الرئيسية » الهدهد » تقديرات: أي مرشحي الانتخابات الرئاسية الأمريكية أنسب لـ”إسرائيل”

تقديرات: أي مرشحي الانتخابات الرئاسية الأمريكية أنسب لـ”إسرائيل”

كتب المحلل الإسرائيلي، حيمي شليف، في صحيفةهآرتس” عن مرشحي الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أيهم أقرب نفعا إلى الكيان الصهيوني.

وقال إنه مع افتتاح الانتخابات في “ايوا” هناك ثلاثة جمهوريين واثنان من الديمقراطيين الذين لديهم فرصة واقعية للنجاح في انتخابات للرئاسة. وأضاف: “لو كنت أنا بنيامين نتنياهو لكانت أولوياتي كالتالي: 1- ماركو روبيو. 2- تيد كروز. 3- هيلاري كلينتون. 4- بارني ساندرس. 5- دونالد ترامب. نعم لقد قرأتم بشكل صحيح: ساندرس الاشتراكي اليساري قبل ترامب الرأسمالي اليميني”.

ورأى أن التردد بين روبيو وكروز صعب. فمعروف أن “شلدون ادلسون” أيضا لم يحسم موقفه بعد. الاثنان يعارضان بشدة الاتفاق النووي مع إيران، وهما يقولان إنه ليس هناك شريك فلسطيني، وإن الأمم المتحدة متلونة. وكلاهما رفضا مرة تلو الأخرى علاقة اوباما المهينة مع رئيس الحكومة، إذ إن “الرئيس يتعامل بشكل أفضل مع آيات الله من طهران مقارنة برئيس حكومة إسرائيل”، قال روبيو.

“كروز” ليس لديه قاعدة أساسية للتأييد الطبيعي في الجالية اليهودية التي تخشى من مواقفه المحافظة والمتطرفة في الشؤون الداخلية، وتصريحاته أن الولايات المتحدة هي “أمة مسيحية” والخشية من أنه ومحيطه ليسوا بعيدين عن اللاسامية، وأيضا طابعه الذي حوله إلى شخصية أقل شعبية في مجلس الشيوخ. “كروز” يهتم مؤخرا بالعلاقة مع اليهود الأرثوذكسيين الذين يُقدرون تأييده لإسرائيل، ولكن أيضا استعداده لأن يوسع حدود الدستور الأمريكي وتشويش الفصل الكامل بين الدين والدولة، كما كتب المحلل الإسرائيلي.

 “روبيو” في المقابل هو أيضا يتجول بين اليهود المحافظين الذين يؤيدون نتنياهو. وهو يمثل فلوريدا، الولاية التي تحتل المرتبة الثالثة من حيث عدد اليهود، وهو يحظى بتبرعات اليهود السخية وله تاريخ في تأييد إسرائيل وهو حليف لادلسون، الذي هو من معارضي حركة المقاطعة بي.دي.اس.

الحسم النهائي لصالح “روبيو” يسقط بسبب الفوارق في الموقف بينه وبين كروز في موضوع الأمن القومي. “روبيو” مقرب من المحافظين الجدد الذين يؤمنون باستخدام القوة العسكرية الأمريكية إذا لزم الأمر.

وفي الوقت الذي يُدخل فيه “كروز” إلى أقواله لهجة انفصالية معينة، فهو يؤيد إبقاء نظام الأسد في سوريا كما هو في حين يطلب “روبيو” إسقاطه، وكلاهما يعتمدان على نتنياهو. لكن “كروز”، بشكل عام، غير متلهف لتوريط الولايات المتحدة في حروب الآخرين.

من بين الاثنين، يبدو أن “روبيو” سيتفوق على “كروز” في موضوع إرسال القوات البرية لمحاربة داعش أو قصف المنشآت النووية الايرانية اذا فشل الاتفاق معها.

ويرى الكاتب الإسرائيلي أن كلينتون لها أفضلية حتى ولو كانت غير يمينية، مثل المرشحين كروز وروبيو.

وقال عن المرشح ” ترامب في المقابل هو صاروخ غير موجه ولهذا يعتبر خطرا حقيقيا بالنسبة لنتنياهو. الملياردير من نيويورك يتحرك على الهامش بين الوسط المعتدل واليمين الراديكالي كما يشاء في شؤون الشرق الأوسط. صحيح هو يعلن تأييده المطلق لإسرائيل، لكنه يلقي عليها مسؤولية غياب السلام.

إنه يستنكر الاتفاق النووي مع إيران لكنه لا يلتزم مثل كروز وروبيو بإلغائه منذ اليوم الأول له في الحكم. إنه سيعمل على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، لكنه يرفض تأييد توحيد المدينة. إنه يتبنى مواقف معارضة للإسلام بشكل يؤثر في الدول العربية المعتدلة التي لها علاقات جيدة مع إسرائيل.

