الرئيسية » تحرر الكلام » المؤامرة احد اسباب هزيمة 67

المؤامرة احد اسباب هزيمة 67

لا احد فى  تاريخ مصر الحديث من الحكام و الرؤساء احب مصر  وعاش ومرض ومات من اجلها كما احبها عبد الناصر  انحاز  للشعب  وللطبقه الفقيرة  افعالا لا اقوالا  فمنذ تولية السلطة  حرص على عمل  اصلاحات اجتماعية  لتقليل الفجوة  بين الطبقات  والقضاء  على الاحتكار  وسيطرة  راس المال واتاح التعليم   المجانى والسلع الغذائية  والملابس المدعمة  وعمل على تثبيت الاسعار  وكان يهدف من وراء ذلك  تحقيق العدالة الاجتماعية . فكان عبد الناصر  العائل للمصريين رب الاسرة  ومصدر الامان   وموزع العدل بالتساوى بين  المصريين فمنح الارض لصغار الفلاحين وجعل  العمال جزء  من  مصانع الدولة  فلاول مرة يشعر المصريين بان الحاكم  والرئيس منهم   يشعر بما يشعرون من الفقر  فاحبة المصريين  لما مثلة لهم من  زعامة وقوة وشهامة واخلاق نبيلة  فكان لهم القدوة والمثل الاعلى  ورغم اخطاءة  السياسية  الكبيرة الا انهم  غفروها لة  وبايعوة على  استرداد الكرامة والارض .

شعر عبد الناصر بضخامة  المسئولية  الملقاة  على عاتقة  فعمل على بناء مصر  (صناعيا – زراعيا ) وقام باصلاحات  كثيرة لاعادة البناء  ولتصبح مصر دولة  محورية فى منطقة الشرق الاوسط  ولهاوزنها الاقتصادى  والسياسى فظل يحلم بالقومية العربية  كقوة اقليمية  مناهضة لقوة الاحتلال  الاسرائيلى  وحليفها الاستراتيجى  الولايات  المتحدة .

وفى الحقيقة واجهة  عبد الناصر  تحديات  عظيمة فالقوة العظمة  ظلت تحارب عبد الناصر فى الخفاء  لاقصاءة و لاضعافة وحالت بين حلم  عبد الناصر والوحدة  العربية كما ان مبدا الوحدة العربية لا يروق  ويتوافق مع الدول الخليجية  المتطلع الى الثراء  النفطى  والمالى مع دول عربية ذات دخل منخفض. كما ان  الاقطاع  وما شكلة  من خطر على مكتسبات الثورة  وبعض قادة الثورة  وسعيهم الدائم لتحقيق  اكبر المكاسب المادية والسياسية  فما كان من عبد الناصر  الا الوقوف بكل قوة لتلك المحاولات . ومن المواقف الانسانية  التى لا تنسى  ونستشف منها مدى  حب عبد الناصر لمصر  عندما قال لوالده  فى احد المواقف  انت لم تورثنى حكم مصر  لكى اتصرف فيها كما اشاء او اظلم انسانا على حساب اخر  وذلك عندما اراد  الوساطة  لاحد اقاربة للحصول على قطعة  ارض صحرواية لاستصلاحها .

