الرئيسية » حياتنا » عيد الحب في إيران: قلبوا الدببة إلى ديوك ومنعوا الورود

عيد الحب في إيران: قلبوا الدببة إلى ديوك ومنعوا الورود

في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بعيد الحب أو “الفلانتين” كما يطلق عليه، تسعى دول إسلامية لمنع مظاهره الاحتفالية، على اعتبار أنه “بدعة” ولا يمت للشريعة بصلة، ومن بين هذه الدول إيران التي يتنتشر فيها رجال الشرطة لمنع الأحبة من التلاقي في هذا اليوم من كل عام.

منع الحكومة

وترى الحكومة الإيرانية، أن عيد الحب علاوة على أنه أحد الطقوس الغربية، فهو بدعة تروج للعلاقات غير المشروعة بين الشباب، ولذلك تداهم الشرطة الأماكن التي تبيع الهدايا الخاصة بهذا اليوم وبينها دمى “الدببة” والتي تتميز عادة باللون الأحمر، حتى إنها تمنع بيع باقات الورد والعطور والشيكولاتة في هذا اليوم، لأنها من المظاهر الخاصة بهذا العيد، بحسب ما كشف رئيس اتحاد أعمال الطباعة الإيراني علي نيكو سوخان، في حوار قديم مع وكالة أنباء “إيلنا”.

تطور عيد الحب

لكن هذه الإجراءات المشددة لم تمنع شباب إيران من الاحتفال بيوم “الفلانتين”، الذي يشيرون إليه في شبكات التواصل الاجتماعي بأسماء مختلفة، كما خصصوا له يوما محددا في التقويم الإيراني.

وهذا العام ركزت الحكومة على منع المحلات من بيع الهدايا والإكسسوارات الخاصة بالاحتفال في هذا اليوم، إلا أن الشباب ابتكروا فكرة للتحايل على الحكومة، من خلال تطبيع يوم “الفلانتين” بالطابع الإيراني، حيث أطلقوا عليه “عيد العشاق” وتغيير قوالب الشيكولاتة لتتحول إلى ديوك ورسومات إيرانية، كما أنهم أصبحوا يتهادون بالهواتف المحمولة والمشغولات الذهبية، التي تطرحها المحلات قبل اقتراب يوم 14 فبراير/ شباط، حتى يتسنى للشباب اشتراؤها.

1

محاولات الباعة

ويقول “شهروز” أحد أصحاب المتاجر التي تبيع الهدايا في وسط العاصمة الإيرانية “طهران” في حوار له مع وكالة “فرنسا 24″، إن ما يبيعه خلال أسبوع قبل الفلانتين مباشرة، يوازي ما يبيعه خلال شهرين في الأوقات الأخرى من العام.

ويضيف شهروز أنه في مثل هذه الأيام يحاول ألا يلفت نظر رجال الشرطة إليه، مشيرا إلى أن البائعين يتعمدون خفض نسبة اللون الأحمر في بعض المناطق، كما يستخدم البعض العروسة التي على شكل “ديك” والتي تهدى في العادة إلى العروس لتجلب لها السعادة، وهي ليست من الممنوعات بطبيعة الحال، إلا أنه أضاف أنه خلال السنتين الماضيتين بدأ يقل تركيز رجال الشرطة على محلات بيع الهدايا.

انتفاضة الشباب

ويقول فرناز من وسط العاصمة طهران، إن “منع الاحتفال بهذا العيد في إيران غير ممكن، فتقريبا كل أقاربي وأصدقائي وحتى زملائي في العمل اشتروا الهدايا، حتى إن المسنين منهم يتهادون في هذا اليوم”، مضيفا: “اشترى أحد جيراني وهو يبلغ من العمر 65 عاما ديكا أحمر ضخما من أجل أن يهديه لزوجته”.

ويؤكد فرناز أن “المدينة ممتلئة بالهدايا والمقتنيات التي يتهادى بها العشاق في هذا اليوم، ولا تستطع أي قوة أن تمنع ذلك”، معتبرا أن “يوم الفلانتين هو الأهم في إيران، حيث يتشكل المجتمع في غالبيته من الشباب الذي يحمل الثقافة الغربية ولديه طريقة الاحتفالات الخاصة به، كما يحتفل بالكريسماس والهالوين”.

3

الفلانتين الإيراني

وعلى الرغم من موقف الحكومة الإيرانية الحالي من الاحتفال بالفلانتين، فإن الإيرانيين القدماء كانوا يحتفلون بعيد الحب، في يوم 18 فبراير.

وترجع أصول هذا الاحتفال للإمبراطورية الساسانية، التي حكمت إيران في العصر القديم، ويرجع تاريخه للقرن 20 قبل الميلاد.

وفي المعتقد الشعبي الإيراني القديم، كان لا بد للملوك من تقديم الهدايا إلى زوجاتهم حتى يشعرن بالسعادة وينجبن الكثير من الأطفال، كما أنهم كانوا يتهادون بالديوك الحية التي ترمز إلى الخصوبة، وتطور الأمر لتتحول الديوك من حية إلى عرائس يمكن للأحباء أن يتهادوا بها.

2

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.