“ترامب” يؤكد مؤخرا على انتمائه للجناح “البرسبتريالي” في الكنيسة المسيحية، لكن يوجد له إله واحد هو دونالد ترامب. فحينما تتم أهانته يكون رده سريعا وفظا كما ثبت أكثر من مرة في الحملة.

وإذا قام نتنياهو باستفزازه من خلال إلقاء خطاب في الكونغرس دون معرفته، فإن رده سيكون قاتلا. قد يسميه “ترامب” غبي كما سمى خصومه ومنتقديه.

ويبدو أن سلوك “ترامب” واندفاعه أخطر تجاه نتنياهو. فترامب يؤمن أنه يستطيع إعادة التفوق الأمريكي وإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بسرعة، على عكس كروز الذي يزعم أن الولايات المتحدة يجب عليها الكف عن تقديم النصائح والوعظ لإسرائيل، وهو يعتقد أنه بحاجة إلى ستة أشهر من أجل دفع الإسرائيليين والفلسطينيين للجلوس معا.

لقد كُتب الكثير عن عدم الصلة بين ترامب وبين المتبرعين المحافظين، اليهود وغير اليهود. ولكن هذا هو موضوع أموال فقط. فترامب هو العدو الأكبر للمحافظين في الحزب ومنهم المؤيدين الجدد لإسرائيل ونتنياهو. ويعتبر المحافظون أن “ترامب” يسرق الحزب منهم. وقد خصصوا مؤخرا نشرة كاملة في مجلتهم المعروفة، “ناشيونال ريفيو”، في محاولة لسلب ترامب شرعيته. وهو من ناحيته إذا تم انتخابه فلن يغفر لهم ذلك.

خلافا لكلينتون أو ساندرس، إذا قرر ترامب اتخاذ خطوة مناهضة لإسرائيل، فلن يكون هناك من يوقفه. الائتلاف المؤيد لإسرائيل الذي يتشكل اليوم من الحزب الجمهوري، إضافة إلى جزء كبير من الحزب الديمقراطي، هو الذي كبح خطة اوباما للسلام وحاول إفشال الاتفاق النووي مع إيران. لكن هذا الائتلاف سينهار وسيحظى ترامب بتأييد تلقائي من كل أعضاء حزبه الجمهوري سواء في موضوع السلام مع الفلسطينيين أو بفرضه على إسرائيل، وسينضم إليه أيضا معظم الديمقراطيين.

  بالنسبة لساندرس اليساري سيحدث العكس تماما. فكل خطوة ستكون له ضد مصلحة إسرائيل ستثير ضده الجمهوريين في الكونغرس مع جزء كبير من الديمقراطيين، سيما أولئك الذين يستمرون في إنشاء علاقة قوية مع اللوبي الإسرائيلي “الايباك”.

صحيح أن “ساندرس” تحدث في السابق وانتقد إسرائيل بسبب قصفها لغزة في صيف 2014، لكنه خلافا لكلينتون، فإن اهتمامه سينصب على تنفيذ الإصلاحات بعيدة المدى في الاقتصاد والمجتمع الأمريكي. إذا حرصت إسرائيل على عدم إزعاجه فهو سيعاملها بالمثل.

  إذا تم انتخاب “ساندرس”، فسيكون اليهودي الأول في البيت الأبيض. بالنسبة لنتنياهو هذه نقطة ضعف وليس نقطة أفضلية. فساندرس هو من النوع الذي لا يفهمه ولا يحبه نتنياهو. فهو اشتراكي راديكالي مثل المقربين اليهود من اوباما الذين أثروا فيه بشكل سلبي. وهناك مشكلة أخرى لساندرس ستقلق ليس نتنياهو وفقط، إذ لا يبدو كمن يتعمق أو يهتم بالشؤون الخارجية والأمن. وهذا من شأنه توريط واشنطن في إجراءات خاطئة ستضعف موقفها في الساحة الدولية وتؤثر أيضا في إسرائيل.

كلينتون في المقابل تعتبر من أكثر المرشحين للرئاسة دراية ومعرفة، وخصوصا في الشؤون الخارجية. وحتى لو كانت لا تثير مشاعر الجمهور في الحملة في ايوا أو نيوهامفشر، فإن انتخابها سينشئ موجة من التلهف مثل التي رافقت دخول اوباما إلى البيت الأبيض.

وعلى عكس اوباما، كان لنتنياهو وكلينتون تاريخ طويل من العمل معا منذ كان رئيس جديد للحكومة وكانت هي السيدة الأولى.

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “تقديرات: أي مرشحي الانتخابات الرئاسية الأمريكية أنسب لـ”إسرائيل””

  1. اسرائيل تريد المرشح الامريكى الذى يفتح لها الخزانة و تغرف منها اموال بدون حساب …فمن من هؤلاء يملك هذا الحق؟

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.