ومن اخطاء عبد الناصر  السياسية حرب 1967 والوقوع فى الفخ  الذى نصب لة  من قبل اسرائيل وامريكا والغرب  واشترك الاتحاد السوفيتى بدون ادراك حقيقى  للموقف المستقبلى  الذى تخطط لة اسرائيل وامريكا والغرب للحد من خطورة عبد الناصر. وبالرجوع   الى وقائع الاحداث  ففى ابريل 1967 ذهب وفد من مجلس الامة  برئاسة  انور السادات رئيس مجلس الامة  لزيارة  الاتحاد السوفيتى  وكان الوفد يضم  ابراهيم شكرى  وعبد السلام  الزياد  ونوال عامر  وفى مطار موسكو كان رئيس الحكومة  السوفيتى  فى انتظار  الوفد المصرى القادم  فانتحوا رئيس الحكومة السوفيتى جانبا  من المطار وابلغ رئيس الوفد المصرى انور السادات  بطريقة جادة عن طرق اجهزتهم السرية بان وجود حشود  اسرائيلية  عند الحدود  السورية  وان مصر ينبغى لها ان  تتخذ من الاجراءات ما يتناسب مع الوضع وعلى الفور  عقد اجتماع  ضم عبد الناصر والمشير عامر  والسادات لبحث الموقف  فى 14مايوا 67كلف المشير عامر  الفريف محمد فوزى  رئيس اركان حرب القوات المسلحة  بالسفر الى دمشق للتحقق من صحة  المعلومات  الخاصة بالحشود الاسرائلية  على حدود سوريا وعاد الفريف فوزى  الى القاهرة  وقدم تقرير  للمشير  ينفى  صحة  المعلومات الخاصة  بوجود  حشود على الجبهة  السورية  وان المسئولين فى سوريا  قد دهشوا  من هذة المعلومات  وقد صحب  احمد سويدات رئيس الاركان السورى  الفريق فوزى  فى جولة  بالطائرة على الحدود السورية  وشاهدا بالعين المجردة  عدم وجود جشود  وبعد الاطلاع  على تقرير الفريق فوزى  من قبل عبد الناصر والمشير عامر  اتفقا على استدعاء السفير الروسى  وابلاغة بعدم صحة  المعلومات على ضوء ما تاكد  للقيادة فى مصر  وطلب السفير مهلة للاتصال بحكومتة  وبعد يومين  طلب الروس المقابلة  وكان الرد  ان القيادة الروسية  لا تقبل  مراجعة  معلوماتها  وتوكد وجود  الحشود  الاسرائلية  على سوريا  كما تؤكد ان الهجوم على سوريا وشيك  وان على الحكومة المصرية  اتخاذ اجراءاتها فورا   وبناءا على ذلك كان قرار عبد الناصر  الوقوف بجانب سوريا  واتفق مع المشير  على اعلان حالة الطوارئ فى القوات المسلحة  وتم ذلك فى 16 مايو67وتحركت القوات المسلحة المصرية الى سيناء  وكان الهدف من  تلك الاجراءات  كما حددتة القيادة  السياسية هو  ان الامر لا يعدو ان يكون مظاهرة عسكرية  لمساندة  الموقف  السورى  والتلويح لاسرائيل  بان مصر جادة  فى تنفيذ اتفاقية الدفاع  المشترك مع سوريا  وهذا فى حد ذاتة  كسب سياسى  كبير  وخاصة على الصعيد العربى  ولاضفاء المزيد  من الجدية على  موقف مصر  ازاء  اسرائيل  تم  اصدار  امر  سحب القوات   الدولية  وتم تكليف الفريق فوزى  رئيس اركان حرب القوات المسلحة  بارسال خطاب الى الجنرال (ريكى  ) قائد  قوات الطوارئ  الدولية  يوم 17/5/67 يحيطة علما  بان  اصدر تعليمات  الى جميع القوات  المسلحة  للجمهورية العربية المتحدة  لتكون مستعدة  للعمل  ضد اسرائيل  فور قيامها  بعمل عدائى  ضد سوريا   ولضمان  امن  قوات  الطوارئ  الدولية  المتمركزة  فى نقطة  المراقبة  على حدودنا أطلب اصدار  اوامركم  بسحب هذة  القوات فورا ورفضت  قوات  الطوارئ الدولية  الانسحاب الجزئى من سيناء  فقرر الرئيس  انهاء وجود  قوات  الطوارئ  وفى اجتماع  الرئيس عبد الناصر مع الطيارين  فى قاعدة   ابوصوير  الجوية  يوم 22مايو والذى حضرة نواب الرئيس والقادة العسكرين  وفى هذا الاجتماع اعن عبد الناصر اغلاق خليج العقبة  امام الملاحة الاسرائلية  وهذا القرار كان بمثابة اعلان حرب على اسرائيل  وكان هدف عبد الناصر من هذا الاعلان فى هذا اليوم  وضع سكرتير الامم المتحدة(اوكانت ) امام سياسة الامر الواقع من باب المناورة السياسية  الذى كان مقرر لة زيارة مصر فى اليوم التالى  للتشاور مع عبد الناصر  وعندما تحدث الرئيس  عبد الناصر مع الطيارين فى قاعدة ابوصوير  الجوية قائلا لهم  (مفيش حرب  الامر كلة  مظاهرة عسكرية  تاييد للموقف  السورى  وانة يرى  ان  اسرائيل بعد هذة الحشود  من جانبنا  ستتراجع  عن مخططها وبذلك نكون  قد استرجعنا  جميع  ما خسرناة  فى حرب  العدوان الثلاثى  عام 1956 فنجد جميع التقديرات من قبل القيادة  المصرية خاطئة غير قادرة على  قراءة الاحداث  بصورة صحيحة  فى الاحداث الكبرى والجسام  ولاتكون للنوايا والتوقعات دور وانما تقاس باحتمال كافة ردود الافعال من الجانب الاخر  فكان هذا من اكبر الاخطاءالتى وقع فيها عبد الناصر  فعبد الناصر كان يطمئن جدا الى الجانب الروسى  والى توقعاتهم .

