيها السفارة الأميركية في بغداد، كما سيمنع الحكومة العراقية من توفير الخدمات الأساسية والحساسة لمواطنيها.