الرئيسية » الهدهد » الموت يحصد أرواح الأطفال بالدقهلية.. والصحة عاجزة عن تشخيص المرض

الموت يحصد أرواح الأطفال بالدقهلية.. والصحة عاجزة عن تشخيص المرض

“خاص- وطن”- مازالت فضائح وزارة الصحة المصرية قائمة، لكنها كل يوم تكشف عن كارثة جديدة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأنها أضحت من أفشل المنظومات الصحية والمؤسسية، خاصة مع تكرار الكوارث والأزمات خلال الأشهر القليلة الماضية.

 

9 وفيات من الأطفال

تُوفى 9 أطفال منذ بداية شهر فبراير الجارى فى مستشفى المنزلة العام، بمحافظة الدقهلية، بعد إصابتهم بـ«مرض مجهول أعراضه تشبه الأنفلونزا». وقالت إحدى الطبيبات بالمستشفى، إن قسم الأطفال تُوفى به 4 أطفال بعد احتجازهم، بسبب أعراض ارتفاع درجة الحرارة وتشنجات حرارية وضيق التنفس وهم: نورا عبده القطان، 6 شهور، دخلت المستشفى يوم 31 يناير الماضى وتوفيت فى اليوم نفسه، وزينب محمود دياب، 5 سنوات، دخلت المستشفى يوم 1 فبراير الجارى، وتوفيت فى اليوم نفسه، وجنا شعبان محمد، 3 شهور، دخلت المستشفى 2 فبراير الجارى وتوفيت اليوم التالى، وزياد السيد السيد، 3 سنوات، توفى فى يوم دخوله المستشفى نفسه 3 فبراير الجارى.

 

واستقبل قسم الاستقبال 4 حالات فى الفترة من 4 إلى 10 فبراير الجارى، توفيت جميعها بعد دخولها وقبل نقلها إلى قسم الأطفال، كما استقبل المستشفى حالة لطفلة عمرها 9 شهور توفيت فى سيارة الإسعاف، ورفض المستشفى دخولها.

 

الطبيبة: نحن لا نعرف المرض

وأكدت الطبيبة أنه يتم إعطاء علاج أنفلونزا الطيور للأطفال كعلاج احترازى، وقالت: نحن لا نعرف ما المرض أو الفيروس الذى أصابهم، وطلبنا أكثر من مرة أن يكشف الطب الوقائى على الحالات التى توفيت والمصابة، لمعرفة نوعية المرض لتقديم العلاج المناسب، ورغم تكرار حالات الوفاة بالأعراض نفسها، فلم يتم أى استقصاء للمرض، واكتفت مديرية الصحة بإرسال لجنة تقصى سألت الأطباء والممرضات وعادت إلى مدينة المنصورة دون أن تقدم وصفا للمرض أو علاجا للحالات، واكتفت بالتوصية بأخذ مسحات من الحالات الجديدة، وهو ما لم يحدث، لعدم وجود مندوب للطب الوقائى بالمستشفى.

 

ونَفَت أخذ أى عينات أو مسحات من الحالات التى توفيت، وتابعت: لا توجد أى إجراءات تم اتخاذها مع هذه الحالات، لأنها جاءت المستشفى وحالتها متدهورة، وتم إعطاؤها العلاج الاحترازى، لكنها توفيت خلال 24 ساعة من احتجازها.

 

لا توجد عناية خاصة بالأطفال

وداخل القسم الخاص باستقبال طوارئ الأطفال بالمستشفى توجد ملصقات كثيرة للتوعية ضد مرض أنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير وكيفية التعامل مع الحالات وطرق الوقاية والعلاج، بينما لا توجد بالقسم عناية خاصة بالأطفال لاستقبال الحالات الحرجة ولا شبكة أكسجين، وتضطر الممرضات إلى جر أسطوانات الأكسجين الكبيرة لإدخالها عنابر الأطفال المرضى لعمل جلسات تنفس يدوية.

 

تزايد نقص الأدوية

تصاعدت حدة نقص الأدوية في مصر منذ عدة أشهر حيث بدأت المشكلة تظهر بشكل كبير وأحيانا يظهر المستحضر الدوائي ثم يعود لينقص فترات طويلة. وحسب القانون فإنه يجب على أي شركة عدم الامتناع عن إنتاج صنف دوائي معين لمدة ستة أشهر متواصلة وإلا يتم توقف ترخيص المستحضر من قبل وزارة الصحة.

 

وأعلنت وزارة الصحة والسكان النشرة الدورية لنواقص الأدوية عن شهر ديسمبر كانون الاول الماضى. وقالت الوزارة في النشرة الأخيرة إن الإدوية الناقصة التي لها بديل تبلغ 189 صنفا محذرة المرضى من أنه يجب استشارة الطبيب قبل استخدام البدائل المتوفرة، أما الأدوية الناقصة التي ليس لها أي بديل فتبلغ 43 صنفا دوائيا.

 

ارتفاع التكلفة

يقول الدكتور صبري الطويلة رئيس لجنة صناعة الدواء بنقابة الصيادلة إن سوق تجارة الأدوية في مصر يبلغ تقريبا 36 مليار جنيه سنويا، وأضاف: نستورد حوالي 30% من هذا المبلغ أو ما يساوي 12 مليار جنيه مواد خام ومواد أخرى تدخل في تصنيع الدواء، المشكلة هي في المادة الخام في ظل زيادة سعر الدولار فضلا عن نقصه في السوق.

 

تسعير الأدوية

انتقد الدكتور أسامة رستم نائب رئيس غرفة صناعة الدواء سياسة تسعير الدواء في مصر قائلا الدواء هو السلعة الوحيدة في مصر المسعرة جبريا وغير مدعوم من الوزارة ولا يسمح بتحريك السعر رغم أن التكلفة ازدادت نتيجة ارتفاع سعر العملة الصعبة فيصبح أمام الشركات حلين وهو أن تتوقف عن إنتاج المستحضر الذي يخسر تماما أو انها تقلل من إنتاجه فيصبح هناك صعوبة في الحصول على الدواء حتى يتم تحريك الأسعار.

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “الموت يحصد أرواح الأطفال بالدقهلية.. والصحة عاجزة عن تشخيص المرض”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.