وبالرجوع الى  الموقف الروسى وبتكليف من عبد الناصر  الى شمس بدران  بالسفر الى موسكو لاستطلاع موقف القيادة الروسية  الذين اكدوا لة  ان قوات البحرية الروسية  فى البحر المتوسط  موضوعة تحت تصرف القيادة المصرية  وقال لة (جربتشكو) وهو يودع شمس بدران فى المطار قائلا لة  يمكنكم  الاعتماد علينا  وكانت تاكيدات الجانب الروسى اكبر الاثر فى طمأنية عبد الناصر  للخط السياسى الذى ينتهجة ويسير علية.

وفى يوم 2يونيو عقد اجتماع  فى القيادة حضرة  الرئيس عبد الناصر وبعض القادة العسكرين  والفريق صدقى قائد القوات الجوية  وفى هذا الاجتماع قال  الرئيس عبد الناصر  انة اتخذ  قرار بالا نكون  البادئين  بالضربة  الاولى  وبعض  القادة  كانوا  غير مؤيدين  لهذة الفكرة  فقال الرئيس عبد الناصر   ان هذاالقرار  سياسى .

وفى الواقع فان الاحداث  كان لها اكبر الانعكاسات على قرارات عبد الناصر وفيما تمثل فى الضمانات  السوفيتيه و الامريكية وسكرتير الامم المتحدة  بان  اسرائيل  لن تكون  البادى  بالهجوم  وهذا جزء من الخداع الاسرائيلى  الذى كانت تقوم بة بالتعاون مع امريكا  وروسيا . وفى فجر  5يونيو طلب (فينوجرادوف)سفير  الاتحاد السوفيتى فى القاهرة مقابلة عبد الناصر  لينقل الية  رغبة حكومتة  فى ألا  تبدأ مصر بالهجوم  على اسرائيل .

مما جعل المشيرعامر  قام بجولة بالطائرة فى صباح يوم 5يونيو لاستطلاع  الجبهة والوقوف على حقيقة الاحداث  فى نفس التوقيت  قامت  اسرائيل بعدوانها  على المطارات المصرية  مما اعاق  استخدام  اسلحة الدفاع الجوى  وعدم قيام  اسلحة الدفاع  الجوى بمهامة

وفى صباح  يوم 6يونيو اصدر  الرئيس عبدالناصر  قرار بالانسحاب من سيناء  وكان دافع  عبد الناصر لقرارالانسحاب  المفاجئ  انقاذ الضباط والجنود  الذين يخوضون المعركة فى سيناء بدون غطاء جوى   وقال عبد الناصر   انا السبب فى  كل ما حدث المهم  الان انقاذ اولادنا فى الجبهة  ذنبهم فى رقبتى  .

ورغم  توافر عنصر المؤامرة  على مصر من خلال  الدول العظمى  التى استدرجت  القيادة المصرية لحرب   لم تكن مصر  مستعدة لها ولا تخطط لها فى ذلك الوقت  ورغم ذلك فان القيادة  السياسية  والعسكرية فى مصر كانا يشعران بمدى خطئهما فى تقييم الموقف السياسى والعسكرى  بصورة صحيحة  ومسئوليتهما معا  عن حرب يونيو  وكان  التنحى  المشترك  اعترافا  منهما بذلك

ورغم  هزيمة 67  وضخامة  اثارها النفسية على  القيادة والشعب المصرى الا انها  كانت  التحدى الاعظم  للقوات المسلحة فى اعادة بناء القوات المسلحة من الداخل  وفى التطوير الشامل ولم شمل  القيادة  فى قيادة  مركزية  موحدة تحت سيطرة الرئيس عبد الناصر  فالازدواجية فى السلطة  ما بين عبد الناصر والمشير عامر  كان من اسباب  هزيمة  67 وتوالت الانتصارات  بعد النكسة فكانت  حرب الاستنزاف  بدايه التحدى والانتصار واثبتت مدى قدرة الجندى المصرى على القتال  المتواصل  وكذلك بناء حائط  الصواريخ المصرية  لحماية العمق المصرى من  غارات  العدوان الاسرائيلى   كان اكبر  التحدى مابين تصميم العدو الاسرئيلى على منع بناء حائط الصواريخ المصرية  مستخدما كثافة طلعاتة  الجوية  بطول الجبهة على حائط الصواريخ والتصميم المصرى على بناء حائط الصواريخ  ونجاح مصر فى اقامة  وبناء حائط الصواريخ كان  احد اسباب النصر فى حرب اكتوبر المجيد .